النتيجة ليست النهاية، رسائل مهمة من استشاري نفسي لأولياء الأمور بعد إعلان نتيجة الثانوية

قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن مشاهد الاحتفال الصاخبة والمبالغة في مظاهر الفرح بنجاح الطلاب في الثانوية العامة، وترديد الأغاني مثل "الناجح يرفع إيده"، والإعلان عن المرحلة الأولى من التنسيق، تخلق أجواء احتفالية قد تبدو مبهجة للبعض، لكنها في المقابل تتجاهل مشاعر الألم والإحباط التي يعيشها عدد كبير من الطلاب الذين لم يتمكنوا من تحقيق مجموع مرتفع يؤهلهم لكليات القمة.
هندي: هناك فئة من الطلاب رغم صمتهم تعاني من مشاعر مؤلمة لا نراها
وأضاف “هندي” في تصريح خاص لموقع “الأيام المصرية”، أن هناك فئة من الطلاب، رغم صمتهم، تعاني من مشاعر دفينة مؤلمة لا نراها ولا نسمعها، خاصة في ظل انشغال الأهل بالفرح أو قضاء الإجازات الصيفية، دون الالتفات لمعاناة أولادهم الذين قد يشعرون بالإحباط، والتوتر، والخوف من المستقبل، وربما شعور بعدم التقدير أو الفشل.

نتيجة المشاعر الدفينة والمؤلمة، استشاري نفسي يجيب
وأشار إلى أن هذه المشاعر قد تؤدي إلى أعراض نفسية خطيرة مثل اضطرابات النوم، كوابيس متكررة، فقدان الشهية أو زيادتها بشكل مفرط، مشاكل في الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي، عسر الهضم، والغثيان، وفي بعض الحالات قد تظهر سلوكيات سلبية مثل التدخين، أو الانسياق وراء أصدقاء السوء، أو حتى التفكير في إيذاء النفس والانتحار.
الدكتور وليد هندي: الفتيات أكثر تأثرًا نفسيًا من الأولاد
وأوضح الدكتور وليد هندي، أن الفتيات تحديدًا أكثر تأثرًا نفسيًا من الأولاد، نتيجة الضغط المجتمعي والنقد من الأقارب والمعارف، في ظل ما أسماه "عصر المقارنات"، مما يترك هذا الضغط أثرًا كبيرًا على الصحة النفسية، وقد يتجلى في اضطرابات الأكل، ضعف الثقة بالنفس، مشاكل صحية جسدية كآلام المفاصل أو صعوبة التنفس، وغيرها.
متى تظهر علامات الأزمة النفسية، دكتور نفسي يجيب
وتابع أن علامات الأزمة النفسية عند الأبناء قد تظهر من خلال الانسحاب الاجتماعي (كالانعزال في الغرفة أو الخروج المتكرر من المنزل)، أو ممارسة سلوكيات لم تكن موجودة من قبل كالتدخين أو الجلوس لساعات طويلة على الإنترنت، بالإضافة إلى العصبية الزائدة، ورفض التعليمات، والميل للاستقلالية المبالغ فيها.
اقرأ أيضًا: استشاري نفسي : 9 مخاطر قاتلة بسبب إدمان السوشيال ميديا (فيديو)
استشاري نفسي: نقص الاهتمام سبب لجوء المراهقين للسوشيال ميديا والألعاب الإلكترونية (فيديو)
وأكد أهمية أن يكون لدى الأهل وعي حقيقي بمشاعر أبنائهم، وعند ملاحظة هذه السلوكيات يجب التدخل بتغيير البيئة المحيطة، لا يشترط السفر أو المصيف، ولكن يكفي الخروج في رحلات بسيطة، زيارة الأقارب، أو الذهاب إلى الريف أو الأماكن المفتوحة.
كما شدد على أهمية دمج الأبناء في أنشطة جماعية، سواء رياضية أو فنية، لمساعدتهم على تجاوز الأزمة النفسية.

وأشار إلى ضرورة اختيار الطالب كلية تتناسب مع قدراته وميوله، مثل كليات التربية الفنية أو الموسيقية أو الرياضية، مؤكدًا أن هناك كليات ذات مجموع منخفض لكنها توفر مستقبلًا جيدًا وفرصًا وظيفية واعدة.
الدكتور وليد هندي يقدم نصائح للطلاب
واختتم الدكتور وليد هندي حديثه بنصيحة للطلاب قائلاً: "النجاح لا يقاس بالمجموع فقط، بل بالقدرة على التعويض، والإصرار على التفوق خلال المرحلة الجامعية لبناء مستقبل أفضل".