الدكتور عبد المنعم سعيد: طرد الفلسطينيين من غزة هدف إسرائيل من الحرب
أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، أن الحديث عن اتفاقيات السلام يبدو بعيدًا للغاية في المرحلة الراهنة، مشيرًا إلى أن التطورات الحالية تمثل بعزم إسرائيل احتلال قطاع غزة بالكامل تصعيدًا جديدًا وخطيرًا في الحرب، وليس مجرد خطوة عابرة.
وعلق ساخرًا على ما يقال حول احتلال غزة، متسائلًا: “هو يعني إيه اللي ما كانش محتل؟”، في إشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسيطر فعليًا على أغلب القطاع منذ بداية الحرب، وأن ما يجري الآن هو استكمال للسيطرة الكاملة على الأرض، بحيث يصبح “فوق كل سنتيمتر في عسكري إسرائيلي”.
وأوضح سعيد أن الوضع لا يزال ضمن إطار التصعيد المستمر والضغط المتصاعد، مؤكدًا أن الهدف الاستراتيجي الواضح لإسرائيل هو طرد الفلسطينيين من غزة.
اقرأ أيضًا:
فلسطينيون يرفضون احتلال غزة: سنموت هنا
نشوى الحوفي: حماس هي من تسبب في تجويع أهل غزة وإبادتهم (فيديو)
نتنياهو يتراجع: احتلال قطاع غزة سيكون مؤقتًا لإقامة حكم مدني سلمي
إسرائيل تعلن خطة احتلال غزة بالكامل، مصر ترفض والعالم يدين
ولفت إلى أن الحرب منذ بدايتها في 7 أكتوبر تحمل نزعة انتقامية واضحة، وهي انتقام ناتج عن شعور إسرائيلي بأن “الردع لم يكن قائمًا”، ما يدفعهم الآن إلى مضاعفة الجرعة من العنف والدمار، في محاولة لاستعادة الردع المفقود بشكل قاسي ومضاعف.
واستطرد الدكتور عبد المنعم سعيد، في وصفه للوضع، مشبهًا ما يجري في غزة الآن بما ورد في "كتاب أوشفتس"، الذي يوثق ممارسات معسكرات التعذيب النازية، مبينًا أن من يقرأ تاريخ تلك الفظائع يجد تشابهات مقلقة، مثل: المسيرات القسرية، المجاعات، نقص الأدوية، والتجويع الممنهج، فضلًا عن ما وصفه بـ"التزنيب"، أو فرض المعاناة الجسدية والنفسية على الفلسطينيين، سواء عبر الحرمان من الأساسيات أو إجبارهم على تحمّل ظروف غير إنسانية من البرد والحر والمرض.
سعيد: ممارسات إسرائيل سادية وتم إرغام فلسطينيين على ارتداء ملابس مشبعة بدماء قتلى
وأشار إلى أن بعض الممارسات الإسرائيلية الحالية تحمل صبغة سادية بامتياز، مشيرًا إلى أنه في بعض الحالات تم إرغام أشخاص على ارتداء ملابس مشبعة بدماء قتلى، ما يعكس "نزعة انتقامية سادية" تمارس بأثر رجعي، وكأنهم ينتقمون مما حدث في السابع من أكتوبر عبر إذلال شعب بأكمله، مؤكدًا أن إسرائيل تستلهم بشكل غير مباشر أساليب "أوشفتس"، وتطبقها بشكل ممنهج.
وتحدث سعيد، عن معدل القتل المرتفع للغاية، مشيرًا إلى أن أعداد الضحايا الفلسطينيين باتت تقترب من 600 ألف، في ما وصفه بأنها "حرب من طرف واحد".
وشبه الوضع بمباراة ملاكمة من طرف واحد فقط، قائلًا: “في الماتش الطبيعي بيبقى فيه اثنين، لكن دي حرب من طرف واحد”، في إشارة إلى اختلال ميزان القوة والمأساة الإنسانية غير المتكافئة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة.
