فيضانات السودان، مشاهد صادمة تثير التساؤل حول دور سد النهضة في الأزمة (فيديو وصور)

تثير فيضانات السودان الأخيرة جدلاً واسعاً حول تأثيرها على دولتي المصب، السودان ومصر، وتحديداً حول دور سد النهضة الإثيوبي في هذه الأزمة.
تأثير الفيضانات على السودان ومصر
تشهد السودان في كل موسم أمطار (خاصة بين يوليو وسبتمبر) ارتفاعاً في مناسيب النيل الأزرق والنيل الرئيسي، لكن الفيضانات الأخيرة كانت لها آثار واسعة.
تتركز الأضرار الكبرى على السودان بسبب موقعه الجغرافي المباشر أسفل سد النهضة، ما أدى إلى غرق آلاف المنازل والمزارع، وتشريد عائلات، وخسائر في الأرواح والممتلكات.
كما تضررت مساحات زراعية شاسعة، مما يهدد الموسم الزراعي بالضياع في ولايات مثل الجزيرة وسنار.
وتجاوز منسوب النيل في عدة محطات (مثل الخرطوم وشندي) منسوب الفيضان، مما استدعى إصدار تحذيرات "حمراء" للسكان القاطنين على ضفاف النيل.

التأثير على مصر
يُعد الموقف المصري أكثر أماناً نسبياً مقارنة بالسودان، وذلك بفضل وجود السد العالي في أسوان.
ويؤكد الخبراء أن السد العالي قادر على استيعاب الكميات الكبيرة من المياه القادمة من السودان (حتى لو وصلت إلى 700 مليون متر مكعب يومياً أو أكثر) بفضل سعته التخزينية الهائلة، مما يحمي البلاد من خطر الفيضان.

ويرون أن المياه الفائضة تصل إلى بحيرة ناصر خلف السد العالي، مما يرفع منسوبها ويعوض جزءاً من المياه التي تم حجزها سابقاً خلال سنوات ملء سد النهضة.
دور سد النهضة الإثيوبي في الفيضانات
تتضارب آراء الخبراء والمسؤولين حول دور سد النهضة (GERD) في تفاقم الفيضانات في السودان.

يذهب عدد من خبراء الموارد المائية إلى أن السبب المباشر للفيضان الأخير هو التصريف الإجباري والمفاجئ للمياه من سد النهضة، وليس الفيضان الطبيعي للأمطار.
ويستند هذا الرأي إلى اضطرار إثيوبيا لفتح بوابات التصريف (المفيض العلوي) للسد لتخفيف الضغط على جسم السد، مما أدى لتدفق كميات ضخمة وغير معتادة من المياه (تجاوزت 600-750 مليون متر مكعب يومياً) إلى السودان في وقت قصير.

فيما يرى البعض أن هذا التصريف المفاجئ حدث نتيجة توقف أو عدم كفاءة تشغيل توربينات السد، مما منع التفريغ التدريجي والمنتظم للمياه.
في المقابل، يرى بعض الاستشاريين السودانيين أن وجود السد ساهم في الحد من تفاقم الكارثة، ذلك أن سد النهضة يحتجز جزءاً كبيراً من مياه ذروة الفيضان الطبيعي للنيل الأزرق، والتي كانت لولا السد ستتجاوز مستويات أعلى بكثير، خاصة مع تزامنها مع فيضان نهر عطبرة وروافد أخرى.

ويؤكد أصحاب هذا الرأي أن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب التنسيق بين إثيوبيا والسودان لتبادل البيانات حول إيرادات السد وكميات التصريف، مما منع السودان من اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة في الوقت المناسب.

بشكل عام، تظل فيضانات السودان قضية معقدة تتشابك فيها التغيرات المناخية (الأمطار الغزيرة) مع إدارة المياه الجديدة التي فرضها سد النهضة في غياب اتفاق ملزم بين الدول الثلاث.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات