سفينة نوح عليه السلام.. 4 معجزات إلهية تعرفها لأول مرة

تعد سفينة سيدنا نوح عليه السلام، معجزة إلهية بكل المقاييس، فقد كان طولها نحو 300 ذراع "137.16" مترًا، ويبلغ عرضها نحو 20 ذراعًا " 9.14 مترًا تقريبًا، أي تبلغ مساحتها الإجمالية (6000 ذراع) بما يعادل " 2743.2" مترًا مربعًا تقريبًا.
مما تتكون سفينة سيدنا نوح عليه السلام؟
كانت سفينة سيدنا نوح عليه السلام، مكونة من (3) طوابق، ويبلغ ارتفاعها نحو (50) ذراعًا بما يعادل ارتفاع عمارة مكونة من (8) طوابق، وكان الطابق الأخير مسقوفًا بالخشب.
ما هي معجزات سفينة سيدنا نوح عليه السلام؟
المعجزة الأولي لسفينة سيدنا نوح عليه السلام
كان سيدنا نوح عليه السلام، يقوم بصنع السفينة بوحي من جبريل عليه السلام، في كل لوح خشبي يضعه، وفي كل مسمار يدقه، فهو لا يعرف شيئًا عن صناعة السفن، وكانت الملائكة تساعده وتعاونه في صناعتها، حتى أكمل صنع السفينة، مصداقًا لقوله تعالى : (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ).
وقد تم صناعة سفينة سيدنا نوح عليه السلام، من الخشب المثبت ببعضه بالمسامير، حيث قال الله تعالى: (وحملناه على ذات ألواح ودسر)، بالمقصود بالدسر في هذه الآية هي "المسامير" التي استخدمت في تثبيت ألواح الخشب مع بعضها البعض.

أين كان يتم تصنيع سفينة سيدنا نوح عليه السلام؟
كان يصنع سيدنا نوح السفينة في الصحراء، وهذا على غير عادة صانعي السفن، فهي تصنع علي شواطئ البحار والأنهار، مما جعله عرضة لسخرية قومه، فهم لا عهد لهم بصناعة السفن، ولا يفهمون ماذا يفعل سيدنا نوح عليه السلام.
قال الله تعالى :(وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ* فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيم).

المعجزة الثانية لسفينة سيدنا نوح عليه السلام
أمر الله سيدنا نوح بتسيير السفينة التي صنعها في الصحراء، إذا فار التنور "الفرن" فهي العلامة الفارقة، أن يحمل معه المؤمنين، ومن كل زوجين أثنين، وأن من كفر من قومه سيغرق في الطوفان.
قال الله تعالى: (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ).
وهناك اختلاف وآراء كثيرة في معني كلمة التنور، لكن أوثق الآراء وأرجحها أنه الفرن المعروف، فيكون المعني: إذا خرج الماء من الفرن الموجود في بيتك.

المعجزة الثالثة لسفينة سيدنا نوح عليه السلام
كانت السفينة تجري في الماء بسرعة شديدة وسط هيجان الفيضان، والماء المتدفق من الأرض، والماء المنهمر من السماء، والأمواج العالية رغم أنها كانت خالية من وسائل الدفع، والحركة والتوجيه، فلا توجد أشرعة، أو مجاديف.
ولم يكن في سفينة سيدنا نوح عليه السلام، عجلة قيادة، أو مواتير من التي نعرفها الآن، لكنها تجري تحت رعاية وعناية الله سبحانه وتعالى، فهو الذي تولي قيادتها وتسييرها وتولي نجاتها، وحفظ ركابها.
قال الله تعالى: (تجري بأعيننا جزاءً لمن كان كفر).
وقال تعالى:(بسم الله مجراها ومرساها).
المعجزة الرابعة لسفينة سيدنا نوح عليه السلام
كانت المعجزة الرابعة لسفينة سيدنا نوح في ركاب السفينة، فقد شُحنت بكل من آمن مع نوح من البشر، وكل الحيوانات والطيور والحشرات، والديدان، والزواحف، من كل صنف زوجين إثنين من جميع المخلوقات التي خلقها الله.
قال الله تعالى:(واحمل فيها من كل زوجين اثنين).
وعلى اختلاف بيئاتها، وطبائعها، ومع اختلاف طرق معيشتها، ونوعية غذائها، والتناقض والتضاد بينها، وفيها من هو عدو للآخر، إلا أنها تعايشت بسلام مع بعضها لمدة أربعين يومًا أو أكثر، إلى أن وصلت السفينة محطتها الأخيرة.
واستقرت سفينة سيدنا نوح عليه السلام في نهاية الرحلة، على جبل (الجودي) الذي يقع أقصي جنوب تركيا في حدودها مع العراق وسوريا، حيث وصفها رب العزة بالسفينة المشحونة، وتعهد بنجاتها ومن مع نوح من المؤمنين، وغيرهم ممن شحنت بهم السفينة.
قال الله تعالى: (وأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون).