لماذا تمت محاكمة صدام حسين على قضية الدجيل دون غيرها؟

في يوم 8 يوليو عام 1982 وبالتزامن مع اشتعال الحرب بين العراق وإيران، مر موكب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قرية الدجيل التي تقرب من الحدود الإيرانية، حيث تعد الشيعة غالبية سكان هذه القرية والذي يصل عدده 10000 نسمة في ذلك التوقيت.
وتعتبر قرية الدجيل العراقية من أهم المراكز الشيعية وقتها، ويؤيدون إيران في حربها ضد القوات العراقية بقيادة صدام حسين، وعلى رأسها حزب الدعوة الإسلامية الشيعي.
وفي هذا اليوم وأثناء مرور موكب الرئيس العراقي صدام حسين، تعرض هذا الموكب لإطلاق نار كثيف في محاولة لاغتيال صدام حسين ومن ثم يتم الاشتباك مع الجماعة المسلحة، حيث انتهى الحادث بنجاة صدام حسين من الموت أو الإصابة.

الهجوم على قرية الدجيل
بعد محاولة الاغتيال الفاشلة حدث هجوم على القرية من قبل القوات النظامية العراقية، ووفقاً لشهود عيان فإن الهجوم كان بأوامر مباشرة من الرئيس صدام حسين، والذي تضمن شن عمليات اقتحام القرية وقتل واعتقال فضلاً عن عمليات تفتيش واسعة النطاق على القرية، ما أسفر عن إعدام 143 شخصاً من سكان قرية الديجيل منهم أطفال لا يتجاوز أعمارهم عن 13 عامًا، بجانب اعتقال 1500 آخرين وترحيلهم إلى سجون بغداد ليتعرضوا لأقصى أنواع التعذيب النفسي والجسدي، بالإضافة إلى تجريف 1000 كيلومتر من الأراضي الزراعية التي يمتلكها سكان القرية، وذلك وفق لادعاءات من الشهود.

لماذا قضية الدجيل بالتحديد ؟
بدأت جلسات محاكمة صدام حسين بقضية أحداث قرية الدجيل، رغم طرح تساؤلات لماذا من الممكن أن يحاكم في قضايا أخرى مثل الغزو العراقي للكويت واستخدام الأسلحة الكيميائية في حربي الخليج الأولى والثانية، ليذهب بعض المحللين إلى أنه من الغريب أن يتم إعدام صدام حسين على قضية الدجيل رغم وجود قضايا أهم من ذلك، بينما قضية الدجيل سهلة للغاية.
وتم استدعاء شهود عيان على أحداث قرية الدجيل في جلسات محاكمة الرئيس العراقي صدام حسين، ليؤكدوا أن صدام هو من أمر بالهجوم على قرية الدجيل، وبالتالي سيكون من السهل إصدار حكم المحكمة بالإعدام في أسرع وقت.
حيث إن الولايات المتحدة التي غزت العراق بالتنسيق مع بريطانيا تريدان إعدام صدام بسرعة، لأن لو تم محاكمة صدام حسين على قضية حرب إيران أو غزو الكويت فإن المحاسبة ستطال واشنطن وأغلب الدول الأوروبية التي دعمت صدام حسين في حربه ضد إيران وساعدته في إنشاء ترسانة عسكرية .

مونتاج جلسات محاكمة صدام حسين
كثير من الناس كانوا يعتقدون أنهم يشاهدون جلسة محاكمة صدام حسين على الهواء مباشرة، لكثير من الناس كانوا يعتقدون أنهم يشاهدون جلسة محاكمة صدام حسين على الهواء مباشرة، لكن في الحقيقة شركة أمريكية كانت تقوم بتقطيع لقطات المحاكمكن في الحقيقة شركة أمريكية كانت تقوم بتقطيع لقطات المحاكمة وتعمدت على تأخير بث المحاكمة لمدة 20 دقيقة للقيام بعملية مونتاج لقطات معينة، فإن تحدث مدافعو صدام حسين فيتم تقطيع لقطاتهم خوفاً من كشف الحقائق، بينما يتم ترك لقطة شهود ضد صدام لبثها بشكل كامل أمام أعين العالم بهدف إدانة صدام وإعدامه بسرعة.
