الإثنين 16 يونيو 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

ملحمة نهاية الزمان، هل حرب إيران وإسرائيل من علامات الساعة؟

الإسرائيليين في تل
الإسرائيليين في تل أبيب

هل حرب إيران وإسرائيل من علامات الساعة، في ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، تتجه أنظار العالم إلى الشرق الأوسط مرة أخرى، حيث تشهد المنطقة تحركات عسكرية متسارعة وتصريحات حادة تعكس مواجهة مباشرة قد تحدث تغييرًا كبيرًا في موازين القوى.

ومع تزايد الحديث عن تدخلات دولية وتحالفات إقليمية، يتجدد النقاش بين البعض حول ما إذا كان هذا الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران يحمل دلالات دينية، أو إن كان جزءًا من أحداث كبرى قد تسبق نهاية الزمان.

ويلفت البعض إلى أن الحرب الجارية من علامات وردت في الأحاديث النبوية، مثل الحديث عن تحالف مؤقت بين المسلمين والروم يعقبه خرق للاتفاق وحدوث قتال واسع المعروف بـ"الملحمة الكبرى" أو هرمجدون في الرواية اليهودية.

ويتم استدعاء هذه الرؤى الدينية دائمًا في أوقات الأزمات الكبرى، لا سيما حين يتداخل الديني بالسياسي في الخطاب والممارسة، كما هو الحال في خطاب إيران الذي يتمحور جزئيًا حول فكرة "المهدي المنتظر"، وفي مشاريع إسرائيل ذات الطابع الديني الرمزي حول القدس وبناء الهيكل.

هل حرب إيران وإسرائيل من علامات الساعة

هل حرب إيران وإسرائيل من علامات الساعة؟

ورغم أن قراءة الأحداث الجارية من زاوية العقيدة أمر مفهوم لدى الكثيرين، إلا أن ربط كل صراع سياسي بالحتميات الغيبية قد يحمل تبسيطًا للمشهد وتعقيدًا للفهم الواقعي، حيث إن الحروب والنزاعات، وإن كانت يتم استغلالها أحيانًا لأغراض دينية أو عقائدية، إلا أنها غالبًا ما يتم إدارتها وفق مصالح استراتيجية وأهداف جيوسياسية واضحة.

ولا تكمن الخطورة  في التساؤل عن البعد الديني فحسب، بل في تحويل ذلك إلى يقين قاطع، مما قد يفتح المجال أمام تفسيرات متسرعة وأحكام غير منضبطة، قد تزرع الخوف أو يتم استغلالها سياسيًا وإعلاميًا لتعبئة الجماهير.

ومن المهم أيضًا أن يتم النظر إلى الأحداث من زوايا متعددة سواء سياسية، دينية، اجتماعية، مع التحذير من الانسياق وراء الروايات التي تربط كل تحرك عسكري أو سياسي بالمنطقة بمخططات نهاية العالم، حيث إن دين الإسلام لم يدعُ إلى انتظار النهاية بقلق، بل إلى الاستعداد لها بالإيمان والعمل والوعي.

ولذلك فإن الصراع بين إيران وإسرائيل، مهما كانت دوافعه وأبعاده، لا يمكن اعتباره دليلاً قاطعًا على اقتراب الساعة، بل هو صراع معقد، له جذوره في التاريخ والسياسة والتحالفات الدولية، ويجب التعامل معه بوعي وتحليل لا بتأويلات مبنية على الظن.

تم نسخ الرابط