سر الحرائق في أوروبا "تفاصيل جديدة"

اندلعت موجة حرائق مؤخرًا في عدد من الدول الأوروبية، إذ كان العامل المشترك في انتشارها، الأحوال الجوية متمثلة في (الرياح وارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الرطوبة)، إذ لعب ارتفاع درجات الحرارة دورًا في عدم السيطرة على إطفاء النيران، والتي مثلت تحديًا لرجال الإطفاء الذين حققوا تقدمًا تدريجيًا في مكافحة الحريق. 

ولفتت سلطات المقاطعة إلى أنها ساهمت في تأجيج الحريق، وهو ما وضع السلطات المحلية في المقاطعة في حالة تأهب قصوى.

حريق غابات كاليفورنيا الهائل

وكانت البداية مع حريق هائل بغابات وسط كاليفورنيا، والذي أسفر عن إصابة 4 أشخاص، ليصبح أكبر حريق تشهده الولاية حتى الآن خلال العام الجاري.

وهدد حريق "جيفورد" أكثر من 870 منزلًا نائيًا ومنشأة أخرى على الحافة الشمالية لغابة "لوس بادريس" الوطنية، بحيث لم يتسع نطاقه إلا قليلا خلال الليل بعد خروجه عن السيطرة لعدة أيام.

حريق مقاطعة "أود" جنوبي فرنسا

واندلع حريق هائل بمقاطعة "أود" جنوبي فرنسا، مما أدى لالتهام أكثر من 10 آلاف هكتار من النباتات، في غضون ساعات قليلة طوال الليلة الماضية، مما أسفر عن إصابة سبعة من رجال الإطفاء واثنين من المواطنين، أحدهما مصاب بحروق خطيرة.

وأعلنت السلطات المحلية بمقاطعة أود أن حريقا شديدًا للغاية أتى على نحو 11 ألف هكتار من الغطاء النباتي بمقاطعة "أود" في غضون ساعات قليلة، كما ارتفعت حصيلة المصابين، حيث أصيب سبعة من رجال الإطفاء، ولا يزال 1250 من رجال الإطفاء في موقع الحريق، بدعم من تسع طائرات لمكافحة الحرائق، وطائرتي هليكوبتر لرش المياه.

حرائق الغابات في رابع أكبر مدن تركيا 

كما طالت موجة الحرائق أيضًا تركيا ولم تقتصر فقط على كاليفورنيا وفرنسا، بل شهدت تركيا موجة حرائق غابات غير مسبوقة، إذ وصلت النيران الآن إلى مشارف مدينة بورصة رابع أكبر مدن البلاد ما أدى إلى إجلاء مئات السكان ومقتل رجل إطفاء.

وامتدت الحرائق في الجبال الحرجية المحيطة بمدينة بورصة شمال غرب البلاد بسرعة خلال ليلة الأحد، مما تسبب في وهج أحمر غطّى سماء المدينة.

واندلعت عشرات الحرائق الشديدة في مناطق متفرقة من البلاد، منذ أواخر يونيو، ما دفع الحكومة إلى إعلان ولايتين غربيتين، هما إزمير وبيلجيك، مناطق كوارث.

وتم إجلاء 3515شخصًا بأمان من القرى الواقعة شمال شرق المدينة، في وقت يعمل فيه أكثر من 2300 رجل إطفاء على احتواء الحرائق. وأشار البيان إلى وجود 500 عنصر من فرق الإنقاذ على الأرض، ونشر أكثر من 850 مركبة وست طائرات وأربع مروحيات في المنطقة، حيث من المتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع لتقترب من 40 درجة مئوية في الأيام المقبلة، دون تحديد المناطق الحرجية التي أتت عليها النيران في ضواحي رابع أكبر مدينة في البلاد، كما تم إغلاق الطريق السريع الذي يربط بين بورصة والعاصمة أنقرة، مع احتراق الغابات المحيطة. 

كما اندلعت النيران في ولاية كارابوك الريفية في شمال تركيا، وحاول رجال الاطفاء منذ خمسة أيام إخماد حريق في المنطقة التي تغطي الغابات 72% من مساحتها، ما استدعى إجلاء أكثر من1800 من السكان.

ووفقًا للعديد من وسائل الإعلام التركية، امتدت النيران عشرات الكيلومترات نهاية الأسبوع في هذه الولاية التي تصعّب تضاريسها الوعرة من مهمة رجال الإطفاء.

إقرأ أيضًا

مصابون وموتى، حريق باريس يتجاوز فرنسا ويصل إلى الحدود الإسبانية

اندلاع حريق هائل بمقاطعة "أود" جنوبي فرنسا وإصابة 7 رجال إطفاء

حريق مدينة أليكساندروبوليس اليونانية اليوم، "الناس صحيت على كابوس من نار"

حرائق قبرص الهائلة وتدخل مصر

 بينما تباهت قبرص في مارس الماضي، باستعدادها أكثر من أي وقت مضى لمواجهة حرائق الغابات الهائلة التي تجتاح جنوب أوروبا بوتيرة مقلقة، إذ أعدت الحكومة 11 طائرة للإطفاء، وارتفع عدد فرق الإطفاء بنسبة 27%، كما أتاحت 25 سيارة إطفاء جديدة، إلا أن موجة الحرائق طالتها هي الأخرى أيضًا.

ضرب حريق هائل جنوب الجزيرة في وقت سابق من يوليو الماضي، فيما لم يُفعّل نظام الإنذار المبكر الحكومي، حسبما أوردت مجلة "بوليتيكو".

وتأجل التحديث الذي كان مقرراً في عام 2024، بعد أن اشتكى السكان المحليون من عدم وضوح استراتيجية الإخلاء، وقال متخصصون في حرائق الغابات إن البلاد "انتظرت طويلاً" قبل طلب مساعدة الاتحاد الأوروبي.

وفي حين أن الحكومة القبرصية نفت سوء استعدادها، مشيرةً إلى الموارد الجديدة، وترقية الموظفين، وتحديث البروتوكولات، إلا أن معاناتها تُجسّد الوضع الذي يجتاح جنوب أوروبا الآن.

في الوقت الحالي، تستعر حرائق الغابات في البرتغال وإسبانيا وجنوب فرنسا وسردينيا واليونان وبلغاريا وألبانيا ومقدونيا الشمالية وتركيا، وقد احترقت بالفعل أكثر من ضعف المساحة هذا العام مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، الذي كان موسم حرائق قياسياً، وفقاً لمركز الأبحاث المشترك التابع للاتحاد الأوروبي.

جهود مصر في السيطرة على الحريق

وفي هذا الإطار، أعربت قبرص عن امتنانها العميق لمصر وحكومتها للمساعدة الفورية التي قدمتها من خلال إرسال طائرات الإطفاء لمكافحة الحرائق المدمرة التي اندلعت مؤخرًا في قبرص، إذ تم إرسال طائرتين هليكوبتر خاصتين من مصر ووصلتا بالفعل إلى قبرص للمشاركة في عمليات مكافحة الحرائق كجزء من جهود الإسعافات الأولية للتعامل مع الوضع.