فيلم "عارف يعني إيه إسعاف؟" يوثق رحلة 123 عامًا من العطاء "فيديو"
قدمت هيئة الإسعاف فيلمًا تسجيليًا بعنوان "عارف يعني إيه كلمة إسعاف؟"، في إطار احتفالات هيئة الإسعاف المصرية بمرور 123 عامًا على إنشائها، لتوثيق مسيرة طويلة من العطاء والتضحية التي بدأت من قلب مدينة الإسكندرية عام 1902م، وتحولت اليوم إلى منظومة وطنية متطورة تدار وفق أعلى المعايير الطبية والتقنية.
بداية إنسانية، من الإسكندرية إلى ربوع الوطن
تعود قصة الإسعاف في مصر إلى أكثر من 123 عامًا، حين تأسست الجمعية الدولية للإسعافات الصحية العاجلة في مدينة الإسكندرية، على يد الجاليات الإيطالية واليونانية والفرنسية عقب انتشار وباء الكوليرا، ورغم بدايتها البسيطة، حملت الجمعية في جوهرها رسالة إنسانية عظيمة: إنقاذ الأرواح.
المشاركة المصرية وبزوغ الهوية الوطنية
بحلول عام 1908، بدأ المصريون في دخول مجلس إدارة الجمعية، وكان من أبرزهم الدكتور محمد أيوب باشا والدكتور سلامة، أما الدكتور نجيب قناوي، فكان من أبرز رموز العطاء، حيث ساهم في نشر الوعي بالإسعافات الأولية من خلال كتابه "الإسعافات السريعة".
ولعب المجتمع المدني دورًا محوريًا في دعم الجمعية، حيث قدم العديد من المتبرعين مثل السيدة حفيظة عبد الحميد وكوتسيكا اليونانية أول سيارة إسعاف في مصر، وتلقى هذا العمل الإنساني دعمًا من الملك فؤاد الأول، الذي ساعد في توحيد جمعيات الإسعاف ضمن اتحاد وطني، مما أدى تدريجيًا إلى تحول الجمعية إلى كيان مصري رسمي خاضع لإشراف الدولة.
من جمعيات أهلية إلى مرفق حكومي متكامل
ومع صدور قانون الجمعيات الخيرية، دخلت منظومة الإسعاف المصرية طورًا جديدًا، حيث بدأت خضوعها المباشر للحكومة، وتحديدًا لوزارة الصحة، وجرى تنظيمها كمرفق رسمي من مرافق الدولة، مما ساهم في تقنين الخدمات وزيادة الكفاءة.
القفزة الرقمية والتكنولوجية في الإسعاف بمصر
منذ أوائل الألفية، شهد مرفق الإسعاف طفرة كبيرة في استخدام التكنولوجيا، بدءًا من شراء أجهزة الاتصال اللاسلكي، وتطوير نظام التتبع، وتوسيع شبكة الخدمات لتغطية الجمهورية بأكملها، وبدأ تطبيق منظومة TETRA اللاسلكية، وشبكة الاتصالات الوطنية، لتسريع الاستجابة ودقة الوصول إلى المصابين.
إنشاء هيئة الإسعاف المصرية، التنظيم والتحديث والإنقاذ
وفي عام 2009، صدر القرار الجمهوري بإنشاء "هيئة الإسعاف المصرية" ككيان مستقل تحت إشراف وزارة الصحة، بهدف توحيد وتنميط الخدمات الإسعافية في جميع محافظات مصر، واليوم تضم الهيئة أكثر من 15 ألف موظف، مدربين ومؤهلين، يعملون بتفانٍ لإنقاذ الأرواح تحت أي ظرف.
فيلم "عارف يعني إيه إسعاف؟" يوثق رحلة 123 عامًا من العطاء
عقيدة لا تتغير: "الإنقاذ قبل أي شيء"
أكد الفيلم أن الإسعاف ليس مجرد وظيفة، بل عقيدة راسخة في قلوب العاملين، تبدأ من أول مكالمة طوارئ وتنتهي بإنقاذ حياة إنسان، وهو ما انعكس في قسم المسعفين الذين تعهدوا بحفظ أرواح المصريين دون تمييز، وتقديم الخدمة بأقصى درجات المهنية والرحمة.
كما يوثق فيلم "عارف يعني إيه إسعاف؟" رحلة كيان وطني إنساني، نشأ من رحم الأزمات، ونما بالدعم الشعبي والرسمي، ويواصل تطوره اليوم ليصبح إحدى أكثر مؤسسات الطوارئ كفاءة في الشرق الأوسط.
