سبب دعوات الإخوان للتظاهر أمام سفارات مصر، د. جمال شقرة يرد

أكد الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، أن التاريخ الحديث زاخر بدور مصر الوطني والراسخ تجاه القضية الفلسطينية، في مقابل ما وصفه بالدور التخريبي الدائم لجماعة الإخوان الإرهابية، ومحاولاتها المستمرة للنيل من الدولة المصرية.
وأشار إلى أن دراسته الطويلة لتاريخ الجماعة ودور مصر الإقليمي يظهر بوضوح أن جماعة الإخوان لم تقدم شيئا حقيقياً للقضية الفلسطينية، سوى شعارات جوفاء لا أثر لها على أرض الواقع، مضيفًا: “دائمًا ما نتساءل: القدس أمامكم، وكان لديكم تنظيم سري مسلح وتنظيم عالمي، لماذا لم تتحركوا لتحريرها؟!”
ماذا قدم الإخوان لفلسطين
وأوضح الدكتور جمال شقرة، أن الجماعة اليوم، كما في الماضي، تحاول استغلال المشهد السياسي والإنساني في فلسطين لتحقيق مكاسب خاصة، من خلال التظاهر أمام السفارات المصرية في الخارج ورفع شعارات تدعي دعم القضية الفلسطينية، في حين أن الهدف الحقيقي هو تشويه صورة مصر ودورها المحوري في دعم الفلسطينيين.
اقرأ أيضًا:
سقوط أقنعة الإخوان .. ولا تصالح مع الإرهاب
حالة إفلاس، «الداخلية» ترد على مزاعم الإخوان: لا توجد احتجاجات بين نزلاء الإصلاح والتأهيل
تصفية حركة حسم بولاق الدكرور، الداخلية تحبط مخططًا لإعادة الإخوان في مصر
من يقف وراء إشعال الحرائق في مصر الإخوان أم الحر ؟
وأضاف أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، أن تاريخ جماعة الإخوان حافل بمحاولات الاستقواء بالخارج، والتآمر ضد الدولة المصرية منذ تأسيسها عام 1928.
ولفت إلى موقفها المناهض لثورة 23 يوليو واتفاقية الجلاء التي وقّعها الرئيس جمال عبد الناصر عام 1954، حيث خرجت الجماعة حينها في مظاهرات داخل سوريا ودول أخرى تندد بالاتفاقية، رغم أنها أدت إلى جلاء البريطانيين عن مصر.
شقرة جماعة الإخوان تحاول العودة إلى المشهد السياسي
وأشار شقرة، إلى أن جماعة الإخوان تحاول مجددًا، عبر القضية الفلسطينية، العودة إلى الشارع والمشهد السياسي، مستغلة المشاعر العامة تجاه ما يجري في غزة، مشددًا على أن هذه المحاولة مصيرها الفشل، لأن الشعب المصري لفظ هذه الجماعة تمامًا، ولا يمكن أن ينسى "السنة السوداء" التي حكمت فيها مصر وما جلبته من أزمات.
وأضاف: “حتى المواطن المصري العادي لديه فطنة سياسية بالفطرة، ولا يمكن أن ينسى مشاهد الخراب، أو محاولات الجماعة عقد صفقات مع قوى الاحتلال، والمراسلات التي بدأت بعبارة ‘عزيزي’...”
وأكد أن فكرة "الخلافة الإسلامية" ونقل العاصمة إلى دولة أخرى، بل ومحاولات التفريط في جزء من أرض سيناء، أمور لا يمكن أن تُمحى من ذاكرة الشعب المصري، الذي بات يرى الجماعة كتنظيم انتهازي بامتياز.
دور مصر الحقيقي في دعم فلسطين
ولإثبات الدور المصري الراسخ في دعم فلسطين، أشار د. شقرة إلى أن المجلس الأعلى للثقافة أعدّ سبعة مجلدات كاملة توثق هذا الدور، سواء من خلال "القوة الناعمة" المتمثلة في الإعلام والثقافة والفنون، أو "القوة الخشنة" عبر مشاركات عسكرية واضحة في حروب 1948، والعدوان الثلاثي، والنكسة في 1967، وحرب الاستنزاف، وصولاً إلى نصر أكتوبر 1973، وكلها كانت بدافع دعم القضية الفلسطينية.
سبب دعوات الإخوان للتظاهر أمام السفارات المصرية وليس الإسرائيلية؟
وعن سؤال مهم يطرحه الكثيرون: لماذا تتظاهر الجماعة أمام السفارات المصرية وليس أمام السفارات الإسرائيلية؟، أجاب شقرة، بوضوح: “لأن هدفهم ليس إسرائيل، بل استعداء العالم ضد مصر، هم لا يملكون منطقًا، لكنهم يسعون لتشويه العلاقات المصرية مع الدول الأجنبية التي تحتضن تلك السفارات”.
وأوضح أن جميع دول العالم، بما فيها تلك التي تجري أمامها تلك التظاهرات، تعرف جيدًا الدور المصري الثابت تجاه فلسطين، سواء دبلوماسيًا أو تاريخيًا.
وذكر المتابعين بما فعلته الجماعة من قبل، عندما نظّمت تظاهرات عنيفة في سوريا ضد الحكومة المصرية عقب توقيع اتفاقية الجلاء، رغم أن تلك الاتفاقية كانت لصالح مصر.
وأكد جمال شقرة، أن الجماعة لا تملك سوى محاولات متكررة وفاشلة للنيل من الدولة المصرية، طالما لم تُعد إلى المشهد السياسي، قائلًا: “الشعب المصري لن ينسى من خذله، ولن يخدع مجددًا بشعارات جوفاء، مشاهد الشاحنات التي تنطلق ليل نهار إلى غزة، والدور الدبلوماسي المصري النشط، كلها تفنّد ادعاءات الجماعة الكاذبة”.