الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

هل اعتراف فرنسا بدولة فلسطين سبب سقوط حكومة فرانسوا بايرو؟

سقوط حكومة فرانسوا
سقوط حكومة فرانسوا بايرو

سقطت حكومة رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو في 8 سبتمبر 2025 بعد أن فشلت في الحصول على تصويت بالثقة في البرلمان. كان السبب الرئيسي لسقوطها هو خطة الحكومة لفرض إجراءات تقشفية لخفض الدين العام المتزايد في البلاد. 

ماكرون وبايرو 

الأزمة المالية في فرنسا

ارتفاع الدين والعجز: تواجه فرنسا أزمة مالية حادة. بلغ الدين العام في الربع الأول من عام 2025 حوالي 114% من الناتج المحلي الإجمالي، كما أن عجز الميزانية يقارب ضعف الحد الأقصى المسموح به في الاتحاد الأوروبي (3%). هذا الوضع جعل الحكومة تحت ضغط كبير لإجراء إصلاحات.

خطة التقشف: تقدمت حكومة بايرو بخطة لتقليل النفقات العامة وتوفير ما يقرب من 47.8 مليار دولار في ميزانية 2026. تضمنت هذه الخطة إجراءات قاسية لم تحظَ بشعبية لدى المعارضة وحتى بعض أعضاء الأغلبية.

 

تصويت حجب الثقة

أراد بايرو أن يحصل على دعم البرلمان لخطته المالية، لذا دعا إلى تصويت على الثقة. ومع ذلك، لم تحصل الحكومة على الأغلبية اللازمة، وصوّتت أغلبية كبيرة من النواب ضدها، مما أدى إلى سقوطها. أدت هذه الأزمة إلى تعميق حالة عدم الاستقرار السياسي في فرنسا، حيث يواجه الرئيس إيمانويل ماكرون الآن مهمة تعيين رئيس وزراء خامس في أقل من عامين.

ماكرون وبايرو 

السبب غير المعلن في تصويت سحب الثقة

السبب المعلن في تصويت سحب الثقة، يعود لخطته التقشفية التي قيمتها 44 مليار يورو، والتي فجرت الغضب الشعبي والرفض السياسي.

هذه الخطة اقترحها "بايرو" لأن الأوضاع الاقتصادية في فرنسا تمر منذ فترة بمرحلة كارثية... الديون تخطت حوالي 3.35 تريليون يورو، وكلفة الاقتراض وعوائد السندات الفرنسية أصبحت أعلى من إسبانيا والبرتغال واليونان وهي الدول التي في قلب أزمة اليورو سابقًا... ووكالات التصنيف حاليًا تهدد بخفض تصنيف فرنسا الائتماني خلال أيام... ولهذا وقعت (انقلاب ضد الحكومة)، فضلا عن تفكك البرلمان وعدم اتحاده، كلها عوامل ساعدت في إسقاط الحكومة.

هذا معناه أن فرنسا الآن بدون حكومة مستقرة، وبات ماكرون مضطرًا لتعيين رئيس وزراء جديد خلال أيام، لكن كل الخيارات أمام كأنها “كأس مسموم” كما وصفها الإعلام.. وبقاؤه هو نفسه أصبح مهددًا بسبب تفكك البرلمان والغضب الشعبي الذي يتزايد يومًا بعد يوم.

اعتراف فرنسا بفلسطين:

 في المقابل، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يوليو 2025 أن بلاده ستعترف رسميًا بدولة فلسطين في سبتمبر 2025، وأن هذا القرار يأتي في إطار السعي لتحقيق حل الدولتين. هذا الإعلان لا علاقة له بسقوط الحكومة، حيث كان موقف الحكومة من الاعتراف إيجابيًا وداعمًا له.

الأخطر أن سقوط حكومة بايرو يأتي قبل أيام من خطوة تاريخية كان يخطط لها ماكرون، بإعلانه اعتراف فرنسا أخيرًا بالدولة الفلسطينية.. وهو ما اعتبره محللون وخبراء السبب الحقيقي في الحرب الشعواء التي يتعرض لها هو وحكومته حاليًا.

وذلك لأن سقوط هذه الحكومة يمنح اليمين المتطرف فرصة كبيرة للسيطرة على البرلمان، ويصل للحكم بقيادة حزب مارين لوبان اليمينة المتطرفة مثلها مثل بنيامين نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل ودونالد ترامب الرئيس الأمريكي بالضبط، كونها تتبنى نفس الآراء والمواقف.
المشكلة أيضًا أن لوبان واليمين عموما موقفهم الرسمي هو أنهم يعتبرون الاتحاد الأوروبي مشروع فاشل، ويريدون إيقاف الدعم لأوكرانيا ويتخارجوا بالكامل من دعمها عسكريا واقتصاديًا، ويتقاربوا مع روسيا وبوتين وسياسة ترامب.

ولهذا فإنهم إن تولوا السلطة في فرنسا، فقد يحدثا هذا شرخًا هو الأكبر في الاتحاد الأوروبي منذ تأسيسه، إذ من الممكن أن يؤدي إلى تفككه بالكامل، ويزيد من الاحتقان والغليان في أوروبا.

اقرأ أيضًا:

من هو سيباستيان ليكورنو؟ رئيس وزراء فرنسا القادم المُحتمل

تم نسخ الرابط