كامل الوزير من قمة لواندا: شرايين التنمية تمتد عبر القارة الأفريقية من القاهرة إلى كيب تاون

الخميس 30/أكتوبر/2025 - 09:26 ص

جانب من كلمة الفريق مهندس كامل الوزير في قمة لواندا

في قاعة مزدحمة بنبض القارة الأفريقية، وقف الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، متحدثًا بلغة تتجاوز الحدود الجغرافية، مؤكدا أن مشروعات الربط القارية لم تعد مجرد خرائط على الورق، بل شرايين حياة تنبض بالأمل لمستقبل أفريقيا الموحدة.

خلال مشاركته في قمة لواندا لتمويل تطوير البنية التحتية في أفريقيا، التي تستضيفها العاصمة الأنغولية لواندا، أكد الوزير أن رؤية مصر لأفريقيا تنطلق من قناعة راسخة بأن التكامل القاري هو الطريق الحقيقي لتحقيق التنمية المستدامة، مشددًا على أن “أفريقيا التي نريدها” لم تعد حلمًا بعيدًا، بل واقعًا تصنعه الإرادة والعمل المشترك.

وقال الوزير في كلمته أمام جلسة “الممرات الأفريقية” إن مشروعات الربط بين دول القارة تمثل محورًا أساسيًا في تنفيذ أجندة أفريقيا 2063، إذ تسهم في تعزيز التجارة البينية، وفتح الأسواق، وتوفير فرص عمل، معتبرًا أن الاستثمار في البنية التحتية هو “المدخل الحقيقي لبناء أفريقيا الجديدة”.

وأضاف أن مصر أولت القارة السمراء اهتمامًا خاصًا على المستويين السياسي والتنفيذي، ووضعت ملف البنية التحتية في صدارة أولوياتها، مستعرضًا ما حققته من خطوات ملموسة في هذا الاتجاه، سواء من خلال إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية التي تجمع 1.3 مليار نسمة بحجم تكتل اقتصادي يتجاوز 3.4 تريليون دولار، أو عبر تنفيذ مشروعات تنموية في أكثر من 23 دولة أفريقية.

وأشار الوزير إلى أن مصر تمضي بخطى ثابتة نحو التحول إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت، موضحًا أنه تم تنفيذ سبعة ممرات لوجستية دولية متكاملة تربط مناطق الإنتاج بالموانئ البحرية والموانئ الجافة والمناطق اللوجستية، من أبرزها ممرات العريش–طابا، والسخنة–الإسكندرية، وسفاجا–قنا–أبو طرطور، والقاهرة–أسوان–أبو سمبل.

ولم تتوقف خطة الربط عند حدود الدولة، بل امتدت عبر القارة. فقد أوضح الوزير أن مصر تعمل على تنفيذ مشروعات ربط بري وسككي وبحري ونقلي نهري مع دول الجوار، تشمل محور القاهرة–كيب تاون الذي يمر بتسع دول أفريقية، ومشروعات الربط مع السودان وليبيا وتشاد، إلى جانب مشروع الممر الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط (VICMED)، والذي يربط 11 دولة أفريقية بنهر النيل كممر تنموي موحد.

وفي محور النقل البحري، تحدث الوزير عن النهضة التي تشهدها الموانئ المصرية على البحرين الأحمر والمتوسط، حيث تجاوزت أطوال الأرصفة 100 كيلومتر بأعماق تصل إلى 25 مترًا، مع تطوير موانئ كبرى مثل السخنة، وسفاجا، والعريش، وجرجوب، لتكون بوابات عبور استراتيجية نحو الأسواق الأفريقية.

كما لفت إلى أن الشركات المصرية أصبحت تمتلك خبرات كبيرة وسمعة طيبة في تنفيذ مشروعات النقل والبنية التحتية داخل القارة، مؤكدًا أن هذه الشركات قادرة على تنفيذ كبريات المشروعات في مجالات الطرق، والموانئ، والسكك الحديدية، والطاقة.

واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن تعزيز التعاون بين مصر والدول الأفريقية الشقيقة يمثل ركيزة أساسية في الرؤية المصرية للتنمية، مشيرًا إلى أن الانتماء المصري لأفريقيا ليس مجرد بعد جغرافي، بل إيمان راسخ بمصير مشترك ومستقبل واحد، تتقاطع فيه التنمية مع الاستقرار، والطموح مع العمل، والأمل مع الواقع.

اقرأ أيضًا: