تسونامي مدمر، مخاطر الفيضان من سد النهضة على السودان ومصر (شاهد)

يتمحور الحديث عن مخاطر الفيضان من سد النهضة على دولتي المصب (السودان ومصر) حول محورين رئيسيين: الخطر المباشر الناجم عن الإدارة غير المنسقة للمياه، والخطر الكارثي الناجم عن الانهيار الافتراضي للسد.
1. الخطر المباشر (التصريف غير المنسق للمياه)
هذا الخطر مرتبط بعملية تشغيل السد والتصريف المفاجئ لكميات كبيرة من المياه، خاصة في مواسم الفيضان:
أ- على السودان (الخطر الأكبر والأقرب)
السودان هو الأكثر عرضة للضرر المباشر لكونه يقع مباشرة خلف سد النهضة على النيل الأزرق (بمسافة قصيرة لا تتجاوز 15-30 كم عن الحدود):
قد يتعرض لفيضانات مفاجئة ومدمرة، لأنه إذا اضطرت إثيوبيا إلى تصريف كميات ضخمة وغير منظمة من المياه عبر بوابات السد (المفيضات)، خاصة في حال وجود فيضان عالٍ وامتلاء بحيرة السد، فإن هذه المياه ستصل إلى الأراضي السودانية في غضون ساعات قليلة، ما يؤدي إلى:
غرق القرى والمدن، مع ارتفاع منسوب النيل الأزرق بشكل سريع، متجاوزًا منسوب الفيضان، ستغرق المناطق السكنية والأراضي الزراعية على ضفاف النهر.
تهديد سلامة السدود السودانية، ذلك أن التدفقات الهائلة غير المنسقة قد تضع ضغطًا هائلاً على سدود السودان القريبة، مثل سد الروصيرص، وتهدد سلامتها الهيكلية أو قدرتها على التصريف الآمن.
توقف محطات المياه، فقد يؤدي ارتفاع وانخفاض منسوب المياه بشكل غير منتظم إلى تعطيل محطات مياه الشرب والري.
غياب التنسيق، إذ أن القلق الأساسي يكمن في عدم وجود اتفاق قانوني ملزم يضمن إبلاغ السودان مسبقًا بكميات التصريف وإدارتها بشكل مشترك لتفادي الكوارث.
ب- على مصر (خطر محدود ومؤقت في هذه الحالة)
مصر محمية إلى حد كبير من الفيضانات المفاجئة القادمة من سد النهضة بفضل وجود السد العالي وبحيرة ناصر الضخمة خلفه:
يُعد السد العالي صمام أمان لمصر، حيث تستوعب بحيرة ناصر أي زيادة في تدفقات المياه القادمة من السودان، بما في ذلك التصريفات العالية من سد النهضة، ويمكن التعامل مع المياه الزائدة عبر مفيض توشكى دون تهديد الوادي والدلتا.
القلق الرئيسي المصري يتعلق بنقص المياه والجفاف وليس الفيضان (وهو الخطر الاستراتيجي طويل الأمد).
2. الخطر الكارثي (انهيار سد النهضة)
على الرغم من أن هذا السيناريو مستبعد هندسيًا، إلا أن وقوعه يمثل كارثة غير مسبوقة:
على السودان (كارثة تسونامي):
إذا انهار سد النهضة، ستندفع كمية ضخمة جدًا من المياه المخزنة (ما يصل إلى 74 مليار م³) كـ"تسونامي مدمر" في اتجاه السودان.
ستدمر هذه الموجة أولًا سد الروصيرص، ثم سد سنار، مما يزيد من حجم الموجة المدمرة التي ستغرق العاصمة الخرطوم والمناطق المأهولة والزراعية على ضفاف النيل الأزرق.
على مصر (ضرر كبير يمكن التحكم به):
سيتمكن السد العالي من احتجاز الجزء الأكبر من موجة الفيضان، مما يحمي المدن الرئيسية في مصر من الغرق.
كما يمكن تصريف الكميات الكبيرة من المياه بأمان عبر مفيض توشكى، ولكن سيكون هناك ضغط كبير على المنظومة المائية.
ملاحظة هامة:
الهدف المعلن لسد النهضة هو الحد من الفيضانات من خلال تخزين جزء من مياهها، لكن غياب الاتفاق والتنسيق مع دول المصب يحول هذه الفائدة المحتملة إلى خطر كارثي على السودان في حال سوء الإدارة أو الانهيار.
- تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.