الجمعة 25 أبريل 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

خبير يحذر من تأثير الحرب التجارية بين الصين وأمريكا: الكل سيتضرر

أبرز أدوات المواجهة
أبرز أدوات المواجهة الاقتصادية بين أمريكا والصين

قال الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، إن التوترات التجارية الراهنة بين القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين، تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي بشكل ملحوظ. 

تصعيد اقتصادي بين واشنطن وبكين.. رسوم جمركية تهدد النمو العالمي

وأضاف الدكتور السيد في مداخلة هاتفية عبر قناة اكسترا نيوز، أنه مع استمرار هذه التوترات حتى نهاية عام 2025، سينخفض معدل نمو الاقتصاد العالمي إلى حوالي 2.8%، بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، في حين كانت التوقعات السابقة تشير إلى معدلات نمو أعلى بكثير.

الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية

وأشار الدكتور عبد المنعم، إلى أن جميع دول العالم تتأثر سلبًا بهذه الحالة من عدم الاستقرار، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، التي تشهد ارتفاعًا في الرسوم الجمركية المفروضة على الكثير من السلع المستوردة من الصين، والتي تجاوزت 145% في بعض الحالات، باستثناء بعض القطاعات مثل الهواتف الذكية والتكنولوجيا المتقدمة.

و في المقابل، فرضت الصين رسومًا جمركية مضادة وصلت إلى 125%، ما تسبب في خلل واضح في سلاسل الإمداد بين البلدين، وأثر على الأسواق العالمية، بما فيها دول الاتحاد الأوروبي.

توقعات بانكماش الاقتصاد العالمي بسبب توتر العلاقات الأمريكية الصينية

وأوضح الدكتور السيد أن هذه المواجهة تؤثر أيضًا على الاستثمارات المتبادلة بين الصين والدول الآسيوية والأوروبية، إذ تراجع التبادل التجاري في ظل هذا التصعيد، مشيرًا إلى أن دولًا مثل الهند تسعى لاستغلال هذه الأجواء عبر تعزيز علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة. 

ففي عام 2024، بلغ حجم التبادل التجاري بين الهند والولايات المتحدة نحو 122 مليار دولار، مع توقعات بارتفاعه إلى 500 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2029 أو 2030، إذا تم توقيع اتفاقيات تجارية جديدة تخفف من الرسوم الجمركية المفروضة حاليًا، والتي تصل إلى 27% على بعض المنتجات الهندية.

أدوات المواجهة الاقتصادية بين أمريكا والصين تهدد الاستقرار الدولي

وأكد الدكتور عبد المنعم السيد أن البيت الأبيض ومستشاري الاقتصاد الأمريكي يشعرون بالقلق من استمرار موجة التضخم وارتفاع الأسعار، وتسعى الإدارة الأمريكية إلى إعادة بناء قاعدة صناعية وطنية قوية، وتشجيع عودة المصانع للعمل داخل الأراضي الأمريكية، إلا أن الأدوات المستخدمة لتحقيق هذا الهدف وعلى رأسها الرسوم الجمركية المرتفعة لم تحقق النتائج المرجوة، بل أدت إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية، وزيادة معدلات التضخم التي قد تصل إلى 4%، وهي نسبة مرتفعة لم تشهدها الولايات المتحدة منذ أزمة عام 2020.

الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية

وفي ختام حديثه، أكد الدكتور عبد المنعم السيد أن استمرار التصعيد التجاري بين الصين والولايات المتحدة، عبر تبادل فرض الرسوم الجمركية، يهدد مستقبل التعاون الاقتصادي العالمي، كما قد يدفع بعض الدول إلى البحث عن أنظمة مالية بديلة، ويضعف ثقة المستثمرين في العملات العالمية الكبرى.

وقد تبدأ الصين بالفعل في توسيع شراكاتها الاقتصادية مع دول إفريقيا وغيرها لتعويض التراجع في علاقتها مع الغرب، مما ينذر بتغيرات جذرية في شكل النظام الاقتصادي العالمي في المستقبل القريب.

تم نسخ الرابط