الإثنين 01 سبتمبر 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

بعد تنصيب حميدتي، السودان بين حكومتين وواقع مرير

محمد حمدان دقلو حميدتي
محمد حمدان دقلو حميدتي

الأخبار الأخيرة من السودان تشير إلى أن الوضع يزداد تعقيدًا بعد إعلان تحالف "تأسيس" عن تنصيب محمد حمدان دقلو (حميدتي) رئيسًا للمجلس الرئاسي لحكومة موازية. هذا التطور أدى إلى تصاعد التوتر والانقسام السياسي في البلاد.

محمد حمدان دقلو حميدتي


محمد حمدان دقلو أدى يوم السبت بمدينة نيالا بإقليم دارفور اليمين الدستورية رئيسًا للمجلس الرئاسي لحكومة "تحالف السودان الجديد – تأسيس".

محمد حمدان دقلو حميدتي


وبجانبه أدى نائبه عبد العزيز الحلو وأعضاء المجلس (15 عضوًا بينهم حكام الأقاليم) القسم أمام رئيس القضاء رمضان إبراهيم شميلة.

 

الإطار الدستوري:

البيان الرسمي للتحالف أوضح إن التنصيب بيتم بموجب الدستور الانتقالي للسودان 2025، اللي ألغى الوثيقة الدستورية لعام 2019 وكل القوانين والمراسيم السابقة.
الدستور الجديد حدد مهام أساسية لحكومة السلام الانتقالية:

إيقاف وإنهاء الحروب.

إحلال السلام العادل والمستدام.

تأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة.

محمد حمدان دقلو حميدتي

تصريحات القيادة

عبد العزيز الحلو، نائب رئيس المجلس الرئاسي، أكد إن الشعب هو صاحب السيادة، وطالب بإزالة كل الحواجز اللي بتفرق بين السودانيين.
وقال: "لا يهمنا من يسكن القصر الجمهوري بقدر ما يهمنا قيامه بدوره الدستوري في حماية المواطنين وتوفير الحقوق الأساسية لهم".

 

السياق السياسي

إعلان حكومة "تأسيس" سلّط الضوء على حالة الانقسام الكبير اللي عايشها السودان من منتصف أبريل 2023. دلوقتي في حكومتين:

حكومة جديدة بقيادة دقلو و"تأسيس" في دارفور.

حكومة قائمة في بورتسودان بقيادة الجيش.

 

الوضع الميداني

الجيش يسيطر على العاصمة الخرطوم، ومناطق الشرق والشمال والوسط.

قوات الدعم السريع تسيطر على كامل دارفور (عدا مدينة الفاشر) وأجزاء كبيرة من كردفان.
الاتنين بيمثلوا حوالي 45% من مساحة السودان اللي بتوصل لـ1.8 مليون كم²، بمساحة مشتركة تقدَّر بـ870 ألف كم².

 

أبرز التطورات والمؤشرات:

حكومتان متنافستان:

بموجب هذا الإعلان، أصبح في السودان حكومتان متنافستان. واحدة يقودها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، والأخرى يقودها حميدتي.

حكومة "تأسيس" التي يتزعمها حميدتي، أعلنت عن تشكيلها في مدينة نيالا بإقليم دارفور، وتضم حركات مسلحة وأحزابًا سياسية.

هذه الخطوة تهدف إلى تكريس السيطرة السياسية لقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى حضورها العسكري في الميدان.

 

انقسام الأراضي:

الوضع الميداني لا يزال متقلبًا، حيث يسيطر الجيش على العاصمة الخرطوم ومناطق واسعة في شرق ووسط وشمال البلاد.

في المقابل، تسيطر قوات الدعم السريع على كامل إقليم دارفور (باستثناء مدينة الفاشر) وأجزاء كبيرة من إقليم كردفان، وهي مناطق تشكل نسبة كبيرة من مساحة السودان.

هذا الانقسام الجغرافي يعكس عمق الصراع ويجعل من الصعب تحقيق حل شامل.

 

تعهدات حميدتي:

 

بعد أدائه اليمين الدستورية، تعهد حميدتي بالعمل على إنهاء الحرب وتحقيق السلام في جميع أنحاء السودان.

كما أكد على أهمية بناء "سودان واحد لا مركزيًا" والالتزام بوحدة الأراضي السودانية من خلال تطبيق الحكم اللامركزي.

 

تدهور الأوضاع الإنسانية:

الانقسام السياسي والعسكري زاد من تعقيد الأزمة الإنسانية في السودان، والتي تُعتبر واحدة من أسوأ الأزمات في التاريخ الحديث للبلاد.

يواجه السكان نقصًا حادًا في الخدمات الأساسية مثل المياه والغذاء والدواء، خاصة في المناطق التي تشهد اشتباكات عنيفة.

الأمم المتحدة دعت إلى تمويل كبير لتلبية الاحتياجات الإنسانية، لكن التمويل الذي وصل لا يزال أقل من المطلوب.

 

المجتمع الدولي:

تحركات حميدتي وحكومة "تأسيس" قوبلت بتنديد واسع من قبل الجيش السوداني وحكومته.

الخطوة أثارت جدلاً على المستويين الدولي والإقليمي، مما يزيد من صعوبة التدخلات الدبلوماسية لإنهاء الصراع.

بشكل عام، إعلان تنصيب حميدتي يمثل تصعيدًا خطيرًا في الأزمة السودانية، ويعمق الانقسام السياسي والعسكري في البلاد، مما يضع مستقبل السودان على المحك ويزيد من معاناة المواطنين.

 

الخلاصة:

تنصيب دقلو يفتح فصل جديد في الأزمة السودانية: بلد منقسم بين حكومتين، وصراع عسكري ممتد، ومشهد سياسي متشظي.. والسؤال المطروح: هل بيقرب دا السودان من تسوية جديدة، ولا من تقسيم فعلي؟

تم نسخ الرابط