اتعرف ما معنى الكلمة، هكذا منعوا عبدالله غيث من دور الحسين

اتعرف ما معنى الكلمة، سمعنا هذا المقطع من الراحل عبدالله غيث، حين أعاد نشره أحد عشاقه ليُغرق بعدها مواقع التواصل الاجتماعي، وتتوالى نفس الكلمات في مقاطع صغيرة لعدد من نجوم الفن أبرزهم أحمد العوضي ومحمود الليثي، لكن لا يعرف عدد كبير منا أن محمود ياسين، وسهير المرشدي، ونور الشريف، وكرم مطاوع، تألقوا في إلقاء المونولوج نفسه في تسجيلات مختلفة، باعتباره (المونولوج) أحد أسباب منع مسرحية "الحسين ثائرا" من العرض.
مسرحية “الحسين ثائرا”، للراحل عبدالرحمن الشرقاوي، تعد من أهم النصوص التي وثقت مشاهد حية من المواجهات بين العدل والظلم، إذ لخص عبدالرحمن الشرقاوي حياة الإمام الحسين بن على بن أبي طالب، في نص مسرحي يوثق النشأة فى (كنف النبى وإغداق المحبة عليه وحتى التربية فى مدرسة الإمام على كرم الله وجهه، الى أن ينجرف إلى صراع الخلافة ويقتل واقفا كشجرة ضخمة ألقت ثمارها وظلالها على قوم سوء فانكبوا عليه بفأسهم فقطعوا وأحرقوا خشبها فإذا به دفئا و طيبا لكل ثائر إلى يوم الدين).
وتزامنا مع ذكرى استشهاد الإمام الحسين، غدا، نستعرض أبرز جوانب مسرحية (الحسين ثائرا) باعتبارها ضمن أبرز الأعمال التي وثقت معركة كربلاء التي استمرت لمدة ثلاثة أيام، بين الإمام الحسين بن على بن أبى طالب، ابن بنت نبى الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وجيش يزيد بن معاوية.
فى الحسين ثائرًا، قدّم الشرقاوى عملًا فنيًّا بديعًا ومؤثّرًا، حاول أن يعطى العمل حقّه الفنى والأدبى من ناحيتى الكم والكيف، ظهر جانب الكم حين بسط الشرقاوى الحديث وتوسّع فى العمل وحوّله إلى جزأين، مستوعبًا ما قبل قضية المعركة حين كان الحسين ثائرًا، وما بعد المعركة حين كان الحسين شهيدًا.
صدرت مسرحية «ثأر الله» بجزأيها «الحسين ثائرًا» و«الحسين شهيدًا» فى عام 1969، وهى تتناول رفض الحسين بن على بن أبى طالب، رضى الله عنه، إعطاء البيعة ليزيد بن معاوية عام 60 من الهجرة، وتطورت أحداث ذلك الرفض وصولًا إلى لحظة استشهاد الحسين على أرض كربلاء فى العراق.

كتب الشرقاوى نص مسرحيته الملحمى بعد هزيمة عام 1967، التاريخ هنا له أهمية فى فهم المشترك بين الماضى والبعيد والماضى القريب، الظلم والاستبداد والقمع السياسى الذى تتناوله الرواية هو نقطة البداية الموغلة فى التاريخ التى تنبع منها كل مشاكل الحاضر الذى عاصره الكاتب، والذى أدى بنهاية المطاف إلى الهزيمة المريرة فى عام 1967.
يقول الشرقاوي في كتابه "الحسين ثائراً" عن إهدائه المسرحية لأمه: "إلى ذكرى أمي أهدي مسرحيتي (الحسين ثائراً شهيداً) لقد حاولت من خلالهما أن أقدم للقارئ والمشاهد المسرحي فيه أروع بطولة عرفها التاريخ الإنساني كله من دون أن أتورط في تسجيل التاريخ بشخوصه وتفاصيله التي لا أملك أن أقطع فيها بيقين. إلى ذكرى أمي التي علمتني منذ طفولتي أن أحب الحسين ذلك الحب الحزين الذي يخالطه أغلب الإعجاب والإكبار والشجن ويثير في النفس أسى غامضاً وحنيناً إلى العدل والحرية والإخاء وأحلام الإخلاص".
في بداية السبعينيات شرع الفنان الراحل كرم مطاوع في إعداد مسرحية "الحسين ثائراً" بعد أن اتفق مع المخرج جلال الشرقاوي على تحويل النص إلى عمل مسرحي، وبدأوا في تنفيذ البروفات، وكان مقرراً أن يكون افتتاح عرض المسرحية في ديسمبر 1972، ولما كان مطاوع مصراً على إتمام العمل، لذا اقترح على أن يكون دور الحسين على طريقة الراوي، فتم الاتفاق على أن يبدأ الراحل عبدالله غيث الذى يجسد شخصية الإمام الحسين كلامه بعبارة «قال الحسين»، وأن تفعل الأمر نفسه الفنانة أمينة رزق التى كانت تجسد شخصية السيدة زينب، ورغم ذلك اعترض الأزهر على عرض المسرحية لأنه يمنع تجسيد شخصيات أهل البيت والصحابة .