الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
الايام المصرية

في لحظة فارقة، دوّن الطالب المصري مروان مازن اسمه بأحرف من نور في سجل الإبداع الثقافي العالمي، بعد أن اعتلى منصة التكريم في واحدة من أبرز المسابقات الدولية للغة الصينية، ليُثبت أن التفوق لا يرتبط بالعمر، بل بالإرادة والموهبة والوعي الحضاري.

مروان مازن، الطالب المصري ابن السبعة عشر عامًا، لم يكن مجرد مشارك في نهائيات مسابقة “جسر اللغة الصينية – فرع السرد القصصي” لعام 2025، بل كان نجمها المتلألئ في مدينة هانغتشو الصينية، بعد فوزه المستحق بجائزة “أفضل أسلوب أدبي”، متفوقًا على متسابقين من 31 دولة.

وسط مشهد ثقافي عالمي راقٍ، تنافس مروان مع 50 متسابقًا تم اختيارهم من بين أكثر من 1400 مشارك من نحو 90 دولة، خاضوا مراحل تصفية شاقة محليًا وإقليميًا. 

لكن الشاب المصري، الطالب بالصف الثاني الثانوي في القسم الدولي بمدرسة “يوتساي” في بكين، استطاع أن يترك بصمة استثنائية بعرض أدبي حي تناول فيه محور بكين المركزي، أحد أهم المواقع المدرجة حديثًا على قائمة التراث الثقافي لليونسكو.

لم يكن عرض مروان مجرد سرد مسرحي، بل تجربة إنسانية متكاملة جمعت بين النص الأدبي العميق، والمشاهد البصرية المعبرة، والمفردات الصينية الراقية، ليمنح الحكاية روحًا وللتراث صوتًا جديدًا. 

هذا الأداء المتفرد لفت أنظار لجنة التحكيم والجمهور، وجعل من مروان حديث المنصة، رغم صغر سنه وكونه من بين القلائل الذين حصلوا على جوائز فردية خارج قائمة العشرة الأوائل.

مدرسة مروان مازن في بكين لم تخفِ فخرها الكبير بابنها، مؤكدة في بيان رسمي أن أداء مروان جاء "متدفقًا، ناضجًا، يعكس حسًا فنيًا لغويًا نادرًا".

وأضافت المدرسة في بيانها: "لقد كان عرضه بمثابة جسر حي بين مصر والصين، يجمع بين عمق التاريخ وصدق المشاعر".

أما مروان، فكان حديثه بسيطًا وعميقًا، إذ قال لوكالة شينخوا: "أنا لا أتعلم لغة فحسب، بل أعيش حضارة، أتيت من بلد له جذور تمتد في أعماق التاريخ، وأشعر هنا بنبض حضارة أخرى عظيمة، وأحلم أن أكون جسرًا حقيقيًا بين مصر والصين".

تجربة مروان تمثل نموذجًا مشرفًا لما يمكن أن يقدمه الطالب المصري حين تتاح له الفرصة وتُفتح أمامه نوافذ الإبداع والتبادل الثقافي. 

إنها شهادة حية على قدرة الجيل الجديد على خوض ميادين المنافسة العالمية بثقة وتميّز، وتحقيق إنجازات نوعية تليق بتاريخ مصر وحضارتها.

مسابقة "جسر اللغة الصينية"، التي انطلقت عام 2002، شارك فيها أكثر من 1.7 مليون طالب من 160 دولة، وتهدف إلى تعزيز التواصل الحضاري من خلال اللغة، وتقديم منصة عالمية للشباب لصياغة الحكايات الإنسانية العابرة للحدود.

اليوم، وبكل فخر، نقول إن مروان مازن لم يكن فقط سفيرًا للغة، بل كان سفيرًا لقيم مصر الثقافية والإنسانية، لقد حمل على عاتقه مسؤولية التعبير عن الروح المصرية في أرض بعيدة، وأثبت أن الشباب المصري قادر على التألق عالميًا متى توفرت له الرعاية والتشجيع.

وأخيراً.. ما يزدني فخراً هو أن الطالب المتوّج بالمركز الأول على مستوى العالم هو نجل الكاتب الصحفي الزميل محمد مازن، ما يضيف إلى رصيده من التميّز خلفية عائلية عريقة في الكلمة والمعرفة، ويؤكد أن الإبداع لا يولد صدفة، بل يتجذر في بيئة تؤمن بالعلم والثقافة والهوية.

د. حماد الرمحي

تم نسخ الرابط