في ذكرى مولده، وصية تكشف عن فيلم وحيد لحسين صدقي نجا من محرقة الورثة

في مثل هذا اليوم، تحل ذكرى ميلاد الفنان الراحل حسين صدقي، النجم الذي تألق في سماء السينما المصرية خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، ولمع اسمه بوسامته وأدواره المتعددة التي تركت بصمة لا تنسى في تاريخ الفن المصري.
لكن وسط هذه الأضواء، كانت هناك قصة شغلت الجمهور طويلا حول وصيته الأخيرة بشأن أفلامه، بين حقيقة تضاربت فيها الأقاويل وتفسير مختلف للوقائع، حول وصية حسين صدقي بحرق أفلامه، بعد وفاته.

هل أوصى حسين صدقي بحرق أفلامه كلها؟
تداولت الألسنة على مدار سنوات طويلة رواية تفيد بأن حسين صدقي أوصى بحرق جميع أفلامه قبل وفاته، ظنا أن ذلك ينهي ارتباطه بالماضي الفني الذي ابتعد عنه بتعمد.
أقرأ أيضًا
في ذكرى رحيل عبد المنعم مدبولي أسرار يرويها مكتشف الزعيم عادل إمام (فيديو)
في ذكرى ميلاد يحيى العلمي.. كيف خرجت أسرار المخابرات والجاسوسية بلغة الدراما
ولكن الحقائق تروي قصة مختلفة تماما؛ حيث لم يكن الفنان ينوي التخلص من كل أعماله، بل كان غير راضي فقط عن بعض الأفلام التي لم ترتقي لمستوى توقعاته، فقام نجله بحرق نسخ محددة منها.
ويذكر أن عددا من تلك النسخ المحترقة تم الاحتفاظ بها عبر القنوات الفضائية، ما أشعل خلافات بين الورثة حول مصير هذه الأفلام، حتى استشاروا أحد المشايخ الذي نصحهم بعدم الإقدام على حرقها، مؤكدًا أن تلك الأفلام تحمل رسائل هادفة ومهمة.

رواية أخرى: “سيف الله خالد بن الوليد” فيلم واحد استثنائي رفض حسين صدقي حرقه
تقول رواية أخرى إن الفنان حسين صدقي أوصى صراحة بحرق جميع أفلامه ما عدا فيلمًا واحدًا فقط، وهو فيلم "سيف الله خالد بن الوليد"، مشددا على أهمية الاحتفاظ بهذا العمل الذي يروي قصة بطولية وتاريخية عظيمة، ويدعو أولاده إلى تقوى الله في ختام وصيته.
اعتزال حسين صدقي الفن والتفرغ للدين والمجتمع
وفي ستينيات القرن الماضي، وبعد بلوغ ذروة النجاح، شعر صدقي بحاجة ملحة للعودة إلى الجذور الروحية، فتوجه للشيخ عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر، واستشاره حول قراره الاعتزال، فكان التشجيع على اتخاذ هذه الخطوة، التي مثلت بداية فصل جديد في حياته.
حيث ترك الأضواء ليبني مسجد باسمه في المعادي، ولينخرط في العمل المجتمعي والسياسي، حيث انتخب نائبا في مجلس الأمة عن دائرة المعادي عام 1961، مؤكدًا دوره النبيل في مجتمعه بعيد عن بريق الفن.
الفنان حسين صدقي بين الفن والدين.. ودعوته للانقلاب الفني
بعيداً عن وصاياه، كان صدقي من الدعاة إلى تطوير صناعة السينما المصرية والعربية، فقد نشر في مجلة "الموعد" عام 1956 مقالة دعا فيها إلى "انقلاب فني" يواجه الغزو الفني الأجنبي، عبر توظيف أحدث التقنيات وتصدير الأفلام المصرية والعربية، لتبقى الصورة الفنية للعالم العربي مشرقة ومؤثرة.