بعد تعذيب كلب المحلة.. "هل قتل النفس في القرآن يشمل الحيوان؟".. الأزهر يجيب

تعذيب وقتل كلب المحلة .. أثارت واقعة تعذيب وقتل كلب هاسكي في المحلة غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا من محبي الحيوانات، بعد قيام أهالي المحلة بتعذيب الكلب وقتله بطريقة وحشية بزعم أنه “مسعور” وهاجم أطفال في المنطقة.
وفي هذا الصدد يرصد موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية التفاصيل الخاصة بهذه الواقعة، وتوضيح هل قوله تعالى: "من قتل نفسًا بغير نفس أو فسادًا في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا" تشمل نفس الحيوانات أم الإنسان فقط.

تفاصيل واقعة تعذيب وقتل كلب المحلة
باشرت الأجهزة الأمنية في المحلة الكبرى التحقيقات في واقعة تعذيب وقتل كلب المحلة، بعد تداول مقطع فيديو يظهر قيام مجموعة من الأهالي بتعذيب وقتل كلب هاسكي بطريقة وحشية، بزعم أنه مسعور وهاجم أطفالًا في المنطقة، ووفقًا لما تم تداوله من مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي.
وظهر الكلب وهو تائه في ساعات الصباح الأولى، وبعد ذلك تمكن عدد من المواطنين من تقييده بشجرة في أحد الشوارع، ليبدأوا في تعذيبه باستخدام العصى والأقدام، في مشهد وحشي، ما أثار استنكار رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وظهر الكلب وعلى ملامحة علامات الهلع والخوف وسط تجمع عدد كبير من المواطنين حوله، دون أي تدخل أحد منهم لإنقاذه أو الدفاع عنه.
وفي لحظة صادمة وغير إنسانية استعان بعض السكان بطبيب بيطري، وحقن الكلب بحقنة يعتقد أنها أدت إلى وفاته فورًا، بزعم أنه يشكل تهديدًا لسلامة المارة والأهالي، ورغم توقف قلب الكلب عقب الحقنة، استمر بعض الموجودين في ضربه بطريقة مهينة، ما أثار غضب الجميع.
خبراء: تصرفات الكلب ناتجة عن الخوف لا العدوانية
وفي إطار متصل أكد بعض الخبراء والناشطين في مجال حقوق الحيوان أن الكلب كان على الأرجح ضالًا أو تائهًا عن صاحبه، وأشاروا إلى أن السلوك الذي بدر منه لم يكن عدائيًا بطبيعته، بل كان نتيجة طبيعية للخوف الشديد والازدحام الذي تعرض له، وأوضحوا أن فصيلة هاسكي معروفة بطباعها الودودة وسلوكها الاجتماعي، وبالتالي لم يشكل الكلب أي خطر فعلي يستدعي تعذيبه.

هل من قتل نفسًا تشمل الحيوان؟
وفي هذا الإطار تساءل البعض حول هل من قتل نفسًا تشمل الحيوان، وأجاب الشيخ علي الجزيري، على هذا التساؤل مشيرًا إلى أنه لكي نحتمل مثل هذا الاحتمال ننظر للشرع وهل الشرع يمنع من قتل هذا الحيوان أم لا، فإذا كان الشرع لا يمنع فهذا الحيوان خارج بالتخصيص، وإذا خرج شيئ من العام بالتخصيص لا يسقط حجية العام في الباقي، ويبقى العموم على حالة في حجيته، فإذا خرج عنه الدواب لأنه يجوز قتلها، يبقى هذا العام على غيرها من الحيوانات.
شيخ الأزهر يوضح حكم قتل الكلاب الضالة في الشريعة الإسلامية
وفي هذا الصدد أجاب شيخ الأزهر في مقطع فيديو على حكم قتل الكلاب الضالة، قائلًا: “قتل الكلاب والقطط حرام شرعًا ويتنافى مع آداب الدين الإسلامي، فالإسلام لا يبيح قتل حيوان أو طائر إلا إذا كان ذلك لتحقيق فائدة ضرورية، وهو ما يعني أن القتل يجب أن يحقق منفعة للمجتمع بشكل عام”، مؤكدًا أن قتل القطط والكلاب بهذه الطريقة يعتبر عادة غير إسلامية وغير إنسانية وغير حضارية، مشيرًا إلى أن رؤية جثث الحيوانات ملقاة في الشوارع أمر غير مقبول حضاريًا: "كأن ترى القطط جثثًا هامدة أمامك، فهذا غير جائز، دعك من حرام وحلال، هذا حضاريًا لا يليق".
وأشار الإمام الطيب إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يمر في مكان وهو في طريقه لفتح مكة، ورأي كلبه تلد ولها صوت أنين وتخشى من الجيش، فأمر بتخصيص بعض الجنود لمراعاتها حتى لا يمسها ضرر إلى أن يمر آخر جندي من الجيش، موضحًا أن هذا المثال يظهر حرص الإسلام على حقوق الحيوان، مؤكدًا أن الإسلام مثل باقي الأديان السماوية يولي اهتمامًا خاصًا بحماية حقوق الحيوانات.
الإفتاء المصرية توضح شروط قتل الحيوانات الضالة
وكانت دار الإفتاء المصرية تلقت سؤالًا يتعلق بحكم قتل الحيوانات الضالة، وجاءت الإجابة لتوضح أنه لا يجوز قتل الحيوانات الضالة إلا في حالة تحقق ضرر منها، مثل تهديد سلامة المواطنين وأمن المجتمع، ومع ذلك أكدت الإفتاء أنه يجب أن يكون القتل هو الوسيلة الوحيدة لوقف الأذى الذي قد تسببه تلك الحيوانات، على أن يتم ذلك مع مراعاة الإحسان في قتلها وعدم تعذيبها.