خبير: الاقتصاد يواجه اختبارًا حاسمًا، والحرب تربك الأسواق وتهدد سلاسل الإمداد

قال محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، إن اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل أدى إلى تحولات واضحة في عدة مؤشرات اقتصادية عالمية، محذرًا من أن استمرار الصراع أو اتساعه ليشمل أطرافًا إقليمية أو دولية سيضاعف التأثيرات السلبية على الأسواق.
محمد أنيس: تدخل قوى دولية في النزاع سيفاقم تداعياته الاقتصادية
وأضاف “أنيس” في مداخلة هاتفية عبر قناة اكسترا نيوز، أن هناك مستويين محتملين لتأثيرات هذا النزاع: الأول، وهو الأقل حدة، حال اقتصار المواجهة على الطرفين فقط، والثاني وهو الأخطر، إذا تدخلت قوى دولية مثل الولايات المتحدة أو أطراف إقليمية أخرى، ما سيفاقم تداعيات الصراع على الاقتصاد العالمي.

أهم المؤشرات الاقتصادية المتأثرة بالحرب
أوضح الخبير الاقتصادي أن المؤشرات المتأثرة بالحرب جاءت كالتالي:
- ارتفاع أسعار الملاذات الآمنة: شهدت أسعار الذهب قفزات ملحوظة مع تصاعد التوترات، باعتباره ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات عدم الاستقرار.
- زيادة أسعار النفط والغاز: أدى القلق بشأن استقرار الإمدادات في منطقة الخليج، لا سيما مع التهديدات المتعلقة بمضيق هرمز، إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط والغاز، وسط مخاوف من تعطل الشحنات العالمية.
- ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية: تشمل التأثيرات كذلك السلع الأساسية مثل القمح والحبوب، نتيجة اضطراب سلاسل الإمداد والمخاوف من تأثر الموانئ وخطوط الشحن.
- تعطيل خطوط الإمداد والتوريد: في حال تصعيد النزاع ووقوع عمليات عسكرية قرب مضيق هرمز أو في موانئ استراتيجية، فإن سلاسل الإمداد العالمية مهددة بشلل جزئي أو كلي، ما ينعكس على الأسعار والتوافر.
انعكاسات اقتصادية مباشرة على إيران وإسرائيل
أشار أنيس إلى أن الاقتصاد الإيراني يعتمد بشكل أساسي على صادرات النفط، وفي حال استهداف البنية التحتية النفطية، فقد يتوقف الإنتاج تمامًا، ما يفاقم أزمته المالية، مضيفًا أن إسرائيل من جانبها، تلقت ضربات صاروخية على أراضيها في سابقة خطيرة، أثرت سلبًا على ثقة المستثمرين.
أنيس: الاقتصاد الإسرائيلي يعتمد على قطاع التكنولوجيا
كما أوضح أن الاقتصاد الإسرائيلي يعتمد إلى حد كبير على قطاع التكنولوجيا، الذي يرتبط مباشرة بالشركات الأمريكية متعددة الجنسيات العاملة في إسرائيل وإذا استمر التصعيد، فقد تتخذ تلك الشركات قرارًا بالانسحاب أو تعليق أعمالها، مما يؤثر على الناتج المحلي ويربك بيئة الأعمال.

التدخل الأمريكي وأثره المحتمل
وحول احتمالية تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في النزاع، قال أنيس إن ذلك قد يعرض أراضي دول عربية في المنطقة لهجمات من الجانب الإيراني، مما سيعّقد المشهد الاقتصادي الإقليمي ويزيد من مخاطر الاستثمار.
وأكد محمد أنيس أن توسع رقعة العمليات العسكرية سيؤثر على:
- أسعار النفط والطاقة، بسبب زيادة الطلب والمخاوف من شح الإمدادات.
- أسعار العملات، مع احتمالية تراجع الدولار لصالح الملاذات الآمنة.
- حركة رؤوس الأموال، حيث قد يتجه المستثمرون إلى أسواق أكثر أمانًا بعيدًا عن المنطقة.