شاهد قصر جيفري إبستين من الداخل، ثمنه 51 مليون دولار فقط (صور وفيديو)
نشرت صحيفة نيويورك تايمز صورا من داخل قصر رجل الأعمال الأمريكي جيفري إبستين المتورط في قضية جنسية معقدة وشبكة اتجار بالبشر شملت قاصرات، وكتبت أن "المجرم الجنسي استضاف النخبة في منزله المكون من سبعة طوابق، وعرض صورا مع الرؤساء، وعرض طبعة أولى من مجلة لوليتا، وفقا لصور ورسائل لم يتم الإبلاغ عنها مسبقا".
شاهد قصر جيفري إبستين من الداخل، ثمنه 51 مليون دولار فقط
القصر كلاسيكي على الطراز الفرنسي الحديث يقع بين ماديسون والشارع الخامس، بالقرب من سنترال بارك - عرضه خمسون قدمًا وارتفاعه سبعة طوابق، ويبلغ مساحة المبنى حوالي 28000 قدم مربع ويتضمن 10 غرف نوم و15 حمامًا، وفقًا لنيويورك تايمز.
وذكر تقرير عام 2021 أن "القصر بُني عام 1933 لهربرت ن. ستراوس، وريث ثروة ميسي، والذي توفي قبل اكتماله؛ وأصبح لاحقًا جزءًا من مستشفى سانت كلير، ثم مدرسة خاصة.
في عام 1989، اشترى ليزلي ويكسنر، مؤسس شركة إل براندز، وكيل إبستاين، المبنى مقابل حوالي 13.2 مليون دولار، وحوّله إلى مسكن خاص، ثم بيع لـ إبستين عام 1998 وقام إبستين بتجديد القصر وتزيينه بأسلوب فريد.
وفي منزله المكون من سبعة طوابق، استضاف مرتكب الجرائم الجنسية النخبة، وعرض صورًا مع الرؤساء، وعرض الطبعة الأولى من مجلة "لوليتا"، وفقًا لصور ورسائل لم يتم الإبلاغ عنها مسبقًا.
كهدية بمناسبة عيد ميلاد جيفري إبستين الثالث والستين، أرسل أصدقاء رسائل تكريمًا للممول الثري والمدان بالاعتداء الجنسي، وتشارك العديد منهم موضوعًا مشتركًا: سرد قصص حفلات العشاء التي كان إبستين يستضيفها بانتظام في منزله الفخم في الجانب الشرقي العلوي من مانهاتن.
أشار إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، وزوجته، إلى التنوع الكبير في الضيوف. وكتبا في رسالتهما، التي جُمعت مع آخرين في يناير 2016: "لا
منذ وفاة إبستاين في الحجز الفيدرالي عام 2019، والتي اعتُبرت انتحارًا، ظلت ألغاز كثيرة حول حياته دون حل. كيف جمع ثروةً طائلة؟ ولماذا استمر هذا العدد الكبير من الرجال ذوي النفوذ في مصادقته بعد فترة طويلة من تسجيله كمجرم جنسي؟
كان البيت الأبيض قد تعهد بنشر تفاصيل التحقيقات الفيدرالية مع إبستين وشركائه، لكن إدارة ترامب تراجعت عن موقفها هذا الصيف.
وقد هدد الغضب اليميني الذي أعقب ذلك بتفكيك حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا" - التي يُعد إبستين شخصية محورية في نظريات المؤامرة - ووضع ترامب في موقف دفاعي، على عكس قضايا أخرى قليلة.
سعيًا لتهدئة ردود الفعل العنيفة، أرسلت وزارة العدل مسؤولًا رفيع المستوى للقاء جيسلين ماكسويل، شريكة إبستين القديمة التي تقضي عقوبة بالسجن لمدة 20 عامًا بتهمة الاتجار بالجنس.
