من قائمة الملاحقين دوليا للاجتماعات الرسمية.. أحمد الشرع يلتقي مدير المخابرات الأميركية

لحظة دبلوماسية تاريخية غير مسبوقة منذ ما يقارب ستة عقود تعيد سوريا إلى واجهة المشهد الدولي، حيث اتخذ الرئيس السوري أحمد الشرع خطوة لافتة على المسرح الدولي من قلب نيويورك، عبر مشاركته في قمة كونكورديا العالمية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ما جذب الأنظار بشكل أكبر، هو لقاؤه مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية السابق، الجنرال ديفيد بتريوس، في مشهد رمزي حمل دلالات عميقة عن تغير المعادلات السياسية في سوريا والمنطقة.
من الحرب إلى الحوار: سوريا تجاوزت مرحلة الصراع
جاء ذلك في كلمته خلال جلسة خاصة حول الديمقراطية والأمن، حيث قال الرئيس أحمد الشرع إن سوريا اليوم انتقلت من ساحات الحروب إلى ساحات الحوار، مؤكداً أن الشعب السوري يقف خلف قيادته الجديدة، وأن البلاد تتجه بسرعة نحو بناء سوريا الحديثة.
وأضاف: "ورثنا كثيراً من الفوضى، ولسنا سحَرة لحل كل شيء دفعة واحدة، لكننا نعمل بإخلاص على ذلك".
كما شدد على أن الاستقرار الأمني والتنمية الاقتصادية يسيران جنباً إلى جنب، وأن رفع العقوبات المفروضة على بلاده هو الخطوة الأولى نحو تحقيق نتائج إيجابية.
وقال مخاطباً المجتمع الدولي: "ارفعوا العقوبات وانتظروا النتائج".
الانتهاكات الطائفية والمحاسبة: لا أحد فوق القانون
رداً على أسئلة تتعلق بانتهاكات ضد الأقليات في السويداء والساحل السوري، قال الشرع إن النظام السابق أجج النعرات الطائفية، وإن بعض الجهات ما زالت تحاول تصفية حساباتها داخل سوريا.
لكنه أضاف بشكل واضح: "الكل أخطأ، بمن فيهم عناصر أمنية، لكننا ملتزمون بالمحاسبة لا حصانة لأحد".
وأكد أن الدولة تعمل لحماية جميع السوريين دون تمييز، رافضًا أي نظام محاصصة طائفية، ومفضلًا التشاركية الوطنية كحل دائم.
اتفاق متأخر مع قسد: فرصة تاريخية مهددة بالفشل
بخصوص العلاقة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أعلن أحمد الشرع أن الحكومة السورية مستعدة لدمج تلك القوات ضمن الجيش الوطني، مشيرًا إلى تباطؤ في تنفيذ الاتفاق.
وأوضح أن الدولة الجديدة تضمن حقوق الأكراد، لكنها تصر على مركزية القرار الأمني والعسكري، مؤكداً أن: "لا يمكن لأي قوة عسكرية أن تعمل خارج إطار الدولة".
مع إسرائيل: لا حرب ولا استسلام
تطور غير مسبوق في الملف الإسرائيلي، حيث فتح الرئيس السوري الباب أمام حوار مشروط مع إسرائيل، قائلاً: "نحن لا نريد الحرب، لكن إسرائيل ما زالت تحتل الجولان، والاعتداءات مستمرة".
وكشف الشرع عن أكثر من 1000 اعتداء إسرائيلي على الأراضي السورية خلال الأشهر الأخيرة، مشدداً على أن بلاده لها الحق في الدفاع عن نفسها.
ورغم ذلك، أعلن عن وصول المباحثات غير المباشرة مع إسرائيل إلى مراحل متقدمة، قائلاً: نحن مستعدون للتهدئة، والحديث عن علاقات ممكن بعد اتفاق أمني يضمن العيش المشترك".
وأكد الرئيس أحمد الشرع أن المفاوضات تدور حول أسس اتفاق 1974 لوقف إطلاق النار في الجولان.
لقاء مع بتريوس: من المطلوب للعدالة إلى شريك حوار؟
اللقاء بين الشرع وديفيد بتريوس، الذي كان في يوم من الأيام أحد أبرز وجوه الاستخبارات الأميركية خلال الصراع السوري، يحمل رمزية قوية، خاصة وأنه سبق وأن وُضع على رأس قائمة المطلوبين لدى الولايات المتحدة.
اليوم، يجتمع الطرفان ليس لتصفية الحسابات، بل لبحث مستقبل سوريا، في لحظة توصف بأنها تحول استراتيجي كبير يعكس نضوجاً في التعاطي الدولي مع الملف السوري.
خلاصة المشهد: سوريا بين المحاسبة والمصالحة وبين العقوبات والانفتاح
الرئيس أحمد الشرع، القادم من خلفية سياسية جديدة، يحاول تقديم سوريا مختلفة للعالم سوريا منفتحة على الحلول، تحاسب مرتكبي الانتهاكات وترغب في فك الحصار الاقتصادي من دون تقديم تنازلات سيادية.
اقرأ أيضًا:
البرلمان الإيراني يطالب بتصنيع قنبلة نووية: الردع حق مشروع أمام جنون إسرائيل
فهل ينجح في كسر طوق العزلة الدولية، وفتح صفحة جديدة لسوريا في ظل تعقيدات الداخل والإقليم؟
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.