الأربعاء 13 أغسطس 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

مستقبل حماس بعد الحرب، ما الذي يجب عليها القيام للخروج بأقل الخسائر؟

حركة حماس
حركة حماس

يتساءل العديد من التابعين لحرب غزة، عن مصير حركة حماس بعد الحرب على قطاع غزة، ومستقبلها السياسي، وموقعها المحتمل ضمن المشروع الفلسطيني والعربي الأوسع ففي ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، لم تعد الخيارات مفتوحة على مصراعيها، بل باتت الحركة مطالبة باتخاذ خيارات مصيرية قد تُعيد تشكيل القضية الفلسطينية برمتها.

مصير حركة حماس بعد الحرب

أدخلت الحرب الأخيرة حماس في وضع معقد على عدة أصعدة، فعلى سبيل المثال الوضع العسكري، تضررت صفوف حماس القيادية بشكل كبير، ولم تعد تتمتع بنفس الثقل العملياتي الذي كانت تتمتع به سابقاً، خاصة بعد فقدان عدد من قياداتها.

وعلى الجانب السياسي، تعاني الحركة الآن من عزلة نسبية، وتواجه ضغوطاً متزايدة من الداخل والخارج للانخراط في مشروع سياسي فلسطيني شامل، أما اجتماعيًا، فيشهد قطاع غزة كارثة إنسانية، وتتحمل الحركة جزءاً من مسؤولية تدهور الأوضاع في نظر الكثير من الفلسطينيين.

 أربعة خيارات أمام حماس بعد حرب غزة

وفقًا لمناقشات وتحليلات عدد من الخبراء والضيوف، تواجه حماس أربعة مشاريع مقترحة، لكل منها تبعاتها، فالمشروع الإيراني مثلًا، سيوفر لحماس الدعم المالي والعسكري، لكنه يُخضعها لأجندة إقليمية تُتهم باستغلال القضية الفلسطينية لتحقيق مصالح استراتيجية أوسع. كما يفتقر هذا الخيار إلى قبول عربي عام.

والمشروع التركي، الذي يوفر دعمًا سياسيًا وإعلاميًا، لكنه يفتقر إلى تأثير حقيقي على الأرض، لا سيما في ظل العلاقات المستقرة تاريخيًا بين أنقرة وتل أبيب، أما المشروع العربي الإسرائيلي المشترك (أو التطبيع)، تصفه حماس بالعدائي، وهو مشروع تتبناه بعض الدول العربية كجزء من عملية التطبيع والتسوية، ويُعتبر مرفوضًا أيديولوجيًا من الحركة.

وأيضًا المشروع العربي الفلسطيني (الاعتدال)، والذي يُنظر إليه كفرصة حقيقية لعودة الحركة إلى الإجماع الفلسطيني والعربي، إلا أنه يتطلب من حماس تقديم تنازلات جوهرية، أبرزها نزع سلاحها والانضمام إلى شرعية منظمة التحرير الفلسطينية.

هل ستنضم حماس إلى المشروع الوطني الفلسطيني؟ 

إن اندماج حماس في المشروع الوطني الفلسطيني ليس مستحيلًا، ولكنه مشروط بعدة أشياء، كتوحيد القرار السياسي والعسكري تحت مظلة واحدة، القبول بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، القبول بفكرة الدولة الفلسطينية على حدود عام ١٩٦٧، مما يتطلب تعديلًا في الخطاب الأيديولوجي للحركة، وإجراء انتخابات حقيقية تتيح للشعب الفلسطيني اختيار ممثليه، سواء من حماس أو غيرها، على أساس الشراكة الوطنية.

مع ذلك، وحسب بعض التصريحات، يرى البعض أنه حتى لو سلمت حماس سلاحها، فإن السلطة الفلسطينية لن تقبل بذلك، مما يشير إلى أزمة ثقة عميقة تحتاج إلى معالجة. 

 تحديات التحول السياسي لحماس

من أبرز تحديات التحور السياسي لحركة حماس هي الجبهة السياسية الراهنة، فثمة دعوات لتغيير القيادة السياسية للحركة، لا سيما تلك التي يراها البعض عاجزة عن التعامل بمرونة مع التطورات الإقليمية والدولية، أو غارقة في خطاب صدامي مع أطراف عربية.

اقرأ أيضًا:

وفد حماس في القاهرة، وجهود مصرية مكثفة لإنهاء الحرب على غزة

وفد من حماس يزور القاهرة لبحث سُبل وقف إطلاق النار في غزة

وغياب مشروع فلسطيني جامع، فالحركة ليست وحدها في أزمتها؛ فالسلطة الفلسطينية أيضًا ضعيفة سياسيًا، وقيادتها تواجه أزمات ثقة داخلية وخارجية، وأيضًا الضغط الدولي والعربي، فالمجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، يريد شريكًا تفاوضيًا فلسطينيًا موحدًا، والدول العربية مستعدة لدعم المشروع الفلسطيني شريطة تحقيق حد أدنى من الوحدة السياسية.

هل نحن بحاجة إلى "طائف فلسطيني"؟

ظهرت دعوات لاتفاق فلسطيني شامل، على غرار اتفاق الطائف اللبناني، يجمع الفصائل ضمن رؤية سياسية واحدة. وتدعو الفكرة إلى تسوية شاملة بين حماس وفتح وباقي الفصائل، إعادة بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية على أسس ديمقراطية، وإنهاء الانقسام السياسي الذي بدأ عام ٢٠٠٧ بفصل غزة عن الضفة الغربية.

ما الذي يجب على حماس فعله؟

تعتبر الأولوية هي إنقاذ غزة، فعلى حماس أن تضع مصالح أهل غزة فوق أي مشروع إقليمي أو أيديولوجي، فمعاناة الشعب اليومية تتطلب حلولًا عملية لا شعارات، وأيضًا التخلي عن السلاح مقابل مشروع وطني، فأي مشروع تنموي أو سياسي أو دولي يتطلب وجود حزب فلسطيني موحد، وهذا مستحيل بدون سلاح واحد وشرعية واحدة.

تم نسخ الرابط