تاثير حرب ايران واسرائيل على الاقتصاد العالمي، خبير: أسعار السلع هتولع

قال الدكتور محمد الشوادفي، أستاذ الإدارة والاستثمار بجامعة الزقازيق، إن الضربة العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت منشآت داخل إيران تنذر بمزيد من التوتر والانفجار في منطقة الشرق الأوسط، ما ينعكس سلبًا على الاقتصاد العالمي، نظرًا لأهمية المنطقة في حركة التجارة الدولية.
وأضاف “الشوادفي” في مداخلة هاتفية عبر القناة الأولى المصرية، أن أسعار النفط ارتفعت بنحو 8% فور وقوع الضربة، فى دلالة واضحة على هشاشة الاقتصاد العالمي وسرعة تفاعله مع الأزمات الجيوسياسية، مشيرًا إلى أن الاقتصاد يعد من أكثر القطاعات تأثرًا في أوقات الصراعات.
ولفت إلى أن الخليج العربي يمثل شريانًا حيويًا للتجارة العالمية، حيث تمر عبره نسبة كبيرة من صادرات النفط، خاصة من الإمارات والسعودية، وهو ما يجعل أي اضطراب فيه يؤثر بشكل مباشر على سوق الطاقة العالمي.

تداعيات فورية على أسعار النفط والملاحة الجوية
وأشار إلى أن أولى التأثيرات الفعلية التي ظهرت فور الهجوم تمثلت في ارتفاع أسعار النفط عالميًا، نتيجة المخاوف من اتساع رقعة الصراع وتعطل إمدادات الطاقة، كما تسبب التوتر المتصاعد في تعطيل بعض خطوط الملاحة الجوية والبحرية في المنطقة، ما يضيف أعباءً إضافية على الاقتصاد العالمي، الذي يعاني بالفعل من حالة ركود وأزمات متلاحقة.
مضيق هرمز في مرمى التهديدات.. والعالم يستعد للأسوأ
وحذر الشوادفي من أن تطور الأوضاع قد يدفع إيران إلى اتخاذ خطوات تصعيدية مثل إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره أكثر من 20% من نفط العالم، وهو ما قد يؤدي إلى شلل في إمدادات الطاقة العالمية، وارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية، ومن ثم زيادة معدلات التضخم في العديد من الدول، خاصة الاقتصادات الناشئة المعتمدة على الواردات.
وشدد على أهمية أن تتخذ الدول وخاصة في الشرق الأوسط، خططًا بديلة واستراتيجيات طوارئ لمواجهة أي اضطراب محتمل، مثل تنويع مصادر الاستيراد، وتطوير البنية التحتية للموانئ، وتحويل مسارات التجارة بعيدًا عن مناطق التوتر، مشيرًا إلى أن الموانئ المصرية يمكن أن تلعب دورًا استراتيجيًا في هذا السياق.
حرب طويلة الأمد بأبعاد عقائدية وجيوسياسية
واختتم دكتور محمد الشوادفي تصريحاته بالتأكيد على أن ما يحدث في المنطقة ليس مجرد صراع عسكري محدود، بل هو صراع جيوسياسي عقائدي معقد قد يمتد لفترة طويلة، وأن إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة سيكون له تأثير مباشر على الاقتصاد الإقليمي والدولي، ما يتطلب استعدادًا سياسيًا واقتصاديًا واسع النطاق.