خبير استراتيجي: الرد الإيراني ضروري لكن العودة للمفاوضات تظل الحل الأمثل

قال مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، سلطان النعيمي، إنه متفائل بضرورة وجود رد إيراني على الهجمات الأمريكية، كما حصل بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، عبر استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، مشددًا على أن الانتقام لا بد أن يتبعه العودة إلى طاولة المفاوضات، ومشيرًا إلى أن استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم سيؤدي إلى ضربات من الولايات المتحدة وإسرائيل، لأن عنصر المفاجأة لم يعد متاحًا في الأجواء الإيرانية المكشوفة.
وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة لـ أبرز تصريحات مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بشأن الحرب الإسرائيلية الإيرانية وفقًا لرصد قام به محررونا، وجاءت التفاصيل كالتالي:
أبرز تصريحات مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بشأن الحرب الإسرائيلية الإيرانية
وأكد النعيمي، أن إيران لم تغلق باب المفاوضات، رغم إعلان وزير خارجيتها شرطًا جديدًا يتمثل في إغلاق هذا الباب في حال اغتيال المرشد الأعلى، مشيرًا إلى أن المفاوضات ما زالت قائمة.
وفي هذا السياق، رأى أن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى روسيا تعطي انطباعًا بإعادة توازن المفاوضات، حيث لم يعد الحديث عن التخصيب أو المواقع النووية مثل "فوردو" و"نطنز" مطروحًا، مشيرًا إلى أن توقف إيران عن تخصيب اليورانيوم يعني عدم وجود مبرر للحوار حول هذه القضية.
وأضاف الخبير الاستراتيجي، أن رفع العقوبات عن إيران ضروري لتهيئة الأرضية لاستثمارات داخلية تدفع الاقتصاد الإيراني نحو النمو، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب ربما ترى في الحرب مدخلاً لإعادة التفاوض وفتح أبواب الاستثمار، خاصة بعد غياب الشركات الأمريكية عن السوق الإيرانية منذ 2015، على عكس الشركات الصينية والفرنسية.
وأعرب سلطان النعيمي، عن أمله في أن تحقق إيران شرعية تنموية من خلال استثمار مواردها البشرية والمادية، بدعم من دول الخليج التي ترى في الاستقرار مفتاحًا للاستثمار والتعاون، مؤكدًا على أن التعاون مع إيران ضروري لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
وأشار النعيمي، إلى أن إيران تمتلك قدرات هائلة، سواء في مواردها الطبيعية أو عقول أبنائها، مما يمكنها من أن تلعب دورًا مؤثرًا إيجابيًا في المنطقة، مضيفًا أن على إيران أن تسعى لتغيير الشرق الأوسط من خلال التنمية والإنجازات التنموية، بدلاً من الاعتماد على الميليشيات التي قال إنها ستذوب في النهاية، وستبقى الدولة الوطنية، كما هو مشاهد في سوريا ولبنان اليوم.
وأبرز أن الشعب الإيراني قومي ومتعلم، وله القدرة على تحقيق إنجازات كبيرة، مشددًا على أن الدبلوماسية الخليجية، خاصة الإمارات وقطر وسلطنة عمان، تلعب أدوارًا مهمة في الوساطة وبناء الثقة بين إيران والغرب.
كما وجه رسالة إلى إيران قائلاً إن ما يجمعنا أكبر من ما يفرقنا، مشيرًا إلى تقارب واضح شهدته العلاقات مؤخرًا، ودور الدبلوماسية الخليجية مع روسيا وغيرها في دعم الحوار، مؤكدًا أن دول الخليج تمتلك تأثيرًا في القرار الأمريكي، ولكن الأهم هو التركيز على التأثير المستقبلي لإحداث تغيير إيجابي في المنطقة.
واختتم الدكتور سلطان النعيمي، بأن التحديات الحالية تشكل فرصًا لتحويل الشرق الأوسط نحو نموذج تنموي مستدام، مستدلاً بنموذج الإمارات التنموي الذي يلقى إعجابًا حتى من بعض الأطراف الإيرانية، داعيًا إلى منح النظام الإيراني شرعية الإنجاز عبر الاستثمار في الموارد والعقول، وليس عبر دعم الميليشيات.
ومن جهة أخرى، ندد وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي بالهجوم الأمريكي على المنشآت النووية، مطالبًا بعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن لإدانة ما وصفه بـ"العمل الإجرامي"، وحمّل واشنطن المسؤولية عن انتهاك القانون الدولي.