سر العثور على رؤوس خنازير أمام أبواب المساجد في فرنسا

في ظاهرة تُعد أحدث أشكال الكراهية العنصرية بحق المسلمين في شمال شرق فرنسا، وجود رؤوس خنازير أمام المساجد، إذ وجد رأس خنزير عند مدخل مسجد التوبة في شمال شرق فرنسا، وقابله إدانة رسمية على لسان وزير الداخلية جيرالد دارمانان، الذي أشار تعرض مسجدين آخرين في شمال البلاد لانتهاكات.

ومن جانبه، قال عبد الله التوجي إمام المسجد، إن المصلين عثروا على جِيفة الخنزير عند توجههم لأداء صلاة الفجر، ووصف العمل بالإسلام وفوبيا، وأعرب عن أمله بقدرة الأمن الفرنسي بالعثور على الجناة.
الانخفاض النسبي لمعدلات الإسلام فوبيا
وفي هذا الإطار، أعلنت بوابة الأزهر على صفحتها الرسمية، بأن هذه الظاهرة وجدت رغم الانخفاض النسبي لمعدلات الإسلام فوبيا في فرنسا وفقًا لإحصائيات جمعية مكافحة الإسلام فوبيا في فرنسا، وذلك طبقًا لتقرير فرنسا الصادر عام 2017، إذ سُجلت 419 حالة خلال عام 2016 (419 تمييزًا - 39 اعتداء – 25 هجوما) مقابل 905 حالات عام 2015 و764 حالة عام 2014.
تدنيس المساجد
وأضافت بوابة الأزهر، أن مشاهد تدنيس المساجد عبر تعليق رؤوس خنازير عليها أو أمامها تبقى الوسيلة الأبرز والأكثر استفزازًا لمشاعر المسلمين في هذه الدولة، وفي أحدثِ رصد لهذه الحادثة المستفزة، طالعتنا الصحف الفرنسية مؤخرًا، بخبر مفاده تعليق رأس خنزير بريّ على بابِ مسجد Pont-de-Beauvoisinبمنطقة Isère، وهو ما يعتبر مشهدٌ بشعٌ خطفَ قلوبَ المصلين لدى وصولهم إلى المسجد لأداء صلاة الفجر يوم السبت الموافق 22 من يوليو الجاري، مما أثار مشاعر المسلمين بشكل كبير في هذه المنطقة.

ولفتت بوابة الأزهر أن هذا المشهد يُذكرنا بما حدث في مدينة ديجون الفرنسية مطلع العام الجاري حيث تم تعليق رأس خنزير على أسوار مبنى يجرى تجهيزه ليكون مركزًا إسلاميًا في بلدية Genlis المتاخمة لـ Dijon.
وضع رأس خنزيرٍ أمام المساجد
وأوضحت بوابة الأزهر أن هذه الظاهرة تتمثل في وضع رأس خنزيرٍ أحيانًا عدة رؤوس، أو أجزاء منه بشكل مُتعمَّدٍ داخل أو أمام أحد المساجد بحيثُ يكون ظاهرًا لمرتادي المسجد من المسلمين، مع كتابة عبارات مسيئة رافضة لوجود المسلمين، وأحيانًا تلطيخ جدران المسجد أو ممراته بدماء الخنازير.
وأشارت بوابة الأزهر أن انتقاء هذه الوسيلة له دلالة ثقافية واضحة، إذ يُعرف عن المسلمين عدم تناولهم للحم الخنزير، وهكذا يكون رمزًا لكراهية بعض المتعصبين الفرنسيين لوجود المسلمين في هذه البلاد، وعادة ما يحدث هذا النوع مع الإساءات في المواسم الدينية كشهر رمضان، أو عقب تعرض البلاد لأحداث إرهابية، أو للاحتجاج على ممثلي بعض الدول العربية، أو للاعتراض على ظاهرة دينية، أو على بناء أحد المساجد، كما حدث عام 2014 على سبيل المثال في تاهيتي، أكبر جزر بولينيسيا الفرنسية في المحيط الهادي، رفضًا لتأسيس مركز بابيت الإسلامي.
اقرأ أيضًا
لنغلق كل شيء، فرنسا وسط مأزق عصيان الحكم واستهداف البنية التحتية

ونوهت بوابة الأزهر أن هذه الحادثة المسيئة تكررت عشرات المرات خلال السنوات الخمس الأخيرة في العديد من المدن الفرنسية مثل Epernay (مسجد أبو بكر) في مايو 2017، وBéthune في يوليو 2016، وYvelines في ديسمبر 2015، و Mayotte و Pontarlier وAmbérieu-en-Bugey و Blois عام 2014، و Corse وNarbonne وDijon عام 2013، وعادة ما يصحب هذا النوع من الاعتداءات على المساجد رموزًا، وجملاً تحث على الكراهية من نوع : "الموت للعرب"، "الموت للمسلمين"، أو استخدام أنواع من الطلاء لتشويه واجهات المساجد.
ضد اليهود أيضًا
وتجدرُ الإشارةُ هُنا إلى أن هذه الوسيلة المشينة لا يتم استخدامها ضد المسلمين وحدهم، وإن كانوا هم الفئة الأكثر استهدافًا، إلا أنها تستخدم كذلك أحيانًا ضد اليهود، الذين يشاركون المسلمين في نقطة تحريمهم لتناول لحوم الخنازير، عبر تعليق رؤوس خنازير أمام بعض المعابد اليهودية، وإن كان ذلك نادرًا جدًا في فرنسا.
ويذكر أن حدث في بعض الدول الأوروبية كما حدث في روما منذ عدة سنوات عبر إرسال صندوق به رؤوس خنازير إلى السفارة الإسرائيلية، وكما حدث في إنجلترا عام 1939 عندما تم تعليق رأس الخنزير على أحد المعابد اليهودية بلندن، مما يذكرنا هذا بمفهوم "خنزرة اليهود" أو ما يسمى بالـ Judensau، في التراث المسيحي الذي يحمل اليهود مسؤولية قتل المسيح، والذي يُعبر عنه بصور تُشبِّه اليهود بالخنازير.

ويرى المرصدُ أنَّ مثلَ هذه الأفعال تزيد من حِدَّةِ ووتيرةِ الإسلام فوبيا أو الخوف المَرَضي من الإسلام، ذلك المصطلح الذي يُعاني بسببه مسلمو العالم. ورُغْمَ عدم حداثة تلك الظاهرة، إلا أنها قد ازدادت حِدَّتُها خلال الفترة الأخيرة نتيجة لمجموعة من العوامل والأسباب أهمها تنامي ظاهرة الإرهاب الراديكالي، واستغلال هذا الأمر من قِبَلِ بعض الكارهين للإسلام من ومن غيرهم من أجل كسب شعبية وأرضية سياسية في بلادهم. وباتت الظاهرة تأخذ في طريقها كل مَن يتشابه مع المسلمين في الملامح أو الزي، فيُعْتَدى عليه على أساس أنه مسلم يجب تهديده وترويعه، فهو الإرهابي القادم من خلفية راديكالية وبيئة حاضنة للإرهاب – من وجهة نظرهم –. ويشيرُ المرصد هُنا إلى أنَّهُ يجبُ على الحكومات الضرب بيدٍ من حديد على كل مَنْ يحاول بث الكراهية بين الأديان والتمييز بين أتباعها.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.