الحرب السيبرانية تشتعل بين المغرب والجزائر.. اختراقات متبادلة وبيانات الملايين في خطر

الحرب السيبرانية تشتعل بين المغرب والجزائر..اختراقات متبادلة وبيانات ملايين المواطنين في الخطر، لم تعد الخلافات بين المغرب والجزائر دبلوماسية فقط، بل انتقلت إلى جبهة جديدة وخطيرة، وهي ساحة الحرب السيبرانية.
وفي تطور مثير، تبادلت مجموعات هاكرز من الجانبين الهجمات الإلكترونية، مستهدفة مؤسسات حكومية حساسة، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حقيقية حول الأمن الرقمي الوطني ومدى جاهزية الأنظمة لمثل هذه الصراعات.
ولمشــــــــــــــــاهدة الفيديـــــــــــــــــو إضغط هنــــــــــــــــــــا.
اختراق جزائري لمواقع حكومية مغربية وتسريب بيانات 2 مليون مواطن
أعلنت مجموعة هاكرز جزائرية تدعى جابر روت عن تنفيذ هجوم إلكتروني ناجح على موقع وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات المغربية، إضافة إلى اختراق الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي CNSS.
الهاكرز زعموا تسريب بيانات تخص ما يقارب 2 مليون مواطن مغربي، تتضمن الأسماء الكاملة وأرقام الهوية ومعلومات الشركات والحسابات البنكية، والهجوم أثار موجة قلق واسعة في الأوساط المغربية، خاصة مع حساسية الجهات المستهدفة وارتباطها المباشر بحقوق المواطنين الاجتماعية والمالية.

الرد المغربي باختراق وزارة الصناعة الصيدلانية الجزائرية وتسريب 48 جيجا بيانات
لم يتأخر الرد المغربي كثيرًا، إذ أعلنت مجموعة هاكرز مغربية عن اختراق وزارة الصناعة الصيدلانية الجزائرية، وأسفر الهجوم عن تسريب ضخم يقدر بـ 48 جيجا بايت من البيانات الحساسة، والتي شملت واردات الأدوية ومصادر التوريد، مخزون الدولة من الأدوية والمستلزمات الطبية، وبيانات الموظفين الكبار داخل الوزارة، وهذا التسريب يعد ضربة قوية نظرًا لحساسية المعلومات المتعلقة بالأمن الدوائي للدولة.
هل أصبحت الهجمات السيبرانية جزءًا من الصراع بين الدول
هذه الواقعة تؤكد أن الحروب الحديثة لم تعد تعتمد فقط على الأسلحة التقليدية أو المواجهات السياسية، بل أصبحت الساحة الرقمية ميدانًا أساسيًا للصراع، فالهجمات الإلكترونية يمكن أن تُضعف بنية الدولة، وتعرض معلومات ملايين المواطنين للخطر، بل وتهدد أمنها القومي.
الحرب السيبرانية بين تهديد حقيقي وغضب رقمي
يتباين الرأي العام بين من يرى أن هذه الهجمات مجرد تفريغ غضب إلكتروني من قبل شباب هاكرز، وبين من يعتبرها تهديدًا حقيقيًا وجزءًا من حرب معلومات بين دولتين تتسم علاقاتهما بالتصعيد السياسي والإعلامي المتواصل.
والحرب السيبرانية بين المغرب والجزائر تظهر أن أمن الدول لم يعد يُقاس فقط بالقوة العسكرية، بل أيضًا بقوة البنية التحتية الرقمية، وما حدث يجب أن يدفع جميع الدول إلى تعزيز الأمن السيبراني والتعامل مع الفضاء الإلكتروني كساحة معركة حقيقية لا تقل خطورة عن أي جبهة تقليدية.