مؤتمر حل الدولتين في نيويورك، خبير: الاعتراف الأمريكي بدولة فلسطين مستحيل

كشف الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات صحفية مهمة، عن الصورة الكارثية التي تعيشها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحديدًا قطاع غزة والضفة الغربية، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو تصفية ممنهجة للقضية الفلسطينية والإنسان الفلسطيني على حد سواء، وسط صمت دولي مخز وتخاذل المجتمع الدولي عن وقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عشرين شهرًا.

الوضع الإنساني في غزة وإغلاق المعابر وتجويع متعمد

قال دكتور سلامة إن غزة تعيش مأساة إنسانية كبرى في ظل إغلاق المعابر لأكثر من 90 يومًا، وتلف المساعدات ومنعها من الوصول للسكان، ما يشير إلى استخدام إسرائيل لسياسة إذلال وتجويع ممنهجة بحق الفلسطينيين.

وأضاف أن ما يسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، التي أطلقتها إسرائيل كمشروع دعائي، لم تصمد حتى أمام مبادئ الحياد، حيث استقال رئيسها التنفيذي احتجاجًا على فقدان الحيادية والاستقلالية.

حسن سلامة: لا مفاوضات دون وقف العدوان

أكد سلامة أن أي حديث عن مفاوضات أو حلول سياسية لا جدوى منه في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، وقال إن مصر تتحرك سياسيًا من أجل وقف إطلاق النار، سواء عبر مبادرات لهدنات مؤقتة أو دائمة، لإنقاذ الأرواح وتسهيل دخول المساعدات، إلا أن الاحتلال يرفض الاستجابة.

إسرائيل لم تحقق أهدافها، واستهداف المدنيين أصبح ممنهجًا

أشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن إسرائيل لم تحقق أهدافها المعلنة بالقضاء على حماس، بل على العكس، تشير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى وجود ما يقارب 40 ألف مسلح في القطاع، ما يؤكد فشل العدوان، وأوضح أن المستهدف الحقيقي هو المدني الفلسطيني، وأن ما يجري يمثل خطرًا على الأمن القومي العربي بأكمله، وليس فقط على الفلسطينيين.

نتنياهو يطيل أمد الحرب حفاظًا على سلطته

في تحليله السياسي، أوضح سلامة أن استطلاعات الرأي الإسرائيلية تشير إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواصل الحرب بدافع البقاء في السلطة، وسط ضغط من اليمين المتطرف، في حين أن الحقيقة أن نتنياهو هو المحرّض الأساسي على التطرف.

كما أكد دكتور حسن سلامة أن ذريعة إسرائيل بالقضاء على حماس لم تعد تقنع أحدًا، مشيرًا إلى أن تقارير الأمم المتحدة نفسها تعتبر أن الحرب فقدت شرعيتها الدولية، وقال إن العدوان بات يركز على تدمير البنية التحتية وقتل الأطفال والنساء، وليس محاربة فصائل المقاومة.

مؤتمر حل الدولتين في نيويورك : لا جديد والاعتراف الأمريكي بالدولة الفلسطينية مستحيل

وحول المؤتمر المرتقب في نيويورك بدعم سعودي فرنسي، قال سلامة إنه لا يحمل بوادر حقيقية للاعتراف بدولة فلسطينية، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية، سواء الحالية أو السابقة، لم تضع "حل الدولتين" على أجندتها، ولا توجد أي نية للاعتراف بدولة فلسطينية بسبب التحالف الاستراتيجي العميق بين واشنطن وتل أبيب.

وأوضح أن المؤتمر الذي انعقد في مدريد بمشاركة وزراء من دول تعترف بفلسطين، أوضح أنه مجرد تمهيد شكلي للمؤتمر الأكبر في نيويورك، مؤكدًا أن الواقع الجغرافي والديمغرافي تغيّر بالكامل بسبب العدوان الإسرائيلي، بحيث أنه حتى لو تم الاعتراف نظريًا بدولة فلسطينية، فلن تكون هناك أرض أو سكان لإقامة الدولة.

واختتم حسن سلامة تصريحاته بالتأكيد على أن العالم يتحدث كثيرًا ولا يفعل شيئًا، وأن الفلسطينيين لا يزالون يقتلون ويهجرون في سبيل دولتهم الموعودة منذ أكثر من سبعة عقود، وسط صمت دولي مخزٍ وعجز حقيقي عن وقف جرائم الاحتلال.