الجمعة 04 يوليو 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

ظاهرة كونية نادرة تتسبب في تقليل عدد ساعات اليوم، ما القصة ؟

ظاهرة كونية نادرة
ظاهرة كونية نادرة تتسبب في تقليل عدد ساعات اليوم، ما القصة ؟

سجل العلماء تسارعًا غير مسبوقا في دوران الأرض حول محورها نتيجة التغيرات في حركة الأرض الداخلية والقوى المؤثرة عليها، إذ أن تأثير هذه التغيرات سيُقلل مدة أيام 9 و22 يوليو و5 أغسطس 2025 بحوالي 1.51 ميلي ثانية لكل يوم.

تسارع في دوران الأرض حول محورها مترقب خلال شهري يوليو وأغسطس

مازال السبب الدقيق وراء هذا التسارع المفاجئ غير معروف، ولم يتوقع العلماء حدوثه بهذا الشكل لافتين إلى أن هذه الظاهرة وقد تكون مرتبطة بتغيرات داخل نواة الأرض أو في توازن القوى المحيطة بيها، ورغم أن الفرق يبدو صغيرًا، إلا أنه يؤثر بشكل كبير على الأنظمة التقنية الدقيقة، مثل أنظمة الملاحة العالمية والساعات الذرية.

ويشير ليونيد زوتوف، خبير دوران الأرض من معهد موسكو للإلكترونيات والرياضيات: إلى أنه لا يوجد نظرية علمية تفسر هذا التغير بدقة، فالنماذج المعتمدة على حركة الغلاف الجوي والمحيطات ليست كافية لتفسير هذا التسارع الكبير.

الأيام التي سيتم فيها نقصان الوقت 

تسارع دوران الأرض حول محورها، سيؤدي إلى نقصان مدة اليوم بمقدار 1.51 ميلي ثانية على مدار 3 أيام (9-22) يوليو، و(5) أغسطس 2025. 

تسارع في دوران الأرض حول محورها مترقب خلال شهري يوليو وأغسطس

دوران الأرض في العصور الجيولوجية

كان طول اليوم الواحد لا يتجاوز 23 ساعة تقريبا منذ أكثر من 200 مليون سنة، ويعود هذا إلى أن دوران الأرض كان أسرع في تلك العصور الجيولوجية القديمة، نتيجة تأثيرات الجاذبية بين الأرض والقمر التي لم تكن قد أبطأت سرعة الكوكب بالشكل الذي نراه اليوم.

أشارت الدراسات إلى أن متوسط طول اليوم كان أقصر بنحو 0.47 ثانية في التاريخ الإنساني القريب نسبيا، خلال العصر البرونزي قبل نحو 4000 عام، مقارنة بطول اليوم الحالي البالغ حوالي 24 ساعة (أي 86 ألفا و400 ثانية).

يقاس هذا الفارق الزمني البسيط من خلال تحليلات دقيقة لحركة الأرض باستخدام السجلات الجيولوجية والأثرية، رغم أنه لا يلاحظ في الحياة اليومية، لكنه مهم جدا في الحسابات الفلكية وعلوم الأرض الدقيقة.

يتوقع العلماء أنه إذا استمرت عملية التباطؤ التدريجي لدوران الأرض نتيجة قوى المد والجزر وتأثيرات أخرى داخلية وخارجية، فإن طول اليوم سيواصل الزيادة، وهذا ما يتوقعه العلماء في المستقبل، وتشير التوقعات الفلكية إلى أنه بعد نحو 200 مليون سنة من الآن، سيصبح اليوم الواحد على الأرض يستغرق 25 ساعة كاملة بدلا من 24، وذلك وفقًا للنماذج الفلكية.

ويتأثر التغير البطيء في طول اليوم بعوامل متعددة تشمل تفاعل الجاذبية بين الأرض والقمر وتغير توزيع الكتلة على سطح الأرض (مثل ذوبان الجليد) وتحولات في بنية الأرض الداخلية (مثل حركة اللب الخارجي السائل) وحتى النشاط الزلزالي والبراكين، هو جزء من ديناميكية كوكبنا.

تسارع في دوران الأرض حول محورها مترقب خلال شهري يوليو وأغسطس

أسباب التقلبات اليومية

يشهد دوران الأرض تقلبات يومية نتيجة التغيرات العميقة فالعوامل الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والمد والجزر والبنية الداخلية للأرض، يمكن أن تؤثر على سرعة دوران الكوكب، مما يؤدي إلى زيادتها أو نقصانها بشكل طفيف، وهذه التغيرات الدقيقة قد تتراكم مع مرور الزمن.

وقياس الزمن ليس ثابتًا على مدى العصور  بل هو انعكاس لحركة كوكب حي، دائم التغير، ويستجيب لقوى كونية هائلة عبر ملايين السنين.

إقرأ أيضًا

انفجار شمسي هائل يقطع الاتصالات في المحيط الهادئ| تفاصيل 

هل العاصفة الشمسية من علامات الساعة؟.. البحوث الفلكية ترصد انفجار شمسي

انفجار شمسي خيطي يصل الأرض غدًا.. علماء فلك: ننتظر عاصفة جيومغناطيسية شديدة تحجب الاتصالات

لاحظ العلماء منذ عام 2020 أن الأرض بدأت تدور بشكل أسرع، ورغم أن الاتجاه العام لدوران الأرض يميل إلى التباطؤ، وذلك وفقًا  للبيانات الصادرة عن "الهيئة الدولية لدوران الأرض والنظم المرجعية التابعة للمرصد البحري الأميركي في واشنطن " .

أدى ذلك إلى أن بعض الأيام أصبحت أقصر من المعتاد بحوالي 1.5 إلى 1.6 مللي ثانية، وفي عام 2024، سُجل الخامس من يوليو كأقصر يوم حتى الآن، أقصر بـ1.66 مللي ثانية من المعتاد، وفي 2025، ستحدث أيام قصيرة مشابهة في التاسع من يوليو/ و22 يوليو والخامس من أغسطس ، حسبما نقلته منصة "تايم آند ديت".

ظاهرة كونية نادرة تتسبب في تقليل عدد ساعات اليوم، ما القصة ؟

كيف يؤثر القمر على دوران الأرض

يؤثر القمر منذ مليارات السنين على دوران الأرض من خلال قوى المد والجزر، حيث كان اليوم الأرضي في الماضي لا يتعدى 3 إلى 6 ساعات. ومع استمرار ابتعاد القمر عن الأرض بمعدل 3.8 سنتيمتر سنويًا، يُتوقع على المدى الزمني البعيد جدًا أن تتزامن حركة الأرض مع حركة القمر.

ويطمئن العلماء الناس بأن هذا التسارع الحالي طفيف للغاية ولا يؤثر على الحياة اليومية، بينما التغيرات الكبرى في دوران الأرض ستحتاج إلى مليارات السنين لتحدث، وهو وقت أطول بكثير من عمر البشرية على هذا الكوكب.

ويقول العلماء إن الأرض تدور  بشكل أسرع مما كانت عليه قبل نصف قرن، وإذا استمرت في التسريع، فإن العلماء قد يضطرون إلى إزالة ثانية واحدة من الساعة الذرية، وتباينت سرعة دوران كوكب الأرض حول محوره عبر التاريخ، فكانت الأرض تدور 420 مرة في السنة منذ ملايين السنين، لكنها الآن تفعل ذلك 365 مرة، ومع ذلك، في بعض الأحيان تختلف سرعة الدوران بشكل طفيف، مما يؤثر على ضابط الوقت العالمي "الساعة الذرية" التي تتطلب إضافة الثواني الكبيسة عندما يعمل العالم بشكل أسرع قليلاً.

ظاهرة كونية نادرة تتسبب في تقليل عدد ساعات اليوم، ما القصة ؟

أسباب حدوث الثانية الكبيسة وعلاقتها بالساعة الذرية

حذر بيتر ويبرلي، عالم المختبر الفيزيائي الوطني البريطاني، من أنه إذا زاد معدل الدوران أكثر، فقد تكون هناك حاجة إلى ثانية كبيسة سلبية، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.

ويحتوي كل يوم على الأرض على 86400 ثانية، لكن الدوران ليس منتظمًا، مما يعني أنه على مدار عام، كل يوم يحتوي على جزء من الثانية أكثر أو أقل.

يحدث هذا بسبب حركة قلب الأرض ومحيطاتها وغلافها الجوي، فضلاً عن سحب القمر، والساعة الذرية دقيقة للغاية، وتقيس الوقت بحركة الإلكترونات في الذرات التي تم تبريدها إلى الصفر المطلق، وللحفاظ على توافق الساعة الذرية مع عدد الثواني في دوران الأرض، تمت إضافة الثواني الكبيسة كل 18 شهرًا أو نحو ذلك منذ عام 1972.

أكد جودا ليفين من المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا أن هناك اختلاف تدريجي بين وقت الساعات الذرية والوقت الذي يقاس بعلم الفلك مع مرور الوقت، مضيفًا أنه تم اتخاذ قرار بإضافة الثواني الكبيسة بشكل دوري إلى الساعات الذرية من أجل منع هذا الاختلاف من أن يصبح كبيرًا جدًا.

ولم تتم إضافة ثانية كبيسة إلى الساعة الذرية منذ عام 2016، وبينما كانت الأرض تتسارع مرة أخرى، بدأ هذا في التباطؤ مرة أخرى في عام 2021.

قال ويبرلي أن هناك قلق في الوقت الحالي من أنه إذا زاد معدل دوران الأرض أكثر، فقد نحتاج إلى ما يسمى بالثانية الكبيسة السلبية، إذ يتطلب المدة التي تستغرقها السرعة والتباطؤ من العلماء اتخاذ مزيد من الإجراءات، ولكن ما زال من غير الواضح ما قد يكون ، وذلك في تصريح له لمجلة Discover.

ظاهرة كونية نادرة تتسبب في تقليل عدد ساعات اليوم، ما القصة ؟

خدمة النظم المرجعية مسئولة عن تتبع سرعة دوران الأرض 

تقوم خدمة النظم المرجعية ودوران الأرض الدولية بتتبع سرعة دوران الأرض، عن طريق إرسال أشعة الليزر إلى الأقمار الصناعية واستخدامها لقياس حركتها، وعندما لا يتماشى ذلك مع الساعات الذرية، ينسق العلماء لإيقاف ساعاتهم لمدة ثانية واحدة لإعادتها إلى الخط.

ظاهرة كونية نادرة تتسبب في تقليل عدد ساعات اليوم، ما القصة ؟

تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط الوقت العالمي

يؤثر تغير المناخ على سرعة دوران الأرض وقد يؤثر على الطريقة التي نحافظ بها على ضبط الوقت العالمي، وذلك وفقًا لدراسة علمية جديدة.

أوضحت الدراسة إن ذوبان الجليد المتسارع في جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية يضيف المزيد من المياه إلى منسوب البحار في العالم، ويعيد توزيع الكتلة.

وأضافت أن ذلك يؤدي إلى بطء دوران الأرض قليلا، على الرغم من كون الكوكب لا يزال يدور بشكل أسرع مما كان عليه من قبل، ونتيجة ذلك فإن أجهزة ضبط الوقت العالمية قد تحتاج إلى تأخير ما مقداره ثانية واحدة من ساعاتنا.

تم نسخ الرابط