على 3 مراحل.. اعرف كيف تحقق دار الإفتاء في وقوع الطلاق من عدمه
كيف تحقق دار الإفتاء في وقوع الطلاق .. الطلاق هو أحد الحلول التي قد يلجأ إليها بعض الأزواج في حالات عدم التوافق أو تفاقم الخلافات، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل الطلاق هو الحل الأنسب دائمًا، أم أن هناك حلولًا بديلة يمكن أن تكون أكثر توافقًا مع الظروف.
وفي هذا السياق يبرز ما يعرف بـ الطلاق الحضاري كأحد الخيارات التي قد تكون بديلة للزواج المتعثر، خاصة في حالات الغضب والانفعال التي تؤدي إلى اتخاذ قرارات قد لا تكون مدروسة تمامًا، وفي هذا الصدد يرصد موقع “الأيام المصرية” خلال السطور التالية قضية الطلاق في حالات الغضب الشديد، وكيف يمكن معالجة هذه القضايا من خلال التحقيق الفقهي الدقيق والنظرة الشرعية التي تضمن حقوق الطرفين وتوازن العدالة بينهما.
كيف تحقق دار الإفتاء في وقوع الطلاق من عدمه
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، إن الطلاق في الإسلام ليس مجرد حل سهل للمشاكل الزوجية، بل هو خيار يجب أن يتم في إطار ضوابط محددة، وبناءً على فهم دقيق للظروف والتداعيات، في حالات الطلاق التي تحدث بسبب الغضب والانفعال، وتختلف المواقف وفقًا لشدة الغضب وحالة الشخص المعني.
وتابع علام قائلًا: غالبًا ما نشهد حالات طلاق ناتجة عن لحظات غضب شديدة، إذ يتم اتخاذ قرارات في لحظات انفعال قد لا يعبر عنها الشخص بعد أن يهدأ، وفي هذه الحالات قد يقول الزوج كلمات مثل "أنتِ طالق" في لحظة غضب، ولا يدرك تمامًا ما قاله نتيجة لتأثير الانفعال، وفي مثل هذه الحالات يرى الفقهاء أن الطلاق لا يقع، وهو ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه: "لا طلاق في إغلاق"، أي لا طلاق في حال الغضب الشديد الذي يعمي الشخص عن إدراكه.
شوقي علام يوضح حكم الطلاق في حال الغضب المعتدل
وأضاف قائلًا: لكن ماذا عن الحالات التي لا تصل إلى مرحلة الإغلاق، حيث يكون الشخص في حالة من الغضب المتصاعد ولكنه ما زال يدرك ما يقول، هنا تتفاوت الآراء الفقهية، ويستدعي الأمر مزيدًا من التحقيق، وبناءً على الآراء الفقهية، إذا كان الشخص في حالة غضب معتدل ولم يصل إلى مرحلة الاغلاق، يمكن القول إن الطلاق قد يكون واقعًا، ولكن يجب أن يتم التحقيق في مثل هذه الحالات بشكل دقيق لضمان أن القرار الذي تم اتخاذه كان عن وعي كامل، في مصر على سبيل المثال يتم التحقيق في هذه الحالات عبر ثلاث مراحل متتابعة، تبدأ بمقابلة الزوجين مع المفتين، ثم متابعة تحقيقات دقيقة على الأرض لمعرفة ظروف الغضب وتأثيرها على القرار.
وعند حدوث حالات طلاق ناتجة عن الغضب، يتم توجيه الزوجين إلى دار الإفتاء المصرية أو هيئة مماثلة للتحقيق في طبيعة الوضع، وهذه التحقيقات قد تتضمن مقابلات مع الزوجين للاستماع إلى شهاداتهم وتحليل الظروف التي أدت إلى حدوث الطلاق.
وتتضمن المرحلة الأولى مقابلة الزوجين مع أمين الفتوى في إدارة الفتوى الشفوية، حيث يتم الاستماع إلى تفاصيل الحادثة، وإذا كانت الأدلة تشير إلى أن الطلاق وقع في لحظة غضب شديد، فإن الفتوى قد تكون بعدم وقوع الطلاق، أما إذا كانت الأدلة غير واضحة، يتم إحالة القضية إلى لجنة تحقيق ثانية.
شوقي علام يوضح دور المفتين في تحديد موقف الطلاق
يعتبر المفتي في هذه الحالات هو المسؤول عن اتخاذ القرار النهائي بناءً على التحليل الشرعي لحالة الغضب، ومن خلال التدقيق والتحقيق في المسألة، يمكن للمفتي تحديد ما إذا كان الطلاق واقعًا أم لا بناءً على الشروط الشرعية المنصوص عليها، وفي بعض الأحيان على الرغم من وقوع الطلاق في لحظة غضب، قد تتم إعادة النظر في القضية بناءً على الفهم المتعمق للظروف، ولهذا السبب يتم إجراء جلسات متابعة شهرية لمراجعة الحالات المتعددة ومواصلة التحقق من الظروف بشكل مستمر.
الطلاق في حالات الغضب قد لا يكون الخيار الأمثل دائمًا، خاصة إذا كانت الأسباب التي أدت إليه غير مدروسة بشكل كامل، في مصر تظهر الإحصائيات أن حالات الطلاق التي تندرج تحت الغضب والانفعال تمثل جزءً صغيرًا من الحالات الإجمالية التي تصل إلى دار الإفتاء، ورغم أن أعدادها قد تكون كبيرة قد تكون النتائج في بعض الأحيان على خلاف ما يتوقعه البعض، حيث نجد أن الغضب المفرط لا يؤدي دائمًا إلى الطلاق، بل قد يتم تراجع الزوجين عن قراراتهم بعد الاستماع إليهم وتحليل وضعهم بعناية.
ويبقى الطلاق خيارًا حاسمًا في حال عدم التفاهم بين الزوجين، لكن يجب أن يتم في إطار من الفهم العميق للظروف والأسباب، وإذا كان الغضب هو المحرك الأساسي لهذا القرار، فإن الفقهاء يعطون مساحة كبيرة لتحديد ما إذا كان الطلاق قد وقع بالفعل أم لا، وفقًا لمعايير شرعية دقيقة.
