ذكرى رحيل زينات علوي، هانم الرقص الشرقي وصديقة المثقفين

ذكرى رحيل زينات علوي، تحل اليوم الأربعاء 16 يوليو، ذكرى رحيل الفنانة والراقصة الاستعراضية زينات علوي، التي غادرت عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1988، بعد أن قدمت نموذج استثنائي للرقص الشرقي، اتسم بالرقي والأناقة.

لقبت بـ"راقصة الهوانم" و"راقصة الملوك والأمراء"، لأنها قدمت فنها بشياكة لا تخلو من الحضور الطاغي، دون أن تمس حدود الابتذال.
كانت ترقص بذوق وكأنها تخاطب القلوب لا الأعين، حتى أصبحت واحدة من أشهر نجمات الرقص في مصر قبل ثورة يوليو 1952.
من الإسكندرية إلى "شارع الفن" بسبب فسوة والدها
ولدت زينات علوي في الإسكندرية، لكنها لم تجد طفولة سعيدة، حيث عانت من قسوة والدها التي دفعتها في سن الـ16 للهروب إلى القاهرة.
استقرت في شارع عماد الدين، منبع الفن في ذلك الوقت، وانطلقت من هناك إلى عالم الرقص والفن بعد أن التحقت بكازينو بديعة مصابني، وأصبحت من أبرز تلميذاتها.
زينات علوي "قلب الأسد".. راقصة الانضباط
عرفت زينات علوي بلقب "زينات قلب الأسد" بين زميلاتها الراقصات، نظرًا لقوة شخصيتها ورفضها لأي نوع من الإهانة أو التنازل عن مبادئها.
كانت صارمة في احترامها لفنها، حيث كانت تنتهي من رقصتها ثم تعود إلى غرفتها ومن ثم إلى بيتها، دون اختلاط أو استعراض خارج إطار العمل، هذا الانضباط جعلها محبوبة لدى الطبقة الراقية، من أمراء وملوك وهوانم، الذين رأوا فيها صورة مختلفة عن المعتاد.
اقرأ أيضًا
في ذكرى رحيل عمر الشريف.. 10 أعوام على وفاة أسطورة السينما المصرية والعالمية
في ذكرى ميلاده، علي الكسار الذي جسد الكوميديا في ثوب عثمان عبدالباسط
في ذكرى رحيل عبد المنعم مدبولي أسرار يرويها مكتشف الزعيم عادل إمام (فيديو)
زينات علوي تمزج التحطيب بالرقص الشرقي
استطاعت زينات علوي أن تمزج في رقصها بين فنون التحطيب الشعبي والرقص الشرقي التقليدي، ما أضاف تميز فني على أدائها.
وكان من أبرز مشاهدها الشهيرة رقصها في فيلم "الزوجة 13" على أنغام "كنت فين يا علي"، والذي لا يزال يُذكر حتى اليوم.

أعمال زينات علوى الفنية بالسينما
شاركت زينات علوي في أكثر من 50 عمل سينمائي، من أبرزها:
الزوجة 13، إشاعة حب، البوليس السري، هذا هو الحب، رصيف نمرة 5، موعد مع السعادة، ارحم دموعي، العائلة الكريمة، الزوج العازب، وكان "السراب" آخر الأعمال التي ظهرت فيها قبل اعتزالها.

سبب رفض زينات علوي للزواج من عبد السلام النابلسي
في أحد لقاءاته، اعترف الفنان عبد السلام النابلسي بأنه أحب زينات علوي بشدة بعد مشاركتهما في فيلم "إسماعيل ياسين في البوليس السري" عام 1959، وعرض عليها الزواج لكنها رفضت، وقد قيل إن زينات كانت ترفض الزواج بشكل عام، نتيجة لتجربة قاسية مع والدها تركت أثرًا عميقًا في نظرتها للرجال.
الاعتزال والعزلة.. نهاية حزينة لراقصة راقية
في عام 1971، قررت زينات علوي اعتزال الفن وهي في قمة تألقها، وانسحبت تمامًا من الأضواء لتقضي السنوات الـ17 الأخيرة من حياتها في عزلة تامة، حيث تم العثور عليها في منزلها بعد وفاتها بثلاثة أيام.

زينات علوي "صديقة الكتاب والمثقفين.. وذكرها أنيس منصور"
لم تكن زينات فقط فنانة استعراضية، بل كانت قريبة من الوسط الثقافي والأدبي، إذ وصفها الكاتب أنيس منصور في كتابه "أظافرها الطويلة" بأنها "أحسن راقصة بعد كاريوكا، لأنها لا تبتذل في حركاتها"، وروى في مقالاته عن مواقف إنسانية نبيلة لها، أبرزها زيارتها للشاعر مأمون الشناوي أثناء مرضه، وإصرارها على مساعدته ماديًا رغم رفضه.