الجيش السوداني يتصدى لهجوم عنيف في الفاشر وسط كارثة صحية تهدد ملايين المدنيين

في تطور عسكري خطير يعكس استمرار تصاعد وتيرة الحرب الأهلية في السودان، أعلن الجيش السوداني اليوم الأربعاء عن تصديه لهجوم عنيف شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، عبر محوريها الشمالي والشمالي الشرقي.
الهجوم، الذي شاركت فيه نحو 40 مركبة قتالية وسيارات مصفحة وعناصر من المشاة، استمر قرابة سبع ساعات متواصلة من القتال وأسفر عن سقوط عشرات القتلى في صفوف القوات المهاجمة، بحسب بيان رسمي.
في الوقت ذاته، تواجه البلاد كارثة صحية متفاقمة، مع تسجيل آلاف الإصابات بالكوليرا وحمى الضنك في مختلف الولايات، مما يفاقم الوضع الإنساني في ظل حرب مدمرة أودت بحياة عشرات الآلاف وأجبرت الملايين على النزوح.
معركة شرسة في الفاشر والجيش السوداني يعلن الانتصار
أكد الجيش السوداني في بيان رسمي أنه أفشل هجومًا واسع النطاق شنته قوات الدعم السريع من اتجاهي الشمال والشمال الشرقي على مدينة الفاشر.
وأضاف البيان أن المعركة دارت لساعات طويلة، قبل أن يتمكن الجيش من كسر خطوط الهجوم وتدمير عدد من المركبات المدرعة، وإجبار القوات المهاجمة على التراجع جنوب غرب المدينة.
وأشار البيان إلى سقوط عشرات القتلى في صفوف الدعم السريع، من بينهم عناصر طبية كانت تشارك ضمن القوة المهاجمة، وهو ما يُعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانية التي تحظر استخدام الفرق الطبية في الأعمال القتالية.
كارثة صحية في السودان: تفشي الكوليرا وحمى الضنك
بالتوازي مع التدهور الأمني، تعاني البلاد من أزمة صحية حادة، فقد أعلن مركز الطوارئ الاتحادي التابع لوزارة الصحة السودانية عن تسجيل أكثر من 1300 إصابة بحمى الضنك خلال أسبوع واحد فقط، شملت خمس ولايات بينها العاصمة الخرطوم.
وفي تطور أكثر خطورة، رُصدت أكثر من 1500 إصابة بالكوليرا موزعة على 13 ولاية سودانية، وفق البيانات الرسمية.
ووفقاً للمنسقية العامة لمعسكرات النازحين في دارفور، تم تسجيل 137 حالة جديدة من الكوليرا خلال الأيام الأخيرة، بينها أربع وفيات، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى أكثر من 10 آلاف إصابة و423 وفاة في الإقليم الذي يشهد أسوأ موجات العنف منذ اندلاع النزاع.
نزاع دموي متواصل منذ أكثر من عام ونصف
تعود جذور الصراع الحالي إلى منتصف أبريل 2023، حين اندلعت الحرب بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
الصراع الذي بدأ كخلاف على السلطة، تحوّل إلى حرب مدمرة أودت بحياة ما لا يقل عن 20 ألف شخص وفقاً للأمم المتحدة، فيما تشير دراسات أكاديمية أميركية إلى أن العدد قد يكون أقرب إلى 130 ألف قتيل.
كما أسفرت الحرب عن نزوح ولجوء أكثر من 15 مليون سوداني داخل البلاد وخارجها، وسط انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية وانتشار الجوع والفقر على نطاق واسع.
تقسيم مناطق النفوذ يعمّق الأزمة السياسية والعسكرية
يشهد السودان اليوم تقسيماً حاداً لمناطق السيطرة:
يفرض الجيش السوداني نفوذه على شمال وشرق البلاد.
بينما تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من غرب السودان، خاصة إقليم دارفور، بالإضافة إلى بعض المناطق في الجنوب.
هذا الانقسام يجعل أي تسوية سياسية قريبة أمرًا صعبًا في ظل غياب الإرادة الدولية الفاعلة، وتزايد التدخلات الخارجية التي تغذّي الصراع وتزيد من تعقيد المشهد.
في ظل استمرار المواجهات الدامية وتفاقم الكارثة الصحية، يعيش الشعب السوداني واحدة من أقسى الأزمات الإنسانية والسياسية في تاريخه الحديث.
اقرأ أيضًا:
بعد قصف مقر حماس في قلب الدوحة، قطر تحذر إسرائيل: لن نتهاون مع أي عدوان
ومع غياب حلول سياسية فعلية وتزايد الانقسامات، يبدو أن طريق السلام لا يزال بعيداً، بينما تُدفع الفاشر وغيرها من المدن السودانية ثمن صراع لا يرحم، يزيد من معاناة المدنيين ويفتح الباب أمام مجازر جديدة وكارثة إقليمية متوقعة.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.