شعبة المستوردين والمصدرين: خفض الأسعار بدأ فعليًا.. والدولار كلمة السر

قال أحمد عتابي، رئيس شعبة المستوردين والمصدرين بغرفة الجيزة التجارية، إن مبادرات خفض الأسعار التي أطلقتها الحكومة بالتعاون مع التجار والمصنعين، لا يجب اعتبارها إجراءات مؤقتة أو ظرفية، بل تمثل امتدادًا طبيعيًا للجهود المبذولة لضبط السوق في ظل تحسن المؤشرات الاقتصادية وتراجع سعر الدولار.
"العرض ما يصيبش، يدوش"، كيف تؤثر المبادرات الكلامية في السوق؟
وأضاف "عتابي"، خلال لقائه في برنامج اقتصاد مصر على قناة أزهري، أن السوق يتفاعل بقوة مع أي إشارات أو مبادرات لو لم تكن إلزامية، موضحًا: "زي ما بنقول بالبلدي: العرض ما يصيبش يدوش، يعني مجرد وجود مبادرة أو إعلان حكومي كفيل بتحريك السوق، تمامًا كما يحدث في البورصة عند تداول الأخبار والتوقعات".

المضاربة على الدولار رفعت الأسعار.. والحل في استقرار حقيقي
وأشار عتابي إلى أن هناك من استغل فترات اضطراب سوق الصرف لتحقيق أرباح طائلة عبر المضاربات، ما تسبب في موجة ارتفاعات غير مبررة في الأسعار، مستشهدًا بما حدث خلال أزمة الدولار الأخيرة: "الدولار وصل في السوق السوداء لـ75 جنيه، بينما كان في البنوك بـ30.95 جنيه فقط، وده فتح باب كبير للمضاربة وجني أرباح على حساب المواطن".
معيار الأسعار الحقيقي، تكلفة الإنتاج وسعر الصرف
وشدد رئيس شعبة المستوردين والمصدرين على أن العامل الحاسم في انخفاض الأسعار ليس المبادرات وحدها، بل تكلفة الإنتاج المرتبطة بسعر الصرف، مضيفًا أن الشركات الكبرى، سواء حكومية أو خاصة تعمل وفق موازنات دقيقة تراعي تقلبات الأسعار العالمية ومدخلات الإنتاج.
وقال: "طالما سعر الصرف مستقر، الشركات تقدر تخطط بشكل واضح لإنتاجها وإيراداتها، وتحدد إن كانت ستربح أو تخسر، الخفض اللحظي في سعر الدولار لا يكفي؛ نحتاج خفضًا مستدامًا وواضحًا".
وأضاف أن الأسواق الحرة بطبيعتها تشهد تقلبات طفيفة، ولكن ما نحتاجه الآن هو ثبات يمكن التاجر من خفض السعر بثقة، لا بناءً على موجة مؤقتة.
الدور الحكومي في تحريك السوق
وأشاد "عتابي" بالدور الحكومي في تحريك السوق من خلال المبادرات الداعمة للمواطنين، مشيرًا إلى أن الشعور الحقيقي بتحسن الأوضاع لا يجب أن يقتصر على التصريحات أو العناوين الصحفية.
وتابع: "المواطن مش هيحس بالإصلاح الاقتصادي من مجرد منشتات، لازم يشوف فرق فعلي في الأسعار، الحكومة بتحاول، لكن بعض التجار ما بينزلوش أسعارهم إلا تحت ضغط المبادرات".
اقرأ أيضًا: لماذا لا تنخفض الأسعار بسرعة رغم تراجع الدولار؟.. شعبة المستوردين توضح
"اللي بيحتكر مش تاجر"، تصريحات قوية من شعبة المستوردين والمصدرين بشأن الأسعار
الأوضاع الدولية تلقي بظلالها على الأسواق المحلية
وفي سياق تحليله للسوق المصري، أكد عتابي أن الاقتصاد المحلي لا يعمل في عزلة، بل يتأثر مباشرة بالتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، قائلاً: "إحنا في عالم مضطرب، وهناك توقعات متشائمة تتحدث عن احتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة أي تصريح سياسي عالمي ينعكس فورًا على الأسواق، حتى لو لم ينفذ".

تأثير الأسواق العالمية
وأضاف أن تأثير الأسواق العالمية يظهر جليًا في تحركات الذهب والبورصات العالمية، مشيرًا إلى أن تصريحًا واحدًا من رئيس أمريكي مثل ترامب كفيل بتحريك الاقتصاد العالمي، فما بالك بدول في وضع اقتصادي حساس مثل مصر.
واختتم أحمد عتابي، رئيس شعبة المستوردين والمصدرين أن خفض الأسعار لن يتحقق بشكل عادل ومستدام إلا عبر استقرار حقيقي في سعر الصرف، وتوازن واضح في تكلفة الإنتاج، مشددًا على ضرورة مواصلة التعاون بين الحكومة، القطاع الخاص، والمواطن نفسه من خلال دعم المنتج المحلي.