الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل: اختراقات وهجمات رقمية وتحولات في مسار الصراع

الحرب السيبرانية
الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل: اختراقات، هجمات رقمية،

تشهد الحرب بين إيران وإسرائيل تصعيدًا متسارعًا لم يعد يقتصر على الضربات العسكرية التقليدية، بل امتد إلى جبهة جديدة وأكثر خطورة، ألا وهي الحرب السيبرانية، إذ أصبح الفضاء الرقمي ساحة معركة موازية تستخدم فيها أدوات الذكاء الاصطناعي، وهجمات الاختراق، والتجسس الإلكتروني، لتقويض الخصم دون إطلاق رصاصة واحدة.

اختراق إيراني لكاميرات المراقبة داخل إسرائيل        

وفي خطوة مثيرة للقلق، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن تمكن جهات مرتبطة بإيران من اختراق كاميرات مراقبة خاصة داخل الأراضي الإسرائيلية، وأكدت التقارير أن الهدف من هذه العمليات هو مراقبة المواقع التي تسقط فيها الصواريخ لتحسين دقة الضربات مستقبلًا.

وحذر رفائيل فرانكو، النائب السابق لرئيس هيئة السايبر الإسرائيلية، من تكرار محاولات الاختراق، مطالبًا المواطنين باتخاذ تدابير أمنية مثل تغيير كلمات المرور وتفعيل المصادقة الثنائية. 

وأشارت تقديرات إلى أن آلاف الكاميرات لا تزال تعمل بإعدادات المصنع، ما يجعلها أهدافًا سهلة للاختراق.

هجوم رقمي واسع يعطل القطاع المالي الإيراني

وعلى الجانب الآخر، تبنت مجموعة "بريداتوري سبارو" (Predatory Sparrow) الموالية لإسرائيل، هجومًا إلكترونيًا ضخمًا استهدف مصرف "سبه" الإيراني، وأسفر الهجوم عن تعطل الخدمات المصرفية وصرف رواتب موظفين حكوميين، وسط صمت رسمي من طهران.

الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل: اختراقات، هجمات رقمية، وتحولات في مسار الصراع

وأوضحت الجماعة أن الهجوم يأتي ضمن سلسلة من عمليات رقمية بدأت منذ عام 2021، استهدفت فيها البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك شبكات السكك الحديدية، مصانع الصلب، ومحطات الوقود.

إيران تلجأ لحجب الإنترنت، و”ستارلينك” تتدخل

وفي محاولة لاحتواء الهجمات، فرضت السلطات الإيرانية حجبًا شاملًا على الإنترنت وخدمات الاتصال، ما أدى إلى تراجع في حركة الإنترنت بنسبة تفوق 90% بحسب بيانات شركة “Cloudflare”، وذكرت الحكومة أن الخطوة تهدف لحماية الشبكات الحيوية من الهجمات الإسرائيلية.

وفي المقابل، أعلن إيلون ماسك أن أقمار "ستارلينك" بدأت بتوفير خدمات الإنترنت فوق إيران، ما قد يسمح لبعض المناطق بتجاوز الحجب الحكومي، خاصة مع تزايد القيود على تطبيقات مثل واتساب.

الذكاء الاصطناعي في قلب الحرب السيبرانية

أشار الدكتور محمد محسن رمضان، خبير الأمن السيبراني، إلى أن إسرائيل دمجت تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملياتها العسكرية والاستخباراتية، ما سمح لها برصد تحركات الحرس الثوري الإيراني وتحديد أهداف دقيقة باستخدام طائرات مسيرة ذكية.

وأضاف أن الحرب الرقمية لا تستهدف فقط البنية التحتية، بل تشمل التأثير النفسي والإعلامي، من خلال حملات تضليل ممنهجة واختراق منصات إعلامية رسمية، كما حدث مؤخرًا عند بث رسائل تحريضية عبر هيئة الإذاعة الإيرانية.

الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل: اختراقات، هجمات رقمية، وتحولات في مسار الصراع

ضربات سيبرانية ضد الإعلام والعملات الرقمية

أكدت مصادر أن إسرائيل شنت هجمات سيبرانية استهدفت بورصة إيران للعملات المشفرة، بالتزامن مع تدمير مبنى تابع للإذاعة الإيرانية في طهران جراء غارة إسرائيلية في 19 يونيو 2025.

وذكرت هيئة الإذاعة الإيرانية أن الهجمات كانت تهدف لتعطيل البنية التحتية للإعلام الرسمي، وسط تقارير عن نشر مقاطع معارضة على منصات التواصل الاجتماعي ضمن حملة رقمية معقدة يقودها الذكاء الاصطناعي.

حرب بلا دخان، ولكنها لا تقل دمارًا

تحولت الحرب بين إسرائيل وإيران إلى مواجهة تكنولوجية متكاملة، حيث باتت أدوات مثل تحليل البيانات، والهجمات الرقمية، والتضليل الإعلامي، أدوات قتالية فعالة قد تحدد مصير الصراعات المستقبلية.

ويرى الخبراء أن هذه التطورات تمثل جرس إنذار لكل دول المنطقة، حيث لم تعد الحروب تقاس بعدد الجنود أو حجم الأسلحة، بل بعدد الخوادم وقوة الخوارزميات، في عالم تحوّلت فيه الجبهات إلى شاشات، والأسلحة إلى رموز برمجية.

وفي ظل هذا التصعيد غير المسبوق على الجبهة الرقمية، يبدو أن مستقبل الحروب لن يحدد فقط بالصواريخ والدبابات، بل بمن يمتلك التفوق في الفضاء السيبراني والقدرة على التحكم بالبيانات والمعلومات، فالمعركة الآن تبدأ بكود وتنتهي بانهيار نظام، في حرب لا تشاهد على الشاشات، ولكن نتائجها تغير موازين القوة.

تم نسخ الرابط