خبيرة توضح تأثير الضربات بين إسرائيل وإيران على الاقتصاد وسوق الطاقة

قالت الدكتورة رشا السيد محمد السلاب، الخبيرة والمحللة الاقتصادية، إن التصعيد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل خلال يونيو 2025، تسبب في تداعيات مباشرة وخطيرة على الاقتصاد المصري.

وأضافت “السلاب” في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية، أن الضربات الصاروخية المتبادلة رفعت أسعار النفط عالميًا، حيث قفز سعر خام برنت من نحو 60 دولارًا للبرميل إلى 74 دولارًا، قبل أن يستقر بين 70–73 دولارًا.

تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز 

وأوضحت أن تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره نحو 20% من تجارة النفط العالمية أثار موجة من القلق في الأسواق، وخلق ما يسمى بـ"علاوة المخاطر" بقيمة تصل إلى 10 دولارات إضافية للبرميل، ما دفع بعض بنوك الاستثمار للتحذير من سيناريو يصل فيه السعر إلى ما بين 100 و130 دولارًا.

مؤسسات دولية تحذر من تأثيرات ممتدة

وتابعت أن صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي أبدى قلقهما من تأثير أسعار الطاقة المرتفعة على النمو العالمي، فيما أشارت وكالة فيتش إلى أن دول الخليج قادرة على تعويض أي انقطاع في الإمدادات الإيرانية، لكنها حذرت من تأثير مباشر على إيرادات مصر من قناة السويس والسياحة.

تأثير مباشر على مصر، أزمة الغاز الطبيعي

أشارت الخبيرة إلى إن مصر تعتمد على واردات الغاز من إسرائيل لتلبية نحو 60% من احتياجاتها، وتمثل 20% من إجمالي استهلاكها، ومع توقف حقول "ليفياثان" و"كاريش"، اكتفى الضخ على حقل "تامار" المخصص للسوق المحلي الإسرائيلي.

ولفتت إلى أن مصر لجأت إلى بدائل عاجلة، من بينها استيراد الغاز المسال (LNG) بتكلفة تتجاوز 8 مليارات دولار، وتشغيل محطات كهرباء بالوقود الثقيل، وتجهيز وحدات عائمة لإعادة الغاز المسال.

تأثير مباشر على مصر، الضغوط التضخمية وسعر الجنيه

أوضحت أن ارتفاع أسعار النفط والقمح أدى إلى زيادة الضغوط التضخمية على الاقتصاد المصري، تزامنًا مع خروج جزئي للأموال الساخنة من السوق، ما استدعى تشكيل لجنة أزمة اقتصادية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بهدف ضبط السوق وحماية الجنيه.

تأثير مباشر على مصر، السياحة وقناة السويس في مهب الريح

قالت الدكتورة رشا السلاب إن التوترات الإقليمية أثرت سلبًا على حركة السياحة الوافدة إلى مصر، متوقعة انخفاضًا يتراوح بين 10% و30% في الإيرادات السياحية.

كما أشارت إلى أن قناة السويس تواجه تهديدات متزايدة بعد تحذيرات جماعة الحوثي بشن هجمات على سفن تجارية، مما دفع بعض شركات الشحن لتحويل مساراتها حول رأس الرجاء الصالح، الأمر الذي أدى إلى تراجع إيرادات القناة بأكثر من 40% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

خطوات حكومية لاحتواء التداعيات

أوضحت “السلاب” أن الحكومة المصرية شكلت لجنة أزمات رفيعة المستوى تضم وزارات المالية والبترول والطاقة والبنك المركزي، بهدف اتخاذ إجراءات استباقية، من بينها:

• استيراد وقود بديل وتوسيع سعة الطاقة الاحتياطية
• حملات لترشيد استهلاك الكهرباء والطاقة
• دعم الجنيه المصري عبر إجراءات مالية لتخفيف الضغوط على العملة .

 تأثيرات داخل السوق المصري

البورصة المصرية شهدت تذبذبات حادة فور اندلاع الضربات، حيث تراجع المؤشر الرئيسي EGX30 بنحو 2.5%، قبل أن يتعافى جزئيًا، بينما تأثرت أسهم قطاعات الطاقة، النقل، والأسمدة صعودًا وهبوطًا بحسب التطورات الأمنية.

الجنيه المصري

ويواجه الجنيه المصري ضغوطًا متزايدة بسبب ارتفاع تكلفة الواردات وتراجع إيرادات الدولة من النقد الأجنبي، وأعلن البنك المركزي خططًا لرفع الاحتياطي النقدي تدريجيًا وفرض قيود على الاستيراد غير الأساسي.

أسعار السلع والتضخم

ارتفعت أسعار الوقود والكهرباء، وتزايدت تكاليف الشحن نتيجة تحويل مسارات السفن بعيدًا عن البحر الأحمر، وتعمل الحكومة على دعم السلع التموينية الأساسية لتقليل أثر الزيادة على محدودي الدخل.