هل جفت بحيرة طبريا؟ يوم القيامة يقترب

تصدر موضوع جفاف بحيرة طبريا مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة بعد تداول منشورات وصور تزعم أن البحيرة جفت، وأثار هذا الخبر الفزع والرعب بين الناس لما يتعلق هذا الخبر بعلامة من علامات يوم القيامة.

حقيقة جفاف بحيرة طبريا
وبعد تزايد التساءل حول حقيقة جفاف بحيرة طبريا قامت وسائل إعلام فلسطينية بنفي الأنباء المتداولة بشأن جفاف البحيرة، مؤكدة أن هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة، كما أوضحت الوكالة الوطنية للإعلام الفلسطينية أن منسوب المياه في بحيرة طبريا ارتفع بمقدار 1.5 سنتيمتر نتيجة للأمطار والثلوج التي شهدتها المنطقة خلال فصل الشتاء.
وأضافت الوكالة أن البحيرة لا تزال تحتاج إلى أكثر من 64 سنتيمترًا لتصل إلى ما يعرف بـ الخط الأحمر الأعلى، أي الحد الأقصى للمستوى المائي المقبول.
أقرأ أيضًا
ملحمة نهاية الزمان، هل حرب إيران وإسرائيل من علامات الساعة؟
هل حرب ايران واسرائيل من علامات الساعة ؟، مفاجأة مدوية

موقع بحيرة طبريا
تقع بحيرة طبريا في شمال فلسطين، إلى الغرب من هضبة الجولان، وتعد من أقدم وأهم المسطحات المائية في المنطقة، وتأتي مياهها من ذوبان الثلوج في جبال الشيخ، ما ساهم في تشكيل الينابيع التي تصب لاحقًا في نهر الأردن.
وتعرف البحيرة بعدة أسماء، أهمها بحيرة طبريا نسبة إلى مدينة طبريا الواقعة على ضفافها، وكنيرت في اللغة العبرية، كما يقال إن الاسم يعود إلى القائد الروماني طيباريوس قيصر.
وتعد بحيرة طبريا من أهم مصادر المياه العذبة في المنطقة، وهي أخفض بحيرة عذبة في العالم، وتغذيها عدة روافد، على رأسها نهر الأردن، وتلعب دورًا محوريًا في تأمين احتياجات الشرب والزراعة، وتدخل ضمن منظومة الأمن المائي الإسرائيلي.
العلاقة بين جفاف البحيرة وظهور المسيح الدجال
ويرتبط ذكر بحيرة طبريا في التراث الإسلامي بظهور المسيح الدجال، إذ ورد في عدة أحاديث نبوية أن جفاف البحيرة يعد من العلامات الكبرى لاقتراب يوم القيامة، وتحديدًا أنه من العلامات التي تسبق خروج الدجال، والذي يظهر من جهة الشام والعراق.

الوضع المائي الحالي لبحيرة طبريا
يقع منسوب سطح بحيرة طبريا عند نحو 212 مترًا تحت مستوى سطح البحر، وهو مستوى منخفض يثير القلق البيئي، وتشير التقديرات إلى أن البحيرة تقترب من بلوغ الخط الأحمر الأدنى (-213.0 مترًا)، وهو الحد الذي يعد إشارة تحذيرية بيئية خطيرة، ومن المتوقع أن تصل البحيرة إلى هذا الخط الأحمر مع نهاية صيف 2025 إذا استمر التراجع بالمعدلات الحالية.
الخط الأحمر، بداية مرحلة الخطر البيئي
يمثل الخط الأحمر مستوى حرجًا يحذر الخبراء عند اقترابه، إذ يعني تدهور جودة المياه، وارتفاع الملوحة، واختلال التوازن البيئي، وانخفاض تغذية الخزانات الجوفية القريبة، وفي حال تخطت البحيرة هذا المستوى، يتطلب الأمر تفعيل خطط طوارئ لإدارة المياه، مثل الاعتماد على التحلية أو تعويض النقص بوسائل غير تقليدية.
الخط الأسود، أسوأ سيناريو محتمل
وتشير البيانات إلى أن البحيرة تبعد حاليًا 2.87 مترًا فقط عن ما يعرف بالخط الأسود، وهو أدنى مستوى تاريخي تم تسجيله، وإذا بلغته البحيرة، فإن ذلك يعني انكشاف أجزاء كبيرة من القاع، وانخفاض مساحة المسطح المائي، وتراجع التنوع الحيوي، وخسارة كبيرة في القدرة التخزينية.

الأسباب الطبيعية والبشرية لانخفاض منسوب المياه
وتعود أسباب انخفاض منسوب البحيرة إلى مزيج من العوامل الطبيعية والبشرية، أبرزها:
- ضعف كمية الأمطار في الموسم المطري الماضي.
- ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات التبخر.
- السحب المفرط للمياه لأغراض الزراعة والاستخدامات المدنية.
- تراجع تدفق الروافد المغذية، خاصة نهر الأردن.