خبير: نزاعات الشرق الأوسط لها مردود بيئي كارثي على المدى القريب والبعيد| فيديو

نزاعات الشرق الأوسط، قال الدكتور تحسين شعلة، خبير البيئة والمناخ، إن المنطقة تمر بواحدة من أخطر الفترات على المستوى البيئي بسبب تصاعد النزاعات المسلحة، وتبادل إطلاق الصواريخ الباليستية، والانفجارات المتكررة، خاصة في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن مصر محاطة من جميع الجهات بصراعات مباشرة أو غير مباشرة قد تؤثر سلبًا على المناخ والبيئة في الداخل المصري.

نزاعات الشرق الأوسط يترك أثر بيئي مباشر
وأشار الدكتور شعلة خلال لقائه في برنامج صباح البلد إلى أن استخدام هذه الأسلحة يطلق كميات ضخمة من الغازات الدفيئة والانبعاثات السامة التي تصل إلى الغلاف الجوي، وتساهم في زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، كما أن هذا التلوث يؤدي إلى تأثيرات بيئية وصحية مباشرة على الإنسان، منها حالات الوفاة المباشرة نتيجة التفجيرات، والذعر والاضطرابات النفسية، خاصة لدى الأطفال، والقضاء على الحياة البرية في المناطق المتأثرة.
تأثير نفسي واجتماعي على الأطفال
وأوضح الخبير البيئي أن الأطفال الذين يشاهدون هذه المشاهد أو يسمعون أصوات الانفجارات يتعرضون إلى أزمات نفسية وسلوكية متراكمة، حتى وإن لم يكونوا طرفًا مباشرًا في النزاع، مشيرًا إلى أن التأثير النفسي الناتج عن الحرب لا يقل خطورة عن الأثر الجسدي.

نزاعات الشرق الأوسط يساعد في انتشار الأمراض الوبائية
ومن النتائج الكارثية التي أشار إليها الدكتور شعلة أن الحروب قد تؤدي إلى تراكم جثث الكائنات الحية من بشر وحيوانات والتي تصبح بيئة خصبة لنشاط الكائنات الضارة والناقلة للأمراض، مما يؤدي إلى عودة أمراض وبائية كانت اختفت منذ عقود مثل الطاعون، والكوليرا، وقد سجلت بالفعل حالات مماثلة في مناطق التماس بين فلسطين وإسرائيل.
وحذر الدكتور شعلة من أن التربة الزراعية تصبح غير صالحة للاستغلال لسنوات طويلة في المناطق التي تتعرض للقصف أو التلوث نتيجة الحروب، مضيفًا أن المياه الجوفية تصبح ملوثة بالمواد السامة، والهواء مشبع بالغازات الضارة والكربون، والأرض الزراعية تفقد خصوبتها بسبب دفن أعداد كبيرة من الجثث أو بفعل المقذوفات الكيميائية.

تأثير الأسلحة على التوازن البيئي
الحروب لا تؤثر فقط على البشر بل تحدث خللًا في التوازن البيئي، فبعض الحيوانات تفقد مصادر غذائها وتهاجم كائنات أخرى غير معتادة عليها، ما يسبب فوضى في النظام البيئي، ومردود سلبي على الماء والغذاء والهواء.
السيناريو الأسوأ في حال استخدام السلاح النووي
أكد الدكتور شعلة أن الأسلحة النووية تشكل الكارثة الأكبر على البيئة والمناخ، وشرح أن قنابل هيروشيما وناجازاكي تسببتا في تشوهات جينية استمرت لأجيال، وتأثير الانفجار النووي يستمر لعشرات السنين، إذ يؤدي إلى ما يعرف بـ الشتاء النووي، حيث تنخفض درجات الحرارة 10 درجات في المناطق المتأثرة، وتحجب أشعة الشمس، ما يعيق عملية البناء الضوئي للنباتات.

تحذير من تكرار سيناريو اليابان
شبه الدكتور شعلة الوضع في الشرق الأوسط بما حدث في اليابان، موضحًا أن الضغط على زر خلال ثواني معدودة في الحرب النووية أدى إلى 75 عامًا من المعاناة والتشوهات البيئية والوراثية والبشرية، متسائلًا: هل نحن مستعدون لتحمل مثل هذا المصير؟.

واختتم الدكتور تحسين شعلة حديثه بالتأكيد على أن البيئة هي المتضرر الأول والأكبر من أي نزاع عسكري، مشيرًا إلى أن التأثيرات البيئية للحروب لا تنتهي بانتهاء المعارك، بل تمتد لسنوات طويلة، وقد تؤثر على أجيال لم تولد بعد "الحروب تقتل كل شيء الإنسان، الحيوان، النبات، وحتى المستقبل".