ويوم الجمعة، نُقلت ماكسويل إلى منشأة أمنية أقل خطورة، أثار ذلك تكهنات بأن الرئيس الأمريكي رونالد ترامب، قد يخفف عقوبتها أو حتى يعفو عنها مقابل تعاونها.
لسنوات، كانت ماكسويل شخصيةً أساسيةً في منزل إبستين في نيويورك، حيث كان لديها مكتب، لكنها انفصلت عن إبستين بحلول منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
وتم اقتصاص صورة مؤطرة في المنزل تُظهر إبستين مع الرئيس ترامب وصديقته آنذاك، ميلانيا كناوس، لاستبعاد ماكسويل.
كما زار أحد الشخصيات البارزة الأخرى في حركة "جعل أمريكا عظيمة مجددًا" المنزل: ستيفن ك. بانون، المستشار السابق لـ ترامب وشخصية إعلامية عبر الإنترنت، والذي قال إنه سجل بالفيديو ساعات من المقابلات في القصر مع إبستين في عام 2019.
كان هذا المنزل واحدًا من خمسة عقارات حول العالم يملكها إبستين، بعد إطلاق سراحه عام 2009 من سجن فلوريدا، حيث قضى 13 شهرًا بتهمة استغلال مراهقة في الدعارة، استُخدم القصر كمخبأ شخصي وصالونٍ للقاء المثقفين والعلماء والممولين.
وفي غرفة الطعام بالطابق الأرضي، استضاف إبستين مجموعة متناوبة من المشاهير والأكاديميين والسياسيين ورجال الأعمال، كان الطعام عاديًا - أحيانًا لا يتجاوز بوفيه من المأكولات الصينية الجاهزة، كما أشارت رسالة ألين - لكن الفعاليات كانت مختلفة تمامًا.
تُظهر الصور أن الضيوف جلسوا على كراسي بنقشة جلد الفهد حول طاولة مستطيلة كبيرة، وفي بعض الأحيان، قال الحضور في المقابلات إن ساحرًا كان يؤدي عروضه.
وفي بعض الأحيان، كان يُدفع سبورة ليتمكن الضيف من رسم مخطط أو كتابة صيغة رياضية، وقد احتفظ إبستين بخريطة لإسرائيل مرسومة على سبورة تحمل توقيع باراك، وفقًا لصورة استعرضتها صحيفة نيويورك تايمز.
وتُظهر الصور خزانةً مليئةً بصورٍ مؤطرة تُظهر علاقات إبستين ببعضٍ من أشهر شخصيات العالم، حيث ظهر مبتسمًا إلى جانب البابا يوحنا بولس الثاني، وميك جاجر، وإيلون ماسك، وفيدل كاسترو.
وكان في الصورة أيضًا لاري سامرز، والرئيس السابق بيل كلينتون، وريتشارد برانسون، وبالقرب منها، كانت الصورة التي التُقطت عام 2000 لـ إبستين مع ترامب والسيدة الأولى المستقبلية - باستثناء ماكسويل.
بجانبها، كانت هناك ورقة نقدية مؤطرة تحمل توقيع بيل جيتس، ربما كدفعة لرهان. "كنت مخطئًا!" كتب المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت على وجه جورج واشنطن.
داخل منزل جيفري إبستين في مانهاتن تاون هاوس: رسائل عيد الميلاد، الطبعة الأولى من رواية "لوليتا" والمزيد - صحيفة نيويورك تايمز.
وفي المكتب، ووفقًا لصور اطلعت عليها صحيفة التايمز، عرض إبستين طبعة أولى خضراء من رواية "لوليتا"، الصادرة عام 1955 والتي تتناول هوسًا جنسيًا لمثقف بفتاة تبلغ من العمر 12عامًا، ويغتصبها مرارًا وتكرارًا.
وفوق خزانة جانبية خشبية داخل مكتب إبستين المكسو بالألواح الخشبية، كانت هناك المزيد من الصور المؤطرة، بما في ذلك صورة لـ إبستين مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
في الطابق الثالث، في الطابق العلوي، كان حرم إبستين المقدس - جناح يضم غرفة نومه، وغرفة التدليك الشهيرة في القصر، ومجموعة من الحمامات، وتُظهر الصور وجود كاميرا مراقبة مثبتة في زاوية فوق سريره.
