عبد الحليم قنديل عن مظاهرات الإخوان في تل أبيب: مشهد عبثي، وإسرائيل بمأزق

مظاهرات الإخوان في تل أبيب، وصف الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل، الاحتجاج الذي نظمه عدد من الفلسطينيين أمام السفارة المصرية داخل الأراضي المحتلة بأنه “مشهد عبثي بكل المقاييس”، معتبرًا أن هذا النوع من التحركات يتكرر بشكل يثير التساؤلات، ويستدعي التوقف أمام دلالاته العميقة.
وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة لـ تحليل الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل ل مظاهرات الإخوان في تل أبيب، وفقًا لتصريحات تلفزيونية، وجاءت التفاصيل كالتالي:
أول تعليق من عبد الحليم قنديل على مظاهرات الإخوان في تل أبيب
في النقاط التالية نستعرض تفاصيل أول تعليق من عبد الحليم قنديل على مظاهرات الإخوان في تل أبيب، وجاءت التفاصيل كالتالي:
أوضح قنديل أن منطق الاحتجاج في هذا الموقع غير سليم، إذ كان الأولى بالمحتجين، إن كانوا صادقين في تعبيرهم عن معاناتهم من الاحتلال، أن يتوجهوا باعتراضهم إلى مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي مباشرة، مثل: مكتب رئيس الوزراء، أو وزارة الدفاع، أو السفارات الداعمة لإسرائيل، وفي مقدمتها السفارة الأمريكية.
اقرأ أيضًا:
فتح: التظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب "مؤسفة"، ومصر تقف بثبات بجانب فلسطين
مظاهرات الإخوان في إسرائيل ضد مصر، تمارا حداد: الجماعة أداة تضليل وتفتيت
مظاهرات الإخوان في إسرائيل ضد مصر، باحث: محاولة لحماية مشروع "الوطن البديل"
أحزاب المعارضة المصرية للإخوان: تظاهراتكم مشبوهة واصطفاف مع العدو
وأضاف أن سلطات الاحتلال لا تسمح حتى بحرية التعبير الرمزي، مستشهدًا بحالة اعتقال فنانة فلسطينية من عام 1948 لمجرد تعليقها بعبارة "الله غالب" على مواقع التواصل الاجتماعي.
لماذا سمحت إسرائيل بهذا الاحتجاج؟
أشار قنديل إلى أن سماح شرطة الاحتلال، تحت إشراف المتطرف إيتمار بن جفير، بتنظيم هذه المظاهرة أمام السفارة المصرية، يحمل دلالة سياسية واضحة، فغياب العلم الفلسطيني وظهور الأعلام الإسرائيلية فقط يعكس توجيهًا متعمدًا للغضب الفلسطيني نحو مصر، في محاولة لصرف الأنظار عن مسؤولية الاحتلال.
وانتقد قنديل الرواية الإسرائيلية التي تزعم أن مصر هي المسؤولة عن إغلاق معبر رفح، مؤكدًا أن السيطرة الفعلية على الجانب الفلسطيني من المعبر تقع في يد الاحتلال، ما يجعل تشغيل المعبر من طرف واحد – الجانب المصري – أمرًا غير ممكن.
وأشار إلى أن إسرائيل تسعى لفتح المعبر في اتجاه واحد فقط: من غزة إلى مصر، في محاولة لفرض تهجير قسري لأهالي القطاع، ما يعيد إلى الأذهان مأساة النكبة عام 1948، إذ تم إخراج الفلسطينيين دون السماح لهم بالعودة.
وتطرق عبد الحليم قنديل، إلى ما وصفه بـ "أزمة الوجود" التي تواجه إسرائيل، موضحًا أن عدد الفلسطينيين في أرض فلسطين التاريخية تجاوز عدد اليهود، وهو ما يهدد الأساس الديموغرافي للمشروع الاستيطاني الصهيوني.
وأضاف أن إسرائيل أصبحت عاجزة عن جذب مزيد من اليهود من الخارج، لا سيما من الولايات المتحدة، متسائلًا بعبارة مقتبسة من ديوان نجيب سرور: “منين أجيب ناس؟ منين أجيب يهود؟” في إشارة إلى الإفلاس البنيوي للمشروع الصهيوني.
الدعاية الإسرائيلية ومسألة التهجير
هاجم قنديل ما سماه "الدعاية الإسرائيلية" التي تروج لفكرة أن الخروج من غزة هو شكل من أشكال النجاة، مشددًا على أن بقاء الفلسطينيين في أرضهم هو ما تخشاه إسرائيل فعلًا.
وأكد أن الحرب الإسرائيلية على غزة ليست مجرد معركة عسكرية، بل وسيلة لفرض تهجير جماعي، في نسخة معكوسة من "الحل النهائي" النازي، إذ الرسالة باتت واضحة: “إما أن نقتلكم، أو نُخرجكم”.
وانتقل قنديل إلى تحليل دور جماعة الإخوان المسلمين في القضية الفلسطينية، مبينًا أن الجماعة – منذ عام 1948 وحتى 1988 – رفضت المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، مشيرًا إلى أن العديد من مؤسسي حركة فتح، مثل: خليل الوزير (أبو جهاد) وياسر عرفات (أبو عمار)، انشقوا عن الجماعة بسبب هذا الموقف، وتحولوا إلى رموز في حركة وطنية جامعة.
واعتبر أن الانقسام الراهن بين الفصائل الإسلامية الفلسطينية، مثل: حماس والحركتين الإسلامية الشمالية والجنوبية، يعكس تشتتًا سياسيًا وتنظيميًا تستفيد منه إسرائيل بشكل مباشر.
لا مقاومة مشروطة... ولا انقسام على أساس الانتماء
واختتم قنديل مداخلته بالتأكيد على أن ما يجري في فلسطين لا يحتمل الترف السياسي أو الحزبي. ففي ظل الاحتلال، لا مجال للتصنيفات أو الولاءات الضيقة، بل المطلوب هو موقف واضح: “إما أن تكون مقاومًا... أو مساومًا”.
وشدد على أن الانتماء لأي تيار أو أيديولوجيا لا يجب أن يمنح أحدًا صك براءة أو أفضلية على غيره، مؤكدًا أن فلسطين تحتاج إلى صوت موحد للمقاومة، وليس إلى صراعات داخلية.
واختتم بتحذير من أن إسرائيل تمثل خطرًا دائمًا على دول الجوار، وفي مقدمتها مصر، سواء عبر الحرب أو عبر مخططات التفكيك الناعمة، مشيرًا إلى أن محاولات تحسين صورتها عبر "مسرحيات دعائية" لم تعد تقنع أحدًا، وأن وعي الشعوب أصبح أكثر إدراكًا لجرائم هذا الكيان.