لأول مرة في العالم: علماء صينيون يزرعون أنسجة قلب بشري داخل جنين خنزير (فيديو)

لأول مرة في العالم، في سابقة علمية، نجح علماء صينيون في زراعة بنية قلب صغيرة مكونة من خلايا بشرية داخل جنين خنزير، ومن المثير للاهتمام أن هذا القلب ظل ينبض من تلقاء نفسه لمدة 21 يومًا.
وبحسب ما ورد، كان هذا التطور بقيادة فريق لاي ليانجكسيو في معاهد قوانجتشو للطب الحيوي والصحة، وهي جزء من الأكاديمية الصينية للعلوم.
هذه ليست أول تجربة للفريق في مجال الهندسة الحيوية المتقدمة. فقد ذكرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست (SCMP) أنهم سبق أن زرعوا كلى بشرية في خنازير، وظلت حية لمدة 28 يومًا.
وقد تم عرض النتائج في اجتماع الجمعية الدولية لأبحاث الخلايا الجذعية في هونج كونج في 12 يونيو، على الرغم من أن البحث لم يخضع لمراجعة الأقران بعد.

تقنية نمو القلب داخل جنين خنزير
يعرف هذا النوع من العمل باسم "الخلايا الهجينة البشرية والحيوانية"، والذي يتضمن الجمع بين الخلايا البشرية والحيوانية.
ولإنشاء كائنات هجينة، يمكن للباحثين تعديل الأجنة الحيوانية وراثيا لمنع تكوين أعضاء معينة، مثل القلب، ويتم إدخال الخلايا الجذعية البشرية إلى هذه الأجنة، والتي تنمو لتشكل العضو المفقود.
وفي هذا العمل الجديد، قام الفريق بشكل أساسي بإعطاء الخلايا الجذعية البشرية نوعًا من القوة العظمى من خلال إدخال الجينات التي تساعدها على البقاء والازدهار داخل البيئة البيولوجية للخنزير.
إقرأ أيضًأ:
إنجاز علمي، نجاح زراعة أول رئة بشرية مصغرة بأوعية دموية
ظاهرة كونية نادرة تتسبب في تقليل عدد ساعات اليوم، ما القصة

زُرعت هذه الخلايا البشرية المُعدَّلة بعناية في أجنة الخنازير في مرحلة مبكرة من نموها، ووفقًا لمجلة "نيتشر"، فإن مرحلة التوتة هي كرة سريعة الانقسام تتكون من حوالي اثنتي عشرة خلية، وتتشكل بعد الإخصاب بفترة وجيزة.
تم بعد ذلك نقل الأجنة إلى إناث الخنازير البديلة، تمامًا مثل الحمل الطبيعي، وما حدث بعد ذلك كان مذهلاً حقاً: فقد تشكلت قلوب جنينية صغيرة في نفس المرحلة التنموية، والأهم من ذلك أنها كانت تنبض.
وللتأكد من الأصل، تم استخدام علامات خاصة للتحقق من أن الخلايا البشرية كانت بالفعل جزءً من هذه الهياكل النابضة بالحياة، ومع ذلك، ذكرت مجلة "نيتشر" أن الفريق لم يحدد نسبة الخلايا البشرية داخل هذه القلوب.
وبينما نجت هذه الأجنة لمدة 21 يوما، لاحظ الباحثون أن الخلايا البشرية ربما تكون قد تداخلت مع الوظيفة العامة لقلب الخنزير، وهو ما يسلط الضوء على مجال للأبحاث المستقبلية، إذ يعد هذا البحث خطوة كبيرة إلى الأمام في مجال الكائنات الهجينة البشرية والحيوانية.
تم اختيار الخنازير لهذا البحث في المقام الأول بسبب تشابهها التشريحي مع البشر، مما يجعلها مناسبة للغاية كمضيفين محتملين لنمو الأعضاء البشرية.
في الماضي، كانت هناك حالات من إجراءات زراعة الأعضاء بين الكائنات الحية، حيث تم زرع أعضاء خنزير معدلة وراثيا، مثل الكلى والكبد، في متلقين بشريين.
ومع ذلك، كانت العقبات الرئيسية تتمثل في البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل ورفض الجسم للعضو - وهي القضايا التي يعمل الخبراء على التغلب عليها.
إن نقص الأعضاء المتاحة للمتبرعين يعيق الوصول إليها على نطاق واسع، يكمن أحد الحلول المحتملة في زراعة أعضاء بشرية داخل نماذج حيوانية.