لنغلق كل شيء، فرنسا وسط مأزق عصيان الحكم واستهداف البنية التحتية
على عتبة الذكرى الفاصلة بين وفاة حكومة فرانسوا بايرو ونية الإعلان عن موازنة تقشفية جديدة، تُدخل فرنسا نفسها في منعطف سياسي واجتماعي حاد.
إذ يتوقع أن يشهد 10 سبتمبر حملة تعبئة شعبية غير مسبوقة، غداة دعوات لحملة تحت شعار "لنغلق كل شيء" أو "Bloquons tout"، وسط تحذيرات من الاستخبارات الفرنسية من احتمال مشاركة 100 ألف محتج في أعمال احتجاجية قد تصل إلى التخريب وسد الطرق والتأثير على الإمداد الوطني.
دعوات على غرار السترات الصفراء تعبير عن الغضب المتكدس في فرنسا
نشأت هذه الدعوات عبر منصات التواصل منذ مايو الماضي، عبر مجموعة حملت تسمية “Bloquons tout” (لنغلق كل شيء)، وبدأت كرسالة احتجاج رمزية على قرارات وزير المالية فرانسوا بايرو بتقليص الإنفاق، وحذف يومي عطلة، وتعليق المعاشات. سرعان ما ارتبطت الحركة بتشظي شعبي، غير منظم، استقطب قوى يسارية ونقابيين وشباباً من مواقع متفرقة.
أجهزة الاستخبارات ترفع راية التحذير: 100 ألف وأعمال تخريبية محتملة
أفادت مذكرة استخباراتية أن القيادة الأمنية تدرس سيناريوهات متعددة تتراوح بين تظاهرات سلمية واحتجاجات مدنية، وحتى حواجز على الطرق، تعطيلات بالمواصلات، تخريب للمراكز التجارية ومصافي الوقود، بل يصل الأمر إلى احتمال تفجير أجهزة الصرف الآلي. لم يُستبعد أيضًا استهداف المطارات والمحطات اللوجستية.
حراك متعدد الأوجه يتصدر المشهد في فرنسا
على الرغم من أن الحركة بدأت عبر منصات "أبوليتيكية"، فإنها تحولت سريعًا إلى حراك متعدد المكونات، يضم قوى يسارية، ونقابات مثل CGT وSolidaires، وحركات بيئية، ومناصرين لفلسطين، إضافة إلى شباب الجامعات والمدن الكبيرة مثل نانت، رين، تولوز، ليون وبوردو. تعبئة كهذه تشير إلى حراك مفتوح، لا يخضع لإملاءات قيادات موحدة، وهو ما يجزّئ التظاهرات وتنوع مواقعها وأهدافها.
هل نشهد "ثورة الجيل Z" الرقمية؟
المراقبون يشيرون إلى تحول غير مسبوق في نمط التعبئة: فقد تم تفعيل المنصة الرقمية بفعالية كبيرة.
فأكثر من 338 ألف تغريدة خلال شهر واحد حملت هاشتاجات مثل #bloquonstout و#macrondestitution، أي أكثر بنحو 70% من نشاط السترات الصفراء في بداياتها.
كما ظهر "كولوش" الكاتب الراحل كرمز تحفيزي عبر فيديوهات مفبركة بتقنية الذكاء الاصطناعي، تؤجج الغضب على السوشيال ميديا بين الشباب.
غياب القيادة ورسائل الحكومة: مزيد من الغموض والتوتر
مع انشغال الحكومة في أزمة سقوطها وفراغ سياسي داخلي، تأتي تحذيرات وزارة الداخلية الفرنسية بعدم التساهل مع أي عنف أو تعطيل، وترك القرار صباح يوم المظاهرات لمفاجآت متعددة عبر مجموعات Telegram، تشكّل تحديًا أمنيًا حقيقيًا.
اقرأ أيضًا:
اقتحام منزل الرئيس واشتعال النيران في البرلمان، السوشيال ميديا تسقط الحكومة في نيبال
ما بعد 10 سبتمبر: إضراب وطني وتنبيه لاستمرار الصدام
ليس احتجاجًا اليوم فقط، بل تخطط النقابات إلى الإضراب العام في 18 سبتمبر، ما يعني احتمال تحول "يوم واحد" إلى موجة مقاومة مجتمعية متواصلة.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.
