من هم الدروز والطائفة الدرزية؟، نظرة داخل طائفة غامضة عبر التاريخ
من هم الدروز والطائفة الدرزية؟، ارتفعت معدلات البحث خلال الأخيرة خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها السويداء في جنوب سوريا نتيجة اشتباكات دامية بين مسلحين من الدروز والبدو، أدت لمقتل نحو العديد من الأشخاص.
ولذا، يقدم لكم موقع الأيام المصرية كافة التفاصيل الخاصة بشأن الدروز والطائفة الدرزية خلال السطور التالية.
من هم الدروز والطائفة الدرزية؟
الدروز هي طائفة عربية تعود جذورها إلى القرن الحادي عشر الميلادي، ويقدر عدد أتباعها اليوم بنحو مليون شخص، ينتشرون بشكل رئيسي في كل من سوريا ولبنان وإسرائيل.
وفي جنوب سوريا، يتركز الوجود الدرزي في 3 محافظات رئيسية بالقرب من هضبة الجولان، ويشكل أبناء الطائفة الأغلبية السكانية في محافظة السويداء.
أما في الجولان السوري المحتل، فيقيم أكثر من 20 ألف درزي في المناطق التي احتلتها إسرائيل خلال حرب عام 1967، والتي أعلنت ضمها رسميًا في عام 1981.
من هم الدروز والطائفة الدرزية؟
ويعد الدروز ثالث أكبر جماعة دينية في سوريا، حيث يشكلون نحو 3.2% من إجمالي السكان، ويتركز وجودهم في محافظة السويداء، المعروفة تاريخيًا باسم "جبل الدروز"، إضافة إلى المناطق الجبلية والريفية الواقعة جنوب وشرق العاصمة دمشق، مثل جرمانا وصحنايا، وكذلك في جبل السماق بمحافظة إدلب.
اقرأ إيضًا: هل تنفصل السويداء عن سوريا بعد تجدد الصراع الطائفي بين الدروز والبدو
ارتفاع عدد قتلى الدروز والبدو إلى 37 ، ماذا يحدث في السويداء الآن؟
ينتمي الدروز إلى طائفة دينية توحيدية تعرف باسم "الموحدين" أو "بني معروف"، وتعود أصولها إلى المذهب الإسماعيلي الشيعي، إلا أن عقيدتهم تحمل عناصر فلسفية وروحية متنوعة، وتميل إلى الباطنية، ويمتاز الدروز أيضًا بسرية معتقداتهم، إذ لا يفصح عنها لعامة الناس، وتتاح التعاليم الدينية فقط لمن بلغ سن الأربعين من أبناء الطائفة.
من هم الدروز والطائفة الدرزية؟، جذور تاريخية
يعود الوجود الدرزي في سوريا إلى القرن الثامن عشر، حين هاجرت جماعات منهم من لبنان واستقرت في جبل الدروز ومنذ ذلك الحين، شكلوا أغلبية سكانية في محافظة السويداء، واحتفظوا بهويتهم الثقافية والدينية المتميزة، مع احترام واسع لزعمائهم الروحيين والاجتماعيين.
العقيدة والمعتقدات لـ الدروز
يعتمد الدروز في تعاليمهم على كتاب "رسائل الحكمة"، وهو تفسير باطني للقرآن الكريم لا يتاح إلا لرجال الدين المعروفين بـ"العقال"، وتقوم عقيدتهم على 7 وصايا أساسية، أبرزها: صدق اللسان، حفظ الإخوان، والبراءة من الأبالسة والطغيان، ويؤمنون بوحدانية الله المطلقة، وبأن العقل البشري عاجز عن إدراك حقيقته الكاملة، كما يعتقدون بتناسخ الأرواح ضمن الطائفة.
يتميز الدروز بعدم قبولهم لأي وافدين جدد إلى طائفتهم، كما يتبعون مبدأ "التقيّة" للحفاظ على سلامتهم في أوقات التهديد، عبر إخفاء معتقداتهم عندما تستدعي الحاجة.
القيادة الروحية لـ الدروز
يحظى رجال الدين الدروز، المعروفون بـ"العقال"، باحترام كبير داخل المجتمع، ويعرف الزعيم الروحي الأبرز بلقب "شيخ العقل"، وفي سوريا يوجد 3 مشايخ عقل يتشاركون المرجعية الدينية، وهم: الشيخ حكمت الهجري، الشيخ حمود الحناوي، والشيخ يوسف جربوع.
الدروز والصراع السوري
كان موقف الطائفة الدرزية من الصراع في سوريا معقدًا ومتفاوتًا، فقد انقسم أبناؤها بين مؤيد للنظام الحاكم، ورافض للخدمة العسكرية أو للانضمام إلى الميليشيات التابعة له، وقد سعى الكثير من أبناء الطائفة للحفاظ على الحياد في ظل النزاع المسلح، بينما شارك آخرون في تشكيل مجموعات محلية للدفاع عن مناطقهم.
الدروز في الجولان وإسرائيل
يعيش ما يقارب 23 ألف درزي في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، ويعرف عنهم تمسكهم بالهوية السورية ورفضهم للجنسية الإسرائيلية في المقابل، يقيم نحو 150 ألف درزي في إسرائيل، وقد اندمج العديد منهم في المجتمع الإسرائيلي، بمن فيهم من التحقوا بالجيش.
عادات وتقاليد الدروز
يحافظ الدروز على زواجهم داخل الطائفة، رغم أن بعضهم قد يتزوج من خارجها إذا كان هناك قبول من الطرفين، ويتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم الدينية والاجتماعية التي تعد جزءًا أساسيًا من هويتهم، كما أن الرموز كالشارب لدى كبار السن تعد دلالة على الرجولة والكرامة، وهو ما يفسر الغضب الشعبي من أي محاولة للمساس بها، كما حدث مؤخرًا مع الشيخ مرهج شاهين.
