سبت النور 2025: احتفالات الأقباط بيوم الفرح والتجديد الروحي والتقاليد دينية

سبت النور 2025 ، في يوم السبت 19 أبريل 2025، يحتفل الأقباط في مصر بـ سبت النور، الذي يعتبر أحد أقدس الأيام في التقويم القبطي، حيث يسبق عيد القيامة المجيد الذي يحل في الأحد 20 أبريل 2025، يعرف سبت النور أيضًا بـ سبت الفرح أو سبت أبوغلمسيس، وهو يوم ذو طقوس روحية عميقة تتزامن مع معجزة النور المقدس التي تخرج من قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة بالقدس.

ما هو سبت النور؟

يأتي سبت النور بعد الجمعة العظيمة (18 أبريل 2025)، التي تحيي ذكرى صلب وموت السيد المسيح، وفقًا للأناجيل، يمثل هذا اليوم لحظة إنارة المسيح للجالسين في الظلمة، إذ نزل إلى الجحيم ليصعد أرواح الذين ماتوا على رجاء الخلاص إلى الفردوس، وتستند هذه الفكرة إلى ما جاء في إنجيل متى: "الشعب الجالس في ظلمة أبصر نورًا عظيمًا، والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور".

طقوس سبت النور

تبدأ الطقوس الروحية مساء الجمعة وتستمر حتى صباح السبت، وتشمل:

قراءة سفر الرؤيا كاملا في الكنائس القبطية الأرثوذكسية.

ترديد المزامير وترانيم القيامة.

إيقاد الشموع وطواف الكهنة بالناقوس.

إعادة تمثيل الرموز المرتبطة بالقيامة في أجواء روحية مهيبة.

معجزة النور المقدس

تعد معجزة ظهور النور المقدس من قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة بالقدس حدثًا سنويًا يحتفل به ظهر سبت النور، ويعتبر من الرموز القوية لقيامة المسيح وانتصاره على الموت.

طقوس معجزة النور المقدس

في صباح السبت (من 10:00 إلى 11:00 صباحًا)، تُجري سلطات الاحتلال الإسرائيلية فحصًا دقيقًا لقبر المسيح لضمان خلوه من أي مواد قابلة للاشتعال.

يتم وضع ختم من العسل الممزوج بالشمع على باب القبر لتأكيد عدم التدخل البشري.

البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس للروم الأرثوذكس، يدخل القبر وحده بعد فحصه الشخصي، حاملا شموعًا غير مضاءة.

يظهر النور المقدس بشكل تلقائي، ويضيء الشموع التي يحملها البطريرك، ثم تُنقل الشعلة إلى الحجاج داخل الكنيسة، حيث تضاء شموعهم تلقائيًا.

يعد هذا النور المقدس تأكيدًا إيمانيًا على قيامة المسيح، ويوزع على الكنائس حول العالم كرمز للبركة، بينما يشارك آلاف المسيحيين في هذا الطقس السنوي، بما في ذلك الأنبا أنطونيوس، مطران القدس والكرسي الأورشليمي للكنيسة القبطية، وسط أجواء من التقديس.

ماهو تاريخ وأهمية كنيسة القيامة

كنيسة القيامة (أو كنيسة القبر المقدس) في القدس هي المكان الذي صلب فيه السيد المسيح وقام من الموت، ما يجعلها واحدة من أقدس الأماكن في المسيحية،  تم بناء الكنيسة عام 335 م في عهد الإمبراطور قسطنطين الكبير بأمر من والدته القديسة هيلانة، ثم دمرت أجزاء كبيرة منها بسبب الحروب والزلازل، وأعيد بناؤها في القرن الثاني عشر.

وتشرف خمس طوائف مسيحية على إدارة الكنيسة:

الكنيسة الرومية الأرثوذكسية

الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية

الكنيسة اللاتينية الكاثوليكية

الكنيسة السريانية الأرثوذكسية

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

يتم توزيع أوقات الصلاة وحقوق المذابح داخل الكنيسة وفق اتفاقيات تاريخية تسمى "الستاتيكو"، وتستقبل الكنيسة آلاف الحجاج سنويًا، خاصة خلال أسبوع الآلام وسبت النور.

طقوس سبت النور في الكنائس القبطية في مصر

في الكنائس القبطية في مصر، يتضمن سبت النور:

قراءة سفر الرؤيا كاملا، مع ترانيم خاصة تمجد قيامة المسيح.

إيقاد الشموع كرمز للنور الذي أشرق من القبر.

طواف الكهنة بالناقوس وسط الحضور.

أجواء روحية مهيبة تستعد فيها الكنائس للاحتفال بعيد القيامة المجيد في اليوم التالي.

تقام الطقوس في كبرى الكنائس القبطية، مثل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وكاتدرائية القديس مرقس بالإسكندرية، بحضور البابا تواضروس الثاني وكبار الأساقفة.

أهمية سبت النور للأقباط

يعتبر سبت النور يومًا مهمًا لدى الأقباط، حيث يمثل انتقال المسيح من الموت إلى الحياة وإنارة العالم بالخلاص، مما يبعث الأمل في قلوب المؤمنين، كما يعتبر ظهور النور المقدس تأكيدًا إيمانيًا متجددًا، ويجذب الحجاج من مختلف أنحاء العالم.