غلق مضيق هرمز ، هل تفعلها إيران وتشعل الأسعار في العالم

غلق مضيق هرمز، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن بلاده تمتلك خيارات متعددة في مواجهة التصعيد، أبرزها إمكانية إغلاق مضيق هرمز، وهو الممر المائي الأكثر أهمية لنقل النفط عالميًا.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" أن القوات المسلحة الإيرانية في حالة تأهب قصوى، وجاهزة للرد على أي هجوم يستهدف إيران، مشيرًا إلى أن معاهدة حظر الانتشار النووي فشلت في حماية إيران من الاعتداءات الأخيرة، معتبرًا أن الولايات المتحدة تجاوزت جميع الخطوط الحمراء.

مضيق هرمز.. شريان النفط العالمي في قلب التصعيد
يتجه اهتمام العالم حاليًا نحو مضيق هرمز، الذي يمر عبره أكثر من ربع صادرات النفط ومشتقاته، إذ بات مهددًا في ظل التصعيد المتزايد بين إيران وإسرائيل، كما تباطأت حركة الملاحة في المضيق بشكل ملحوظ، إذ سجل انخفاض بأكثر من ثلاثة أضعاف عن المعدل الطبيعي، في مؤشر واضح على تصاعد المخاوف من تعطل حركة الشحن البحري.
ويعتبر المضيق نقطة اختناق استراتيجية تفصل الخليج العربي عن بحر عمان، ويمر عبره يوميًا نحو 16.5 مليون برميل من النفط، ترتفع إلى 20 مليون برميل عند احتساب المكثفات والمشتقات الأخرى، إضافة إلى ثلث صادرات الغاز الطبيعي المسال عالميًا، خصوصًا من قطر.
تهديدات متكررة بغلق مضيق هرمز فهل تجرؤ إيران على تنفيذها؟
ورغم تكرار إيران لتهديداتها بإغلاق المضيق في أعوام 2011، 2012، و2018، فإن أيًا منها لم ينفذ فعليًا، ويرى مراقبون أن إغلاق المضيق سلاح ذو حدين، لأنه سيضر باقتصاد إيران أكثر من خصومها، إذ تعتمد طهران على المضيق لتصدير نفطها واستيراد احتياجاتها.
وقالت هيليما كروفت، رئيسة استراتيجية السلع في "آر بي سي كابيتال ماركتس"، إن إغلاق المضيق شبه مستحيل من الناحية العملية، في ظل وجود الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين، كما أشار أنس الحاجي، خبير الطاقة، إلى أن معظم المضيق يقع في المياه العمانية، وهو عريض بما يكفي لتجنب الحصار.

تأثير اقتصادي محتمل على حلفاء إيران قبل خصومها
وحذر محللون من أن أي إغلاق محتمل للمضيق سيؤثر أولًا على الصين، التي تستورد أكثر من 75% من صادرات إيران النفطية، ما قد يضع طهران في موقف معقد أمام أقرب شركائها الاقتصاديين، وقال الحاجي إن أصدقاء إيران سيتضررون أكثر من أعدائها، في إشارة إلى الارتباط العميق بين الاقتصاد الإيراني والممر الملاحي.
وفي السياق ذاته أشار فيفيك دهار، مدير أبحاث الطاقة في بنك الكومنولث الأسترالي، إلى أن أي خطوة تصعيدية لإغلاق المضيق لن تكون إلا في حالة مواجهة عسكرية مباشرة مع واشنطن، مرجحًا أن تلجأ إيران لهذا الخيار فقط كحل أخير.

أسعار النفط تقفز 7% وسط المخاوف
في رد فعل مباشر على تطورات الأزمة، قفزت أسعار النفط العالمية بنسبة 7% عند التسوية يوم الجمعة الماضي، نتيجة تصاعد القتال في الشرق الأوسط، وارتفع خام برنت بنحو 4.87 دولار ليصل إلى 74.23 دولار للبرميل، بعد أن بلغ أعلى مستوى له خلال الجلسة عند 78.5 دولار، كما صعد خام غرب تكساس الأميركي بمقدار 4.94 دولار ليصل إلى 72.98 دولار للبرميل، مسجلًا أعلى مستوى منذ يناير.