أبرز تصريحات زيلينسكي في مؤتمر ترامب في البيت الأبيض، وماكرون: لسنا ضعفاء

استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ قليل، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في البيت الأبيض، لطرح شروط كييف لوقف الحرب، وذلك بعد ستة أشهر من مشادة حادة بينهما بثّت على الهواء مباشرة.
مؤتمر ترامب والقادة الأوروبيين اليوم
وصل الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إلى البيت الأبيض، اليوم الإثنين، مدعومًا بوفد استثنائي من الزعماء الأوروبيين الذين سارعوا إلى واشنطن لمساندته، في وقت يسعى فيه الرئيس ترامب إلى اتفاق سلام سريع يتضمن تنازلات كبيرة من أوكرانيا.
ارتدى الرئيس الأوكراني بدلة داكنة بدلا من زيه العسكري المعتاد، ونزل من سيارة SUV سوداء حيث استقبله ترامب بحرارة عند مدخل الجناح الغربي. ويُتوقع أن يواجه الزعيم الأوكراني، الذي يخوض حربًا مستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف مع روسيا، شروطًا صعبة من ترامب، تتثمل في إما التنازل عن أراضٍ لروسيا مقابل وعود أمريكية غامضة بالأمن المستقبلي لأوكرانيا، أو التمسك بموقفه ومخاطرة بإثارة غضب ترامب من جديد.
في المكتب البيضاوي، قال ترامب: “إذا سارت الأمور على ما يرام اليوم، فسيكون لدينا اجتماع ثلاثي”، في إشارة إلى لقاء محتمل يجمعه مع بوتين وزيلينسكي، مضيفًا: "أعتقد أن هناك فرصة حقيقية لإنهاء الحرب حين نفعل ذلك."
وأوضح ترامب أنه يسعى إلى "سلام دائم" في أوكرانيا، مضيفًا: "لا أعتقد أنكم بحاجة إلى وقف إطلاق النار"، في تكرار لموقفه الذي أعلنه خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو موقف يتعارض بشكل واضح مع زيلينسكي ومع القادة الأوروبيين.
ترامب : سأبحث إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا مع السبعة الكبار
وعند سؤاله عما إذا كان سيرسل قوات أمريكية إلى أوكرانيا، أجاب ترامب: "سنعلمكم بذلك ربما لاحقًا اليوم، نحن نجتمع مع سبعة قادة كبار من دول عظيمة، وسنناقش ذلك."
ترامب، المعروف بتشكيكه في التحالفات متعددة الأطراف والتزامات تسليح أوكرانيا طويلة الأمد، تراوح موقفه بين القول بأن زيلينسكي لا يملك "الأوراق" لخوض حرب طويلة، وبين الموافقة على بيع أسلحة لدول أوروبية مخصصة لأوكرانيا، كوسيلة للضغط على روسيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
ورغم إصرار زيلينسكي على رفض التنازل عن أي أراضٍ لروسيا كشرط للسلام، فإن الضمانات الأمنية التي قدمها ترامب كانت غامضة، ويذكر أن ترامب تقابل يوم الجمعة الماضية، في الأسكا، مع الرئيس فلاديمير بوتين، الأمر الذي زاد من الضغط على زيلينسكي لإقناع الولايات المتحدة بمنح أوكرانيا صفقة أفضل.
وكرر ترامب هذا الضغط من خلال منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي قبيل الاجتماع، واضعًا عبء التقدم في مفاوضات السلام على كاهل زيلينسكي.
ووصل إلى البيت الأبيض اليوم مجموعة من الزعماء الأوروبيين لدعم زيلينسكي، من المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، رئيس فنلندا ألكسندر ستوب، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأمين العام لحلف الناتو مارك روته.
اقرأ أيضًا:
زيلينسكي يتحدى ترامب ويرفض خطة السلام قبل زيارة البيت الأبيض
ترامب لأوكرانيا: استرجاع شبه جزيرة القرم والانضمام للناتو غير مقبول
وقال ماكرون إنهم جاؤوا لإظهار التضامن مع أوكرانيا والدفاع عن مصالح الأوروبيين، وقد حذّر العديد من المسؤولين الأوروبيين من أنه إذا لم يتم إيقاف بوتين في أوكرانيا، فقد يحاول الاستيلاء على مزيد من الأراضي الأوروبية بالقوة.
ورغم هذا الضغط الهائل على الرئيس الأوكراني، إلا أنه تلقى نقطة إيجابية وحيدة، حينما أبدى ترامب، يوم السبت، دعمه لضمانات أمنية أمريكية لأوكرانيا بعد الحرب، وقال مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، الذي حضر قمة ألاسكا مع بوتين، إن الرئيس الروسي قبل بهذه الفكرة، وعلى الرغم من أن التفاصيل لا تزال غير واضحة، إلا أن زيلينسكي وصف التصريحات بأنها "تغير مهم" في الموقف الأمريكي.
ترامب، الذي يقال إن صبره قد نفد من بطء التقدم منذ بداية ولايته، تحدث مجددًا عن فكرة عقد اجتماع ثلاثي يضم نفسه وبوتين وزيلينسكي. وقال على وسائل التواصل الاجتماعي: "إذا سارت الأمور على ما يرام يوم الإثنين، فسنُجري بعدها اجتماعًا مع الرئيس بوتين"، وعندما سُئل إن كانت لديه رسالة للشعب الأوكراني، قال: "نحن نحبهم."
هجمات جديدة من روسيا
يذكر أنه قبل ساعات من اجتماع ترامب والقادة الأوروبيين اليوم، أدت هجمات روسية على مدينتي خاركيف وزابوريجيا إلى مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، بينهم طفل، وإصابة العشراتن وأدان زيلينسكي الضربات، واعتبرها محاولة متعمدة للضغط على أوكرانيا قبيل المحادثات.