بعد قضية الميراث.. كيف دعمت نهاد أبو القمصان سعد الدين الهلالي؟

اعتاد الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على إثارة الجدل في الأوساط العلمية والدينية بفتاواه، البعض يري في الرجل عالمًا مجددًا ولا يهاب مجابهة والتصدي لكثير من المسائل الفقهية والثوابت الدينية التي تحتاج لمراجعة، أبرزهم المحامية الحقوقية نهاد أبو القمصان، إذ أيدت ضرورة كتابة الأهل لأموالهم وثرواتهم لبناتهم أثناء حياتهم، مؤكدة أن ذلك ليس مخالفة شرعية، بل حماية من ضياع الحقوق، مشيرة إلى أن 95% من البنات لا يحصلن على ميراثهن الشرعي وفقًا لإحصائيات رسمية.
وفي هذا الصدد يرصد موقع الأيام المصرية أبرز فتاوى الدكتور سعد الدين الهلالي، وآخرها حول مسألة المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، فضلًا عن فرضية الحجاب، وعدم الدفاع عن المسجد الأقصى، وغيرها من الفتاوى التي اعتبرها البعض خطوة نحو تجديد الخطاب الديني، وأعدها آخرون خطوة للخروج عن ثوابته.
سعد الدين الهلالي لا يوجد نص قرآني يمنع المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث
أعاد الدكتور سعد الدين الهلالي الحديث حول مطالبة بالمساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، إذ قال إنه لا يوجد نص قرآني صريح يمنع المطالبة بالمساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، خصوصًا إذا كانا متساويين في درجة القرابة مثل الأخ والأخت، مضيفًا أن المساواة في الميراث ليست فكرة حديثة، بل إنها مطبقة في العديد من الدول، مثل تركيا التي طبقت هذا المبدأ منذ عام 1937، وكذلك في القانون المصري رقم 148 لسنة 2019 الذي يقر بتساوي الذكور والإناث في المعاشات.
وأشار الهلالي، إلى أن الآية الكريمة: "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين" يمكن أن تفهم بطريقتين الأولى أن الآية تمثل تمييزًا لصالح الذكر، بينما الثانية تشير إلى ضمان نصيب الأنثى ومنع حرمانها من الميراث، موضحًا أن الآية يجب أن تفهم في سياقها التاريخي والاجتماعي، مشيرًا إلى أن الفقهاء والصحابة أنفسهم اختلفوا في تفسيرها، مثلما حدث في عصر الخليفة عمر بن الخطاب حول نصيب الأم إذا لم يكن للمتوفى ولد.
وأكد الهلالي، أن مسائل الميراث فقهية بطبيعتها وتعتمد على الاجتهاد الشخصي، مضيفًا أنه إذا كانت العائلات توافق على تقسيم التركة بالتساوي عن تراضي، فيجب أن يكون ذلك مقبولًا قانونيًا دون تدخل من الدولة أو أي فرض بالإكراه، كما اقترح أن يتم فتح حوار مجتمعي موسع حول تعديل قوانين الميراث إذا كان المجتمع يطالب بذلك.

المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة
ولم تكن المرة الأولى التي طالب فيها الهلالي بالمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، حيث طالب بذلك في عام 2018 حينما خرج بتصريح في برنامج "الحكاية" مع عمرو أديب، قال فيه أن قرار تونس بالمساواة في الميراث بين الرجل والمرأة هو قرار صحيح فقهيًا ولا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، مؤكدًا أن الميراث مسألة حقوق وليست مسألة واجبات مثل الصلاة أو الصوم، مضيفًا أنه من الممكن أن تتغير الفتوى بتغير الزمن، مشيرًا إلى أن المجتمع المصري قد يصل إلى ما وصلت إليه تونس في مسألة الميراث بعد عشرين عامًا.
ورد مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية على تصريحاته مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، وأن هناك فرقًا بين العدالة والمساواة، والعدل لا يعني التسوية في جميع الحالات، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية لا تمنح الذكر ضعف حظ الأنثى في كل الحالات، حيث توجد حالات يمكن فيها أن ترث المرأة أكثر من الرجل أو تتساوى معه، أو حتى ترث دون أن يرث الرجل في بعض الحالات.
الهلالي يثير الجدل حول فرضية الحجاب
ولم تقف فتاوى الهلالي عند مسألة الميراث فحسب بل أثار الجدل في وقت سابق بتصريحاته حول فرضية الحجاب حينما قال: آية "يدنين عليهن من جلابيبهن" تخضع لتفسير الفرد بما يتناسب مع ثقافة المجتمع والبيئة المحيطة، موضحًا أنه لا يوجد باب فقهي يتحدث عن الحجاب في الشارع، وأن الكتب الفقهية تناولت الحجاب فقط كشرط من شروط الصلاة، مضيفًا أن الفرد هو المسؤول عن تحديد إذا ما كان سيتحجب أم لا مع مراعاة العرف الاجتماعي.
كما أكد الهلالي في لقاءه مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج "الحكاية" أن مفهوم "الحجاب" ليس موجودًا بالنص الصريح في القرآن الكريم، وأنه استنباط من العلماء، مضيفًا أنه من الممكن أن نستدل على فرضية الحجاب من القرآن الكريم بآيات تتعلق بالتحشيم والحشمة، ولكنه أيضًا يعتقد أنه يمكن استنباط أن الحجاب ليس فرضًا من بعض الآيات، مثل قوله تعالى: "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَلِكَ خَيْرٌ" والتي تشمل الرجال والنساء، وكذلك قوله "وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا" التي قال إن تفسيرها المبهم يمكن أن يكون موضع مناقشة.
ورَد عليه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، قائلًا: "إذا رأيتم خلافًا فعليكم بالسواد الأعظم، ومن شذ شذ في النار"، وأكد جمعة أن القرآن الكريم حدد مواصفات الحجاب، والذي يشمل خمارًا يغطي الرأس ويضرب على الجيب، مع ثياب تستر العورة ولا تكشفها، كما اعتبر جمعة أن هذا النقاش لم يكن مطروحًا في القرون السابقة نظرًا لأن هناك نصًا قرآنيًا واضحًا مع تفسير متفق عليه بين المسلمين.
دفاع الهلالي عن إلهام شاهين بعد تصريحاتها عن الصلاة
كما تحدث الهلالي عن الجدل الذي أثير بسبب تصريحات الفنانة إلهام شاهين حول الصلاة في مداخلة مع برنامج "الحكاية" مع عمرو أديب، وقال الهلالي إنه يدافع عن إلهام شاهين، التي انتقدت مخرجًا كان يوقف التصوير للصلاة في أوقات معينة، مما يؤثر على عمل الفريق، قائلًا: "في فنانة محترمة بتحترم عقلها كانت بتنتقد مخرجًا يوقف التصوير بسبب الصلاة، والانتقاد كان تنمرًا فقهيًا وليس دينيًا، الدين هو حق لله، لكن الفقه مسألة اجتهادية".

وأضاف الهلالي أن إلهام شاهين كانت ترى أن الفريق يأتي للعمل من أجل رزق عائلاتهم، وأنه من الممكن تأجيل الصلاة إلى آخر وقتها، حيث أن الصلاة لها أوقات متسعة، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من الذنوب ذنوبًا لا يكفرها صيام ولا صلاة، ولا حج، ولا جهاد، إلا الغموم والهموم في طلب العلم"، ورأى الهلالي أن من الأفضل أن تكون الصلاة مرنة ولا تعطل الأعمال التي قد تكون مصدر رزق للعديد من الأشخاص.
سعد الدين الهلالي يجيز زواج المحلل
كما أثار الهلالي جدلًا كبيرًا في فتوى له حول جواز زواج المحلل، حيث أكد أن المحلل يمكنه عقد الزواج على المرأة دون أن يدخل بها، مستندًا في ذلك إلى قول سعيد بن المسيب، أحد فقهاء المدينة السبعة، الذي أباح عدم الدخول بالمرأة التي طلقت ثلاث مرات حتى تحل له، وقال الهلالي إن من المهم أن يعلم الناس أن هناك آراء فقهية مخالفة لرأي الجمهور، الذي يرى أن الزوج الذي يطلق زوجته ثلاثًا لا يمكنه العودة إليها إلا بعد الزواج من آخر.
وردت دار الإفتاء المصرية في عدة فتاوى أكدت فيها أن الزواج بشرط التحليل حرام شرعًا باتفاق الفقهاء، مستشهده بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من لعن المحلل والمحلل له، وكذلك بما روي عن ابن عمرو رضي الله عنهما، الذي وصف زواج التحليل بـ السفاح "الزنا".
الهلالي يجيز ذبح الدجاجة كأضحية
كما أثار الهلالي الجدل بفتوى حول جواز الأضحية بدجاجة حيث قال: يجوز للفقراء ذبح الطيور كأضحية في عيد الأضحى إذا لم يستطيعوا ذبح المواشي، مشيرًا إلى أنه يمكن استخدام أي طائر يصلح للأكل في الأضحية طالما كان كاملاً في النمو ولا يوجد فيه أي عيب، مستشهدًا بما روي عن الصحابي بلال رضي الله عنه الذي ضحى بدجاجة.
لكن دار الإفتاء المصرية ردت على هذه الفتوى عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك، مؤكدة أن الأضحية يجب أن تكون من الأنعام، وأن من يضحي بحيوان آخر غير الأنعام سواء كان من الدواب أو الطيور لا تصح أضحيته، مستشهده بما ورد في القرآن الكريم من أن الأضحية يجب أن تكون من بهيمة الأنعام، وأكدت أنه لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه ضحى بغير الأنعام.

سعد الدين الهلالي يدعو لعدم الدفاع عن المسجد الأقصى
وفي وقت سابق أثار الدكتور سعد الدين الهلالي جدل واسع بتصريحه بأنه لا يجب على المسلمين الدفاع عن المسجد الأقصى حتى لا يتم جرهم إلى حرب دينية مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن رفع اسم المسجد الأقصى أو أي شعار ديني قد يشعل حربًا دينية، مضيفًا أن المسجد الأقصى لم يكن ملكًا للمسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان في أيدي المسيحيين، وأثار هذا التصريح استياء واسع بين العلماء والدعاة وقتها.
نهاد أبو القمصان تدعو لكتابة الأموال للبنات في حياة الأهل: "لحمايتهن من الظلم"
ورغم رفض عدد كبير من العلماء فتاوى سعد الدين الهلالي إلا أنه هناك بعض الآراء المؤيدة حيث طالبت المحامية الحقوقية نهاد أبو القمصان بضرورة كتابة الأهل لأموالهم وثرواتهم لبناتهم أثناء حياتهم، مؤكدة أن ذلك ليس مخالفة شرعية، بل حماية من ضياع الحقوق، مشيرة إلى أن 95% من البنات لا يحصلن على ميراثهن الشرعي وفقًا لإحصائيات رسمية.
أوضحت أبو القمصان في حديثها أن ما يطلق عليه البعض "كتابة التركة" للبنات أثناء حياة الأهل، هو مصطلح غير دقيق من الناحية اللغوية والشرعية، موضحة أن التركة تطلق فقط على ما يترك بعد الوفاة، أما المال في حياة الإنسان فهو ملكه وله الحق في التصرف فيه كما يشاء، سواء بالتوزيع أو التبرع دون أن يخالف الشرع.

واستندت أبو القمصان إلى إحصاءات رسمية صادرة عن جهاز التعبئة العامة والإحصاء، تؤكد أن فقط 5% من الفتيات يحصلن على ميراثهن الشرعي، بينما يتم الاستيلاء على ميراث 95% منهن، غالبًا من قبل الأقارب من الذكور، وقالت: مفيش شيخ واحد من إللي بيطلعوا على اليوتيوب بيذكر الناس بآية أكل الميراث في سورة النساء إن إللي بيسرقوا الميراث داخلين جهنم.
وحذرت من أن الفتيات يعرضن للطرد أو حرمانهن من السكن والميراث بعد وفاة الأهل، إذا لم يتم تأمينهن قانونيًا، مشيرة إلى تجارب دول مثل تونس والمغرب وإيران التي تسمح بالمساواة أو تعديل توزيع التركة عبر الوصية.
- سعد الدين الهلالي
- فتاوى سعد الدين الهلالي
- فتاوى سعد الدين الهلالي الشاذه
- الأيام المصرية
- موقع الأيام المصرية
- أخبار مصر
- أخبار مصر عاجل
- أخبار مصر الآن
- سعد الدين الهلالي يجدد في الدين أم صاحب فكرة
- سعد الدين الهلالي يجيز زواج المحلل
- دفاع الهلالي عن إلهام شاهين بعد تصريحاتها عن الصلاة
- الهلالي يثير الجدل حول فرضية الحجاب
- المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة
- الهلالي يجيز ذبح الدجاجة كأضحية
- سعد الدين الهلالي يدعو لعدم الدفاع عن المسجد الأقصى
- فتاوى الهلالي