"لنغلق كل شيء" تشعل فرنسا، اعتقال 200 متظاهر وانتشار 80 ألف شرطي في الشوارع

في يوم مشحون بالغضب والاضطرابات والعصيان المدني، شهدت  فرنسا  تصعيدًا غير مسبوق في الاحتجاجات الشعبية ضمن حركة "لنغلق كل شيء"، التي بدأت عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتحولت إلى موجة غضب عارمة ضد السياسات الحكومية، وخاصةً بعد استقالة رئيس الوزراء فرانسوا بايرو إثر خسارته تصويت الثقة. 

ومع انتشار أكثر من 80 ألف عنصر أمني في أنحاء البلاد، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو عن اعتقال نحو 200 شخص، وسط أعمال شغب، حرائق، واشتباكات عنيفة في الشوارع.

200 معتقل في بداية احتجاجات "لنغلق كل شيء" في فرنسا

أعلن وزير الداخلية الفرنسي أن السلطات أوقفت نحو 200 شخص في الساعات الأولى من يوم الاحتجاجات الذي دعت إليه حركة "لنُعطل كل شيء". 

وتهدف هذه الحركة إلى شلّ مظاهر الحياة العامة تعبيراً عن الرفض الشعبي لسياسات التقشف التي تنتهجها الحكومة.

ووفق الوزير روتايو، فإن قوات الأمن تدخلت لتفريق مظاهر التخريب في عدد من المدن الكبرى، مشيرًا إلى أن الوضع لا يزال "تحت المراقبة"، رغم انتشار مكثّف وغير مسبوق لقوات الشرطة.

باريس ومدن فرنسية أخرى تشهد أعمال شغب وحرائق

مع ساعات الصباح الأولى، تحولت شوارع باريس وعدد من المدن الفرنسية إلى ساحات مواجهة بين المتظاهرين والشرطة. 

في العاصمة باريس، أشعل المحتجون النيران في صناديق القمامة وقطعوا بعض الطرق الحيوية، فيما سجلت مدينة رين حرق حافلة وتخريب خطوط كهرباء تسببت في تعطيل حركة القطارات في الجنوب الغربي.

السلطات الفرنسية اعتبرت هذه الأفعال تخريبية، وأكدت أنها ستواجهها بـ"قوة القانون".

تأهب أمني واسع: 80 ألف شرطي في الشوارع

لمواجهة دعوات الإغلاق الشامل، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية عن نشر أكثر من 80 ألف شرطي ورجل أمن في مختلف أنحاء البلاد. 

هذا الانتشار يُعد من الأكبر في تاريخ فرنسا خلال احتجاجات غير منظمة مركزياً، ويهدف إلى منع قطع الطرق وحماية المنشآت العامة والخاصة.

وتوقعت الحكومة أن تشمل التحركات أعمال عصيان مدني واحتلالات جزئية للمرافق، خاصةً في المدن الكبرى والمواقع الحيوية مثل محطات النقل والمطارات.

أزمة سياسية عميقة تؤجج الاحتجاجات في فرنسا

جاءت هذه الاحتجاجات بعد أن أسقط البرلمان الفرنسي الحكومة يوم الاثنين الماضي، حيث خسر رئيس الوزراء فرانسوا بايرو تصويتًا على الثقة، ما اضطره إلى تقديم استقالته. 

وقد أجّج هذا الحدث الوضع السياسي الهش في البلاد، وزاد من نقمة الشارع على الرئيس إيمانويل ماكرون الذي يتهمه المتظاهرون بدفع البلاد نحو التقشف وتجاهل الطبقات الفقيرة.

شعار "لنغلق كل شيء" أصبح رمزًا لغضب شعبي واسع، ويدعو إلى تعطيل النشاط الاقتصادي والاجتماعي في كامل البلاد حتى يتم تغيير السياسات الحكومية بشكل جذري.

تأثير الاحتجاجات يمتد إلى وسائل النقل والمطارات

أعلنت شركة السكك الحديدية الفرنسية عن اضطرابات كبيرة في خدمات القطارات الإقليمية، فيما حذرت هيئة الطيران المدني من احتمال توقف جزئي في العمليات الجوية داخل عدد من المطارات الفرنسية، بسبب الإضرابات المتوقعة في صفوف عمال النقل.

كما نقلت وسائل إعلام محلية أن الجامعات والمؤسسات التعليمية ستشهد احتجاجات طلابية، فيما دعت بعض النقابات المهنية إلى الإضراب العام والمشاركة في مظاهرات اليوم.

مستقبل غامض ومخاوف من التصعيد

في الوقت الذي تستمر فيه الاحتجاجات وتتسع رقعتها، تسود حالة من الترقب والقلق في الأوساط السياسية والأمنية. 

فالحكومة الجديدة التي من المتوقع تشكيلها خلال أيام، ستواجه أولاً تحدي استعادة الثقة، ثم مواجهة حركة احتجاجية يبدو أنها تستمد قوتها من الفوضى السياسية والانهيار الاقتصادي الوشيك.

اقرأ أيضًا:

بعد تفجيرات الدوحة، المفوضية الأوروبية ترد بسلسلة مانحين للفلسطينيين وإعمار غزة

فرنسا اليوم على مفترق طرق، بين احتواء موجة الغضب الشعبي المتصاعدة، أو الغرق في أزمة سياسية واجتماعية أعمق. 

تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا

موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.