الجمعة 13 يونيو 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

غزة على شفا انفجار داخلي جديد، ميليشيا "أبو الشباب" تتحرك ضد حماس|تفاصيل

غزة على شفا انفجار
غزة على شفا انفجار داخلي جديد: ميليشيا "أبو الشباب" تتحرك ضد

تشهد محافظة رفح جنوب قطاع غزة تطورًا ميدانيًا خطيرًا ينذر بتحول جديد في خريطة القوى داخل القطاع، بعدما أعلنت ميليشيا تعرف باسم "القوات الشعبية" بقيادة ياسر أبو شباب عن نيتها مواصلة استهداف مجموعة حماس، في إطار ما تصفه بـ"عملية لاستعادة الأمن وحماية المدنيين".

ويأتي ذلك بالتزامن مع اعتراف رسمي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتسليح جماعات معارضة لحماس داخل غزة، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تعقيدًا على المستوى الأمني والسياسي.

غسان دهيني: لدينا خطة واضحة ضد حماس في رفح

في تصريح لقناة i24NEWS الإسرائيلية، كشف غسان دهيني، نائب قائد ما يعرف بـ"القوات الشعبية"، أن مجموعته تملك رؤية متكاملة للمرحلة المقبلة تشمل عمليات عسكرية ضد حماس، وتشكيل حكومة محلية في شمال رفح.

وقال دهيني: "نستخدم القذائف لحماية السكان، ولن نتراجع حتى نصفي العناصر الإجرامية داخل حماس".

وأشار إلى أن الميليشيا نفذت مؤخرًا أول هجوم مباشر على عناصر الشرطة التابعة لحماس باستخدام قذائف RPG، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

غزة على شفا انفجار داخلي جديد: ميليشيا "أبو الشباب" تتحرك ضد حماس

والمثير للجدل هو تصريح دهيني حول وجود تنسيق مباشر مع السلطة الفلسطينية بشأن توزيع المساعدات وتأمين المدنيين، كما أكد أن عناصر الميليشيا موجودون في بعض المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية نتيجة ما سماه بـ"ظروف ميدانية"، في إشارة إلى تعاون غير مباشر مع الجيش الإسرائيلي.

ظهور أبو شباب: مناطق "تحررت" من قبضة حماس

وكان ياسر أبو شباب، قائد القوات الشعبية، قد ظهر في تسجيل مصور أكد فيه أن قواته باتت تسيطر على مناطق في رفح قال إنها “تحررت من حماس”، كما أشار إلى دعم لوجستي وتنسيقي تتلقاه قواته من جهات لم يحددها، في وقت تشير فيه مصادر مطلعة إلى أن السلطة الفلسطينية قد تكون شريكًا خفيًا في هذا الحراك.

نتنياهو يقر بالدعم العسكري للميليشيات الغزاوية

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قيام حكومته بتسليح جماعات معارضة لحماس داخل غزة، وبرر ذلك بأنه يأتي في إطار "خلق توازن وردع داخلي"، في إشارة إلى خطة إسرائيلية لتفكيك قوة حماس من الداخل بدل المواجهة المباشرة.

لكن هذه الاستراتيجية واجهت انتقادات عنيفة داخل إسرائيل، أبرزها من نائب رئيس الأركان السابق يائير غالان، الذي قال إن نتنياهو يلعب بالنار عبر تسليح ميليشيات قد تكون مرتبطة بـ"تنظيمات متطرفة مثل داعش".

غزة على شفا انفجار داخلي جديد: ميليشيا "أبو الشباب" تتحرك ضد حماس

تحذيرات من فوضى أمنية طويلة الأمد

وحذر غالان من أن هذه المقاربة الأمنية قد تُفضي إلى انهيار النظام الأمني في غزة وتحول القطاع إلى ساحة لصراعات دموية بين جماعات مسلحة متناحرة، مؤكدًا أن تفكيك حماس بهذه الطريقة قد يُكلف المنطقة ثمنًا سياسيًا وأمنيًا باهظًا.

غزة في مفترق طرق، سلطة تتآكل وميليشيات تتمدد

وفي ظل هذا المشهد المعقد، يبدو أن غزة دخلت مرحلة جديدة من الفوضى الداخلية، حيث تواجه حماس تصعيدًا غير مسبوق من جماعات مدعومة خارجيًا تسعى إلى فرض واقع سياسي جديد قد يبدأ من رفح، ويمتد إلى مناطق أخرى في حال استمرار الدعم الإقليمي والدولي لهذه الميليشيات.

بينما تستمر الميليشيات في تحدي سلطة حماس، وتلوح بتشكيل "حكومة محلية" في رفح، تبقى الاحتمالات مفتوحة على انفجار داخلي شامل، خصوصًا مع اعتراف إسرائيل بدعم هذه الجماعات، وفي غياب أي أفق سياسي واضح لتسوية داخلية، تبقى الفوضى المسلحة هي العنوان الأبرز للمرحلة المقبلة في غزة.

المقاومة الفلسطينية تظل الخيار الوحيد لشعب غزة

إن هذا التصعيد الميداني يهدف إلى نشر الفوضى في غزة ومحاولة إضعاف حركة حماس التي تبقى الرمز الأصيل للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، وبينما يواصل الاحتلال محاولاته لإحداث شرخ داخلي في صفوف الشعب الفلسطيني، يظل الهدف الأسمى للفلسطينيين هو الوحدة الوطنية في مواجهة العدو الإسرائيلي.

غزة على شفا انفجار داخلي جديد: ميليشيا "أبو الشباب" تتحرك ضد حماس

كما أن المؤشرات الحالية تبين بوضوح أن حركة حماس لا تزال هي القوة السياسية والعسكرية التي تحمي القطاع، وتستمر في المقاومة على الرغم من الضغوط الإقليمية والدولية. 

وغزة الصمود أثبتت، كما في جميع المعارك السابقة، أنها أكثر من مجرد بؤرة مقاومة؛ بل هي قلب الثورة الفلسطينية وأساسها، ومن لا يرى في حركة حماس خيارًا شرعيًا يجب أن يعترف بتضحيات الشعب الفلسطيني وآلامه من أجل الحرية.

إسرائيل تمارس سياسة الاستيطان الفكري

إن محاولات الاحتلال الإسرائيلي عبر تسليح ميليشيات داخل غزة هي سياسة واضحة تهدف إلى إحداث صراع داخلي طويل الأمد، عبر استغلال نقاط الضعف التي أحدثها الحصار والحرب. 

كما أن تصريحات نتنياهو حول تسليح الجماعات المعارضة لحماس تظهر بوضوح المخطط الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا، والذي يهدف إلى خلق بيئة فوضوية داخل القطاع، حيث ينشغل الفلسطينيون بصراعاتهم الداخلية بعيدًا عن الهدف الأساسي: التحرير والتخلص من الاحتلال.

الغزيون يرفضون العبث السياسي، الاستقرار يجب أن يعود عبر الوحدة الوطنية

وفي ضوء هذه التطورات، يبقى الشعب الفلسطيني في غزة أكثر تمسكًا بوحدته ضد أي مشروع يسعى لفرض حالة من التشرذم السياسي والفوضى المسلحة، لم يتوقف الشعب الفلسطيني يومًا عن التأكيد على حقه في المقاومة تحت مظلة الشرعية الوطنية، وأنه سيبقى مدافعًا عن ثوابته، وأهمها القدس، والعودة، والاستقلال.

وفي الوقت الذي يروج فيه البعض لسياسات أمنية مشبوهة داخل غزة، يظل الشعب الفلسطيني متمسكًا بأحلامه في التحرير، ويعطي الشرعية لحركة حماس باعتبارها الممثل الشرعي والأوحد للشعب الفلسطيني في هذا الوقت التاريخي الصعب.

فالمقاومة الفلسطينية ليست مجرد رد فعل على الأحداث اليومية، بل هي الخيار الوحيد لبقاء فلسطين حرة من نهرها إلى بحرها.

تم نسخ الرابط