باحث: قافلة الصمود من تونس الى غزة غباء وفرصة لتنفيذ مخطط التهجير

انطلقت قافلة الصمود من تونس الى غزة في يونيو 2025 في تحرك شعبي يهدف ظاهريًا إلى كسر الحصار المفروض على غزة والتأكيد على التضامن المغاربي والعربي مع الشعب الفلسطيني، ووفقًا لما أعلنه منظمو القافلة، فإن خط سيرها سيشمل العبور إلى ليبيا، ثم التوجه شرقًا عبر المدن الليبية، مع احتمال انضمام المزيد من الأفراد خلال الطريق، لتدخل لاحقًا الأراضي المصرية عبر منفذ السلوم، وتتابع طريقها حتى تصل إلى معبر رفح البري، حيث يُتوقع أن تعتصم هناك عدة أيام.
أكد الباحث لؤي الخطيب أنه في حال استمرت القافلة دون تعطيل، فقد يصل عدد المشاركين عند معبر رفح إلى 2000 أو حتى 3000 شخص، في مشهد يبدو للوهلة الأولى داعمًا للقضية الفلسطينية، لكنه يطرح علامات استفهام كبرى حول تداعياته الأمنية والسياسية.
سيناريوهات وصول قافلة الصمود من تونس الى غزة
ويطرح الباحث لؤي الخطيب سيناريوهين محتملين للتعامل مع هذه القافلة في حال وصولها إلى الحدود المصرية الأول هو المنع وفي هذه الحالة، قد يُتهم الجانب المصري بأنه يشارك في حصار غزة، لتُعاد المقارنة بما حدث مع السفينة "مادلين" التي منعتها إسرائيل من الوصول لغزة وسيقال حينها إن مصر مشاركة في الحصار .
أما السيناريو الثاني هو السماح بالمرور وفي هذه الحالة، ستتجمع أعداد كبيرة (قد تصل إلى الآلاف) أمام معبر رفح ويصبح المعبر بؤرة توتر من الصعب السيطرة عليها، مع احتمالية تصاعد المواقف من الهتافات السلمية إلى محاولات اقتحام المعبر بالقوة وهذه الفوضى قد تؤدي إلى فقدان السيطرة الأمنية على المعبر، وهو ما يشكل – بحسب الخطيب – "الفرصة الذهبية التاريخية" لأي مخطط تهجير للفلسطينيين من غزة إلى سيناء.
ويحذر الخطيب من أن أي فوضى على معبر رفح تخدم بالدرجة الأولى رغبات اليمين الإسرائيلي بقيادة نتنياهو، وتضع مصر في موقف صعب، وتُوجّه الضغط نحوها بدلًا من الاحتلال، في مشهد يتناقض تمامًا مع دعم القضية الفلسطينية.
أضاف لوافترضنا حسن النية، لكن هل يُعقل أن مثل هذا السيناريو يكون غائبًا عن منظّمي القافلة، وهم يصفون أنفسهم بالسياسيين والمثقفين؟!"
واعتبر الباحث أن تحركات مثل قافلة "الصمود" تمثل غباءً استراتيجيًا فادحًا، يستدعي وعيًا مصريًا عاليًا بالتبعات، ويستلزم موقفًا واضحًا وحاسمًا لحماية الأمن القومي المصري، ومنع استغلال القضية الفلسطينية لتمرير أجندات خارجية تضر بالجميع.
قافلة الصمود من تونس الى غزة نظمتها تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين بمشاركة نشطاء من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، وتسير القافلة عبر ليبيا ومصر نحو معبر رفح.
وتحمل قافلة الصمود من تونس الى غزة رسالة إنسانية سلمية تعبر عن صوت الشعوب الرافض للظلم والحصار والمطالب بحرية غزة ورفع المعاناة عنها.

ما هي قافلة الصمود من تونس الى غزة
قافلة الصمود هي حملة تضامنية برية رمزية نظّمها “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين” بالتعاون مع “تحالف أسطول الحرية والمسيرة العالمية” بهدف الضغط لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وإيصال رسالة تضامن شعبي دولي من شمال أفريقيا .
انطلقت القافلة صباح الإثنين، 9 يونيو 2025، من شارع محمد الخامس وسط العاصمة تونس، وتجمع المشاركون عند نحو الساعة 04:00 بتوقيت تونس، وانطلقت فعليًا في نحو الساعة 08:30 بتوقيت تونس .
أغلبية المشاركين في قافلة الصمود مغاربة
شارك فيها أكثر من 1,500 نشط من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، إضافة إلى انضمام متوقع من ليبيا، منظمة الأناضول تشير إلى أرقام وصلت إلى نحو 7,000 مسجلين لكن تم تخفيض العدد لاحقًا بسبب معوقات قانونية بخصوص القاصرين .
انطلقت القافلة من تونس العاصمة، مرورًا بسواحل سوسة وصفاقس وقابس، وصولًا إلى معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا، ثم تعبر ليبيا عبر بنغازي ومصراتة وطرابلس، قبل العبور إلى السلوم المصرية حول 12 يونيو، وصولًا إلى القاهرة، ومن ثم معبر رفح المصري المتوقع يوم 15 يونيو.

تم تنظيم القافلة بدعم من اتحاد الشغل، والهلال الأحمر، وعمادة الأطباء، وشارك فيها مستقلون يؤمنون بقضية غزة؛ من بينهم ناشطون كبار في السن وسكان من مختلف الأطياف .
زقافلة الكسر لا تحمل مساعدات مادية، بل تحمل رمزية التضامن ووقف “حصار غزة” والضغط على المجتمع الدولي. ولا تنوي إدخال مواد إنسانية لكنها جزء من حركة طويلة الأمد لكسر الحصار واستمرارية التضامن .
وأعلنت إدارة القافلة أن الرحلة قد تستغرق حوالي 14 يومًا من تونس إلى رفح، مع احتمالات لتعطل سيرها اللافت للتدقيق في الحدود والوثائق والتنسيق الدبلوماسي مع السلطات الليبية والمصرية .
وبرز من بين المشاركين القطب الاجتماعي والطبي مثل لطفي بن عيسى (70 عاماً) وآمنة جمعاوي (ناشطة بالهلال الأحمر)، اللذان عبّرا عن تأثرهم العميق بواقع غزة، معتبرين الرحلة نضالًا إنسانيًا .