وقال العديد من ضحايا إبستين إن القصر كان مزودًا بشبكة من كاميرات الفيديو المخفية، وفي غرفة التدليك، عُثر على لوحات لنساء عاريات، وكرة فضية كبيرة وسلسلة، ورفوف مليئة بالزيوت، وفقًا لصور استعرضتها صحيفة التايمز.
دأب إبستين على توجيه فتيات مراهقات - بعضهن جُند من مدارس إعدادية في كوينز - لتدليكه وهو عارٍ، وكان أحيانًا يستمني أمامهن، وفقًا لسجلات المحكمة ومقابلات مع الضحايا، وفي بعض الأحيان كان يغتصبهن أو يعتدي عليهن، ولم تظهر أي كاميرات مراقبة في صور غرفة التدليك.
وعكست مجموعة سابقة من الرسائل، أُهديت إلى إبستين في ألبوم مُغلّف بالجلد بمناسبة عيد ميلاده الخمسين عام 2003، حقبةً من حياته قبل اعتقاله.
وتضمن ذلك الكتاب مساهمات من الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون، من بين عشرات آخرين، وفقًا لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال.
ونفى الرئيس الأمريكي ترامب تقريرًا في الصحيفة يفيد بأنه ساهم برسالة ورسم ذي إيحاءات جنسية، ورفع دعوى قضائية ضد المؤسسة الإخبارية بتهمة التشهير، وقال المتحدث باسم كلينتون إن الرئيس السابق لم يكن على علم بجرائم إبستين.
ولكن بحلول عام 2016، ومع تزايد صعوبة تجاهل سمعة إبستين كمفترس جنسي، بدأت شبكته الاجتماعية بالتقلص وبعد ثلاث سنوات، توفي جيفري إبستين في سجن مانهاتن أثناء انتظاره المحاكمة بتهم الاتجار بالجنس الفيدرالية، في ظروف غامضة.
استعرضت صحيفة التايمز سبع رسائل تهنئة بمناسبة عيد ميلاد إبستين عام 2016 بالإضافة إلى رسائل زوكرمان وألين وباراك، كانت هناك رسائل من عالم اللغويات نعوم تشومسكي وزوجته؛ وجويتشي إيتو، رجل الأعمال الذي استقال بعد سنوات من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومجلس إدارة شركة نيويورك تايمز بسبب علاقاته إبستين.
ولورانس م. كراوس، الفيزيائي البارز. ساهم مارتن نوفاك، عالم الأحياء في جامعة هارفارد، بقصيدة شعرية ذات طابع علمي.
لم يستجب زوكرمان وألين وإيتو والدكتور نوفاك وبانون لطلبات التعليق، ورفض باراك التعليق، وردّت زوجة الدكتور تشومسكي نيابةً عنه ورفضت التعليق، وقال الدكتور كراوس إنه لا يتذكر الرسالة لكنه حضر "عدة غداءات شهدت مناقشات مثيرة للاهتمام للغاية" مع علماء ومؤلفين وغيرهم في منزل إبستاين.
اقرأ أيضًا:
تقارير صحفية: إخفاء اسم ترامب من وثائق متعلقة بـ فضيحة إبستين
إعلامي أمريكي: جيفري إبستين كان جاسوسا لـ الموساد الإسرائيلي لاصطياد الشخصيات الكبيرة
وفي رسالتهما المطبوعة، أشاد باراك وزوجته نيلي برييل بـ إبستين واصفين إياه بأنه "جامعٌ للناس"، واختتمت الرسالة بالقول: "نتمنى لك حياةً مديدةً وصحيةً، ونتمنى لجميع أصدقائك أن ينعموا على مائدتك لسنواتٍ طويلة قادمة".