الأربعاء 08 أكتوبر 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

إلى أين، سؤال يراودني بين العشية والضحى، يتصارع بداخلي كالحرب التي خربت أرضًا دون أن تترك متسعًا للحياة، فأين المفر من تلك الحقبة التي ليس لها منتهى ومتى تنتقص المأساة؟، هذه التي كُتبت فصولها بأيدينا، حين قدّمنا أجزاءً من ذواتنا لمجتمع لا يبالي بالتضحية.

لقد منَحنا بصدق، وبذلنا بإيمان، وفتحنا صدورنا بكل نُبل، فقط لنُفاجأ أن هذا المجتمع لا يُلقي بالا بندوبنا، لا يرى ما خلفته الأيام فينا من نكبات، وكأن بصائرهم عميت.

إلى أولئك الذين لم يؤمنوا يومًا بالتضحية، ولم يُدركوا منحنا، لا بنظرة امتنان، ولا بكلمة تُثمن هذا العطاء، إليهم تُقال هذه الكلمات، للتذكرة لا العتاب.

كنا نظن، وربما أساءنا الظن، أن ما نقدمه هو من منطلق الواجب، وكأننا نؤدي فريضة لا خيار فيها، هذا الاعتقاد فتح الباب على مصراعيه أمام هؤلاء ليوقنوا أن ما نمنحه هو حقٌ مكتسب لا فضل ممنوح.

لم نكن نطلب يومًا ضمانًا، لم ننتظر جزاءً ولا شكورًا، لكن أبسط حقوق الإنسان أن يُحترم عطاءه، أن يُقابل بما يليق من التقدير، ويُقر بألم التضحية.

فصول القصة حزينة، ليس لأنها انتهت، بل لأنها لم تُكتب بالحبر كما جرت العادة، بل كُتبت بومضة ذات وخذلان مرير، بُذل فيها الغالي والنفيس، ومع ذلك نجد من نخاطبه غارقًا في وهم نشوة الانتصار، يظن أنه انتصر  وقتما كانت فيه الخسارة فادحة، مع أن الخسارة الأكبر نحن.

ربما يوما ما، سيدرك فداحة تلك الخسارة؛ لكن! ماذا عن الوقت؟ العامل الأهم في الإدراك.

إلى أين سؤال لا يملك أحد منا جوابه، لكن ما هو أخف إيلاما فهمنا الواسع بأن النُبل لا يُقابل دائمًا بالعرفان، وأن في بعض الأحيان، يكون الصمت أبلغ رد في عالم لا يُجيد إلا الاستغلال والاستنزاف.

تم نسخ الرابط