اوروبا تنزف وهولندا تناشد العالم .. الحمى القلاعية تغتال الثروة الحيوانية
اوروبا تنزف بعد انتشاره .. ما هو مرض الحمى القلاعية وهل ينتقل للانسان؟، تشهد دول وسط أوروبا أسوأ تفشي لمرض الحمى القلاعية منذ أكثر من 50 عامًا، مما أدى إلى إغلاق الحدود وذبح آلاف رؤوس الماشية في محاولة عاجلة للسيطرة على انتشار الفيروس الفتاك، الذي يهدد الثروة الحيوانية والأمن الغذائي في القارة.
ما هي الحمى القلاعية؟
الحمى القلاعية هي مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق مثل الأبقار، الخنازير، الأغنام، والماعز، ويسببه فيروس ينتمي لعائلة بيكورنافيريدي، ويتضمن سبعة أنماط مصلية، ما يجعل السيطرة عليه صعبة لغياب المناعة المتبادلة بينها.
أعراض الحمى القلاعية في الحيوانات
تبدأ الأعراض بارتفاع مفاجئ في الحرارة، فقدان الشهية، الاكتئاب، وانخفاض إنتاج الحليب، وثم تظهر حويصلات مؤلمة داخل الفم، بين الأصابع، وعلى الضرع، تنفجر لاحقًا لتتحول إلى تقرحات تعيق الأكل والحركة.
أبرز أعراض الحمى القلاعية في الحيوانات
- حرارة تصل إلى 42 درجة مئوية
- فقدان إنتاج الحليب
- تقرحات في الفم والحوافر
- عرج شديد
- نفوق سريع للعجول والحملان دون أعراض واضحة
كيف ينتشر الفيروس؟
ينتقل فيروس الحمى القلاعية بسهولة بين الحيوانات من خلال:
- الهواء والرياح
- الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة
- الأسطح الملوثة مثل المركبات والأدوات
- إفرازات الجسم مثل اللبن والسائل المنوي
- الإنسان كناقل غير مباشر من خلال الملابس أو الأحذية
يستطيع الفيروس البقاء في البيئة الباردة لفترات طويلة، ويحتمل أن يعيش في التربة واللحوم المجمدة ومنتجات الألبان غير المبسترة.
هل يمكن أن تنتقل الحمى القلاعية إلى الإنسان؟
رغم أن انتقال المرض إلى البشر نادر، إلا أنه ممكن في حالات التلامس المباشر مع الحيوانات المصابة، خاصة أثناء الذبح أو الحلب أو تناول الحليب غير المغلي، ولكن لا يصنف الفيروس كخطر مباشر على حياة الإنسان، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض (CDC)، ويجب التمييز بينه وبين مرض اليد والقدم والفم الذي يصيب الأطفال، فهما مرضان مختلفان تمامًا.
طرق الوقاية والسيطرة على الحمى القلاعية
لا يوجد علاج مباشر للفيروس، لذلك تعتمد الدول على الإجراءات التالية:
- التحصين الدوري كل 4 إلى 6 أشهر
- إعدام المصابين والمخالطين في الدول المتقدمة
- عزل الحيوانات المصابة
- تطهير الحظائر والأدوات
- استخدام مطهرات قوية مثل هيدروكسيد الصوديوم وكربونات الصوديوم
كما يوصى بتوفير أعلاف ناعمة وسهلة الهضم، وتنظيف الفم والضرع بمطهرات خفيفة، ومعالجة الأقدام المصابة بكبريتات النحاس ودهانها بقطران طبي.
أوروبا تغلق الحدود وتعلن الطوارئ
بدأ تفشي المرض في مارس 2025 في مزرعة شمال غرب المجر، ثم انتقل إلى سلوفاكيا، ومنذ ذلك الحين، تم تسجيل إصابات في ست مزارع أخرى، مما أدى إلى:
- إعدام أكثر من 3000 رأس ماشية
- إغلاق الحدود بين المجر وسلوفاكيا والنمسا
- تطبيق إجراءات تطهير صارمة على المعابر الحدودية
وأبلغت جمهورية التشيك عن تدابير احترازية رغم عدم تسجيل إصابات، مع فرض رقابة مشددة على الشاحنات ومعدات النقل وناشدت هولندا معاهد الأبحاث العالمية لإنقاذ ثروتها الحيوانية .
ما هو مصدر الخطر الأكبر؟
بحسب خبراء، فإن الخطر الأكبر لانتقال المرض ليس فقط من الحيوانات، بل من الأسطح والأشياء التي يستخدمها البشر مثل الإطارات، السيارات، الأحذية، وحتى الطعام.
الاحتكاك غير المباشر بالحيوانات المصابة كفيل بنقل العدوى إذا لم تُتخذ إجراءات السلامة.
ماذا تفعل عند الاشتباه بإصابة حيوان؟
- عزل الحيوان فورًا
- إبلاغ الطب البيطري
- تطهير المكان والمعدات
- حرق أو دفن المخلفات
- منع نقل الحيوانات أو منتجاتها
رغم أن الحمى القلاعية لا تشكل خطرًا مباشرًا على البشر، إلا أنها تمثل تهديدًا اقتصاديًا وصحيًا بالغ الخطورة. انتشارها السريع وقدرتها على البقاء في البيئة لأسابيع وشهور يجعل السيطرة عليها تحديًا كبيرًا يتطلب تدخلًا دوليًا وتعاونًا بين الحكومات والمزارعين.
