خبير: تكلفة الحرب تتجاوز 3 مليارات دولار.. ومخاطر غذائية ومناخية تهدد الأمن العالمي

قال الدكتور بلال شعيب، الخبير الاقتصادي، إن الواقع الاقتصادي العالمي يعد انعكاسًا مباشرًا للتوترات الجيوسياسية والعسكرية المستمرة، مشيرًا إلى أن العالم لم يعرف الهدوء منذ جائحة كورونا قبل 5 سنوات، بل دخل في دوامة من الأحداث المتلاحقة، التي تؤثر بقوة على الأسواق والاقتصادات.
خبير اقتصادي: التصعيد بين إيران وإسرائيل يهدد الاقتصاد العالمي
وأضاف “شعيب” في مداخلة هاتفية عبر قناة اكسترا نيوز، أن التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وإيران يشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار الاقتصاد العالمي، لا سيما في ظل الحديث عن فاتورة أولية للتصعيد تقدر بـ1.5 مليار دولار من الجانب الإسرائيلي، مع احتمال أن تتراوح الكلفة الإجمالية بين الجانبين ما بين 2.5 إلى 3 مليارات دولار.

تهديد مضيق هرمز، والنفط في طريقه لكسر الـ100 دولار
أشار الدكتور بلال شعيب إلى أن أحد أبرز المخاطر يتمثل في التهديدات الإيرانية المتعلقة بإغلاق مضيق هرمز، الذي تمر من خلاله حوالي 20% من صادرات النفط العالمية، وهو ما يدفع بأسعار النفط للارتفاع، وقد شهدت الأسواق، في الأيام الأخيرة، أعلى مكاسب أسبوعية منذ عام 2022، وسط توقعات بوصول سعر البرميل إلى أكثر من 100 دولار، لا سيما مع تزايد الطلب وثبات مستويات الإنتاج.
دكتور بلال شعيب: الذهب قد يصل إلى 4000 دولار
وأوضح أن إغلاق الموانئ واضطرابات التجارة الناجمة عن الأوضاع السياسية تؤدي إلى زيادة حالة عدم اليقين في الأسواق، ما يدفع شركات التأمين إلى رفع أسعار التأمين على السلع الاستراتيجية، ويقلل من شهية المستثمرين نحو المخاطرة، مع توجههم نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب، الذي يشهد موجة صعود قوية، مرجحًا أن يتجاوز سعره 4000 دولار للأوقية إذا استمرت حالة الغموض وعدم الاستقرار.
تأثير مباشر على أسواق المال والديون العالمية
وأكد الخبير الاقتصادي أن حالة عدم اليقين تؤثر أيضًا على أسواق المال، حيث بدأ المستثمرون بالفعل الهروب من الأصول الورقية مثل أدوات الدين والأسهم، والتوجه إلى الاستثمارات الآمنة كالذهب والعقارات، مشيرًا إلى أن العالم في عام 2024 كان يمر بأعلى مستويات الديون في تاريخه، حيث تجاوز إجمالي الديون العالمية 316 تريليون دولار، منها أكثر من 38 تريليون دولار على الولايات المتحدة وحدها.
هل تتحمل إيران وإسرائيل كلفة التصعيد؟
وفيما يتعلق بقدرة إسرائيل وإيران على تحمل هذه التداعيات، قال شعيب إن الوضع الاقتصادي في كلا البلدين لا يسمح بمزيد من التصعيد، فقد سجلت معدلات التضخم في إيران أكثر من 37%، وتوشك على تجاوز حاجز 40%، بينما تواجه إسرائيل ضغوطًا داخلية مع ارتفاع حاد في الإنفاق العسكري، الذي يشكل جزءًا كبيرًا من الموازنة العامة.
تحذير من موجة ركود عالمية
وأضاف أن العالم لا يحتمل مزيدًا من التوترات، خصوصًا في ظل ما شهده من تباطؤ اقتصادي وركود عالمي خلال السنوات الماضية، قائلاً إن سياسة التشديد النقدي التي اتبعتها العديد من الدول كانت علاجًا قاسيًا، تضررت منه حتى الاقتصادات المتقدمة، ما أسفر عن ارتفاع معدلات البطالة وفقدان ملايين الوظائف.

دور الأزمات المناخية
ولفت إلى أن الأزمات المناخية بدورها زادت من تعقيد المشهد العالمي، حيث حذرت منظمة الأغذية العالمية من أن جزءًا كبيرًا من سكان العالم مهدد بخطر نقص التغذية بسبب التغير المناخي، في وقت تجاوزت فيه كلفة الكوارث المناخية مثل حرائق الغابات في الولايات المتحدة 100 مليار دولار، مع تعويضات تأمين تتجاوز 20 مليار دولار.
واختتم شعيب تصريحاته مؤكدًا أن العالم يمر بمرحلة دقيقة للغاية، ولا يحتاج إلى مزيد من موجات الغضب أو التصعيد، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تداعيات اقتصادية خطيرة وطويلة الأمد على المستوى العالمي، تستدعي مراقبة دقيقة وتحركًا متوازنًا من كافة الأطراف